التهاب العصب الثالث للعين

كتابة:
التهاب العصب الثالث للعين

ما وظيفة العصب الثالث، وعلى ما يأثر تعطله؟

يُعتبر العصب الثالث واحدًا من الأعصاب القحفيَّة الإثني عشر التي تخرج من الدماغ أو جذع الدماغ، وتكمن وظيفته في المساعدة على القيام بمعظم حركات العين؛ فهو يمكِّن الفرد من تحريك العين للأعلى وللأسفل، ورفع الجفون العلويَّة، وتدوير العين، وهو ما أكسبه اسم العصب الحركي للعين (Oculomotor nerve)، إضافةً إلى وظيفته المرتبطة بالجهاز العصبي غير الودي (Parasympathetic)؛ فهو يساعد على تضيّق بؤبؤ العين، والتحكم في انحناء وسُمك العدسة للتمكّن من التركيز على الأشياء في مسافات معينة، لذا، وفي حال تعطّل العصب الثالث، فإن ذلك حتمًا سيؤثر على وظائفه الطبيعيَّة بالاعتماد على شِدة المشكلة، فربما يكون سببًا في تدلِّي الجفون وعدم السيطرة عليها، أو اختلال القدرة على تحريك العين، أو المُعاناة من مشكلة الرؤية المزدوجة، ناهيك عن اتساع بؤبؤ العين بشكل دائم.[١]


أسباب تؤدي إلى الإصابة بشلل العصب الثالث

قد يكون شلل العصب الثالث (Oculomotor palsy) خلقيًا منذ الولادة، ولا توجد أسباب واضحة تفسِّر حدوثه، أو أنَّه يكون مكتسبًا فيُصاب به الشخص في إحدى مراحل حياته، وفي جميع الأحوال، يعدّ الطبيب الشخص المسؤول عن تشخيص سبب شلل العصب الثالث، ولا يُمكن ترك ذلك للتكهنات التي لا تعتمد على أسس التشخيص السليم. وعمومًا، نذكر في الآتي بعض من الأسباب التي قد يكون لها دورًا في حدوث شلل العصب الثالث:[٢][٣]

  • التعرّض لإصابة مباشرة على الرأس.
  • الإصابة بمرض التصلب المتعدد (Multiple sclerosis)، أو أي مرض يقلل من كمية المايلين (Myelin) حول الأعصاب.
  • وجود العدوى في الدماغ.
  • الخضوع للتطعيم.
  • الإصابة بالصداع النصفي (Migraine).
  • وجود ورم في الدماغ، أو أي مشكلة تحتل حيزًا في الدماغ.
  • الإصابة بأمراض تؤثر على الأوعية الدمويَّة الدقيقة في الجسم؛ كارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري.
  • الإصابة بالنزيف تحت عنكبوتية (Subarachnoid hemorrhage)؛ أي النزيف في الفراغ بين الأغشية المخاطيَّة التي تغطي الدماغ.



ما علامات وأعراض تعرض العصب الثالث للشلل؟

كما أسلفنا سابقًا، فإنَّ العصب الثالث يساعد على تحريك العين، والجفون، وتغيير حجم البؤبؤ، لذا، يؤثر شلل العصب الثالث على هذه الوظائف لتظهر مجموعة من الأعراض والعلامات التي تُشير إلى الإصابة بشلل هذا العصب، وقبل التسرع في تشخيص المشكلة بناءً على الأعراض، لا بدّ من مراجعة الطبيب والحصول على الرأي المتخصِّص والسليم، ونذكر في الآتي مجموعة من أبرز أعراض وعلامات شلل العصب الثالث:[٤][٢]

  • تدلّي جفن العين أو توسّع البؤبؤ؛ والذي قد يكون أوَّل علامات شلل العصب الثالث.
  • ملاحظة ازدواج الرؤية عند الأطفال الكبار والبالغين بسبب اختلال محاذات العين، إلا أنه قد لا يكون ملحوظًا عند تدلّي جفن العين.
  • انحراف العين المصابة قليلًا للخارج وللأسفل عند النظر للأمام مباشرة.
  • ضعف القدرة على النظر لأعلى.
  • دوران العين بتأثير العضلة المائلة العلوية (Superior oblique muscle) عند محاولة النظر نحو الأسفل.
  • بطء استجابة بؤبؤ العين للضوء المستمر أو المباشر، أو عدم الاستجابة بتاتًا.
  • الشعور بالألم، إذْ يعتبر الألم من العلامات المُميزة لشلل العصب الثالث للعين الناتج عن نقص التروية الدموية.[٥]



تشخيص شلل العصب الثالث

عند مراجعة الطبيب لتشخيص الإصابة بشلل العصب الثالث المكتَسَب، فإنَّها غالبًا ما يتبع في ذلك مجموعة من الخطوات، نذكر منها الآتي:[٦]

