محتويات
ما هي حالة التهاب العضل؟ ما هي أعراضها وأسبابها؟ هل هي مشكلة صحية مزمنة أم عابرة؟ وهل من علاج؟ معلومات هامة نطرحها في هذا المقال.
سوف نعرفك في ما يأتي على التهاب العضل (Polymyositis) والذي يعرف طبيًّا باسم آخر وهو الاعتلال العضلي الالتهابي مجهول الأسباب (Idiopathic inflammatory myopathy):
ما هو التهاب العضل؟
التهاب العضل هو مرض مزمن ونادر قد يصيب العضلات الهيكلية مسببًا التهابها وضعفها، والعضلات الهيكلية هي العضلات التي يحتاجها الجسم حتى يتمكن من الحركة بطريقة طبيعية.
قد لا يقتصر الالتهاب على النسيج العضلي، بل قد يصيب كذلك الأوعية الدموية في العضلات، ويعد التهاب العضل أحد أنواع مرض الاعتلال العضلي الالتهابي (Inflammatory myopathy).
غالبًا ما يصيب التهاب العضلات كلا جانبي الجسم، وتعد العضلات القريبة من منطقة الجذع أكثر عرضة من عضلات الجسم الأخرى للإصابة بمرض التهاب العضل، مثل عضلات المناطق الآتية: العنق، والظهر، وأعلى الذراعين، والفخذين.
قد يصيب ضعف العضلات المرافق للحالة أحيانًا العضلات البعيدة عن منطقة الجذع، كما قد يطال هذا المرض أحيانًا الأنسجة العضلية المكونة لبعض أعضاء وأجهزة الجسم الداخلية، مثل: القناة الهضمية، والرئتين، والقلب.
لا تقتصر أعراض المرض على ضعف العضلات، بل قد يترافق المرض كذلك مع أعراض أخرى، مثل: ألم العضلات، وليونتها.
لا تزال أسباب هذا المرض غير واضحة بالنسبة للأطباء، ولكن وتبعًا لسمات هذا المرض، يميل الباحثون للاعتقاد بأن التهاب العضل ما هو إلا أحد أمراض المناعة الذاتية.
لا يوجد علاج نهائي لمرض التهاب العضل، ولكن قد تساعد بعض العلاجات والممارسات الحياتية التي قد يوصي بها الطبيب على تخفيف حدة أعراض المرض والوقاية من مضاعفاته المحتملة.
-
علاقة التهاب العضل ببعض الأمراض الأخرى
قد يترافق مرض التهاب العضل أحيانًا مع حصول التهاب في الجلد، وعندها يطلق على الحالة طبيًّا اسم التهاب الجلد والعضل (Dermatomyositis).
كما من الممكن لالتهاب العضل أن يتزامن مع الإصابة بأمراض أخرى كذلك، مثل الأنواع الآتية من مرض السرطان: سرطان الثدي، وسرطان المبيض، وسرطان الرئة، وسرطان القولون.
أسباب التهاب العضل
لا تزال الأسباب والآلية التي قد ينشأ من خلالها مرض التهاب العضل غير معروفة، ولكن يعتقد أن هذه العوامل قد تلعب دورًا:
- الوراثة والجينات.
- خلل في المناعة الذاتية قد يجعل الجسم يهاجم أنسجة العضلات خطًأ ليتعامل معها وكأنها جسم غريب.
-
عوامل الخطر
وهذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بالتهاب العضل:
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو أمراض الأنسجة الضامة، مثل: الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد (Scleroderma)، ومتلازمة شوغرن (Sjogren's syndrome).
- التعرض لبعض أنواع الفيروسات، مثل فيروس العوز المناعي البشري (HIV - human immunodeficiency virus).
- استخدام بعض أنواع الأدوية والعلاجات، مثل: حقن الكولاجين، ولقاح مرض التهاب الكبد البائي (Hepatitis B)، وهرمونات النمو.
- العمر، إذ يعد التهاب العضل أكثر شيوعًا بين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30-60 عامًا.
- الجنس، فهذا المرض أكثر شيوعًا بين النساء.
أعراض التهاب العضل
هذه بعض الأعراض التي قد تظهر على المريض:
- ضعف العضلات في المناطق الآتية من الجسم: الوركين، والعنق، والكتفين.
- تدني مستويات الطاقة والنشاط عمومًا.
- ألم في العضلات قد يزداد حدة وسوءًا مع مرور الوقت وتفاقم الحالة.
- سعال جاف قد يلازم المريض لفترة طويلة.
- الحاجة لبذل جهد أكثر من المعتاد عند محاولة صعود السلالم.
- صعوبة أداء الحركات الآتية: النهوض من وضعية الجلوس، ورفع اليدين فوق مستوى الرأس.
- صعوبات البلع.
- أعراض أخرى، مثل: الإرهاق، وانقطاع النفس، والميل للوقوع بسهولة، والرعاش في منطقة اليدين.
قد تؤثر هذه الحالة سلبًا على جودة حياة المريض ليبدأ بمواجهة صعوبات متعلقة بأمور مثل المشي والركض أو حتى التنفس، ومع تفاقم الحالة وازديادها سوءًا، قد تؤدي صعوبات البلع المرافقة للمرض إلى فقدان الوزن ونقص التغذية، كما قد تطال الحالة عضلة القلب لتؤدي لظهور مضاعفات عديدة، مثل: فشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.
تشخيص التهاب العضل
لتشخيص التهاب العضل، هذه أبرز الإجراءات المتبعة:
- الاستفهام من المريض عن طبيعة الأعراض الظاهرة لديه.
- الحصول على سجل المريض الطبي وإجراء فحص جسدي كامل للمريض.
- فحوصات الدم، والتي تهدف لتحري حالة المؤشرات الدالة على الإصابة بتحلل العضلات.
- خزعة العضلات أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي فحوصات قد تساعد على رصد أي التهاب أو تلف حاصل في العضلات.
- فحص مخطط كهربية العضل (Electromyogram-EMG)، وهو فحص قد يساعد على فحص النشاط الكهربائي للعضلات.
علاج التهاب العضل
ما من علاج نهائي للحالة، ولكن قد تساعد هذه العلاجات على إبقاء أعراض التهاب العضل تحت السيطرة:
- الستيرويدات القشرية: لمقاومة الالتهاب وتخفيف حدته.
- المعالجة الوريدية بالغلوبيولين المناعي: يعمل هذا العلاج على إمداد الجسم ببروتينات قد تساعد على تحسين المناعة.
- كابتات المناعة (Immunosuppressants): قد تساعد هذه الأدوية على تقليل التلف الحاصل في أنسجة الجسم من خلال تثبيط عمل جهاز المناعة.
- علاجات وتمارين خاصة: قد تساعد على تحسين النطق والقوة الجسدية لدى بعض المرضى.
- طرق علاجية أخرى، مثل: فِصادَة البلازْما (Plasmapheresis)، ومتابعة حالة المريض وتطورها مع الطبيب.