  • أخذ التاريخ الطبي: يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن التاريخ المرضي، من حيث العلامات والأعراض التي يعانيها، ووجود تغيّرات عصبية أخرى؛ سواءً حركات لاإراديَّة، أو شلل في جزء من الجسم، أو تغيرات في الحالة العقلية، وغيرها من الأسئلة التي تفيد في تشخيص الحالة.
  • الفحص الجسدي: إضافةً إلى ما سبق، ربما يُجري الطبيب فحص شامل للعيون؛ يشمل فحص حدة البصر، وكيفيّة استجابة بؤبؤ العين للضوء، إلى جانب ملاحظة الأعراض والعلامات المزعجة التي يشكوها.
  • التصوير: فقد يوصِي الطبيب بإجراء تصوير مقطعي محوسب (CTA)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو يمكن اللجوء لطريقة أفضل وهي التصوير الرقمي للأوعية الدموية (DSA).
  • الفحوصات المخبريّة: ربما يلجأ الطبيب إلى إجراء الفحوصات المخبريَّة بناءً على عمر المريض، والأمراض التي يعانيها، والأعراض المرتبطة بها، كإجراء فحوصات العلامات الحيوية الأساسيّة، وتعداد الدم الكامل (CBC)، ومعدل ترسيب خلايا الدم الحمراء (ESR)، ومستوى بروتين سي التفاعلي.



كيف يمكن علاج شلل العصب الثالث للعين؟

لا يوجد علاج يساهم في استعادة وظيفة العصب الضعيف في حال كان شلل العصب الثالث للعين خلقيًّا منذ الولادة، ولكنْ ربما يكون العلاج مُمكنًا عندما يكون شلل العصب مُكتسبًا، فيعتمد العلاج حينها على السبب الكامن وراء حدوث المشكلة وشِدته، فعلى سبيل المثال، عندما يكون الشلل بسبب ورم الدماغ أو تمدّد الأوعية الدمويّة في الدماغ، يمكن التخفيف من الضغط على العصب بالتدخل الجراحي، ومن الجدير بالذكر، أنَّ المُصاب قد يستعيد وظيفة العصب تلقائيًّا خلال فترة 6 شهور أو أكثر، خلالها، قد يوصِي الطبيب باستخدام رقعة لإحدى العينين لتخفيف ازدواج الرؤية، أو غيرها من الوسائل الأخرى.[٢] وفي الآتي بعض طرق علاج شلل العصب الثالث:


معالجة تحفظية (Conservative management)

عادةً ما تكون العلاجات المباشرة لشلل العصب الثالث تحفُّظية؛ أيْ تهدف إلى الحفاظ على العين بالحالة نفسها وعدم تفاقم الوضع، ويعتمد الاختيار في هذه الحالة على أعراض الشلل التي تظهر على المُصاب، والأجزاء المتضرِّرة من العصب، ومن هذه الإجراءات التي قد يوصي بها الطبيب ما يلي:[١]

  • وضع رقعة على العين.
  • استخدام عدسات لاصقة غير شفافة (معتمة) على العين المتضرِّرة لمنع الرؤية من خلالها.
  • ارتداد نظارات إحدى عدساتها مشوشة من جهة العين المصابة.
  • الحقن بواسطة إبر البوتوكس (Botox).
  • وضع المنشور (Prism) في عدسة النظارة الطبية من جانب العين المتأثرة.


العلاج الجراحي (Surgical Treatment)

عند استمرار أعراض شلل العصب الثالث بعد انقضاء فترة الست شهور، قد يجري الطبيب جراحة لإعادة ضبط محاذاة العين في خط المنتصف، أو يُجري جراحة للجفن، كما يتطلب الأمر في بعض الأحيان القيام بعمليات جراحيَّة للعين غير المصابة، أمَّا عن تصحيح محاذاة العين عند النظر في الإتجاهات الأخرى، فقد يكون ذلك غير ممكن عند بعض المرضى،[٢] وقد تنطوي العملية الجراحية على قطع العضلات في العين وتغيير موقعها، لذا تنوب العضلات الفعَّالة مكان العضلات التي لا تعمل جيدًا ومتأثرة بالشلل.[١]




المراجع

  1. ^ أ ب ت "The Anatomy of the Oculomotor Nerve", verywellhealth, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Third Nerve Palsy", aapos, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  3. "Oculomotor nerve", healthline, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  4. "Third Cranial (Oculomotor) Nerve Disorders", msdmanuals, Retrieved 12/2/2021. Edited.
  5. "Pain in Ischemic Ocular Motor Cranial Nerve Palsies", ncbi, Retrieved 12/2/2021. Edited.
  6. "Acquired Oculomotor Nerve Palsy", eyewiki, Retrieved 12/2/2021. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×