التهاب الكبد الوبائي c دليلك الشامل

كتابة:
التهاب الكبد الوبائي c دليلك الشامل

ما هو التهاب الكبد الوبائي c؟ ما مدى خطورته؟ هل يوجد علاج لهذا المرض؟ وهل يمكن لهذا النوع من أمراض الكبد أن يؤدي للوفاة؟ إليك الإجابة.

إليك أبرز المعلومات حول التهاب الكبد الوبائي c: 

ما المقصود بالتهاب الكبد الوبائي c؟ 

هو التهاب يصيب أنسجة الكبد جراء التعرض لفيروس التهاب الكبد من النوع C، ويمكن أن يسبب تلفًا دائمًا في الكبد. تختلف حدة الالتهاب الحاصل تبعًا لنوعه، إذ قد يسبب الفيروس المذكور التهابًا حادًّا قصير الأمد، أو التهابًا مزمنًا طويل الأمد.

بينما يمكن التعافي من النوع الحاد أحيانًا في غضون أسابيع أو أشهر، إلا أن أكثر من نصف الحالات غالبًا ما تتطور لالتهاب مزمن مما قد يرفع درجة خطورة المرض؛ فالتهاب الكبد الوبائي c المزمن قد يسبب مضاعفات قاتلة.

غالبًا لا تظهر أية أعراض على المصابين بالنوع المزمن، لذا قد لا يدرك الكثيرون إصابتهم إلا في مراحل متأخرة، فعندما تظهر الأعراض يكون التلف الحاصل في الكبد قد بلغ مراحل خطيرة. 

يمكن لبعض الأدوية أن تساعد على التعافي من التهاب الكبد في أكثر من 95% من الحالات، لا سيما إذا ما حصل المريض على العلاج مبكرًا. لا يتوفر لقاح لهذا النوع من التهاب الكبد الوبائي. 

أسباب التهاب الكبد الوبائي c وعوامل الخطر

ينشأ هذا الالتهاب جراء التعرض لفيروس التهاب الكبد c، ولهذا الفيروس عدة أنواع قد يستجيب كل منها للعلاج بطريقة مختلفة. عندما يدخل الفيروس إلى الجسم، يبدأ بغزو خلايا الكبد مسببًا التهابها وخللًا في وظائفها، وهذا الخلل قد يتحول مع الوقت لتلف دائم.

1. طرق انتشار الفيروس

ينتقل الفيروس عادة من خلال الدم أو سوائل الجسم المختلفة، وذلك من خلال:

  • مشاركة الحقن أو الأدوية التي تعطى بالحقن أو التعرض للوخز بإبرة ملوثة خطًأ. 
  • الولادة، إذ قد تمرر الأم المصابة لطفلها الفيروس أثناء الولادة.
  • التعرض المباشر لدم ملوث أو لتقرحات جسم شخص مصاب. 
  • استعمال أغراض العناية الشخصية لفرد مصاب، مثل: فرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة، وأدوات تقليم الأظافر.
  • الحصول على تاتو أو ثقب تجميلي باستخدام أدوات ملوثة.
  • ممارسة الجماع دون حماية مع شريك مصاب. 

2. الفئات الأكثر عرضة

هذه قائمة بأبرزها:

  • المرضى الذين يخضعون لعلاجات معينة، مثل: غسيل الكلى، والديال الدموي. 
  • الذين خضعوا لعمليات نقل دم أو زراعة أعضاء قبل عام 1992.
  • المواليد لأمهات مصابات بالتهاب الكبد الوبائي c.
  • المصابون بهذه الأمراض: الإيدز، وأمراض الكبد، والأمراض المنقولة جنسيًّا.
  • المساجين أو العاملين في السجون.
  • الأشخاص الذين تعرضوا لدم ملوث أو استخدموا حقنًا ملوثة.
  • الأشخاص الذين ولدوا خلال الفترة ما بين 1945 - 1965.
  • الأشخاص الذين عادت فحوص الكبد لديهم بنتائج غير طبيعية دون سبب واضح.
  • مستخدمو العقاقير غير المشروعة. 

يفضل أن تخضع الفئات المذكورة لفحوصات التهاب الكبد الوبائي c للتأكد من عدم الإصابة بالفيروس.

أنواع وأعراض التهاب الكبد الوبائي c

لهذا الالتهاب عدة أنواع، إليك التفاصيل:

1. التهاب الكبد الوبائي c الحاد

هذا النوع قصير الأمد، وقد تظهر أعراضه بعد التعرض للفيروس بفترة 2 - 12 أسبوعًا، لتلازم المريض لفترة قد تصل 6 أشهر. هذه أبرز الأعراض المتوقعة:

  • حمى.
  • فقدان الشهية. 
  • غثيان أو تقيؤ. 
  • تعب وإجهاد. 
  • آلام في: المفاصل، والبطن.
  • بول داكن.
  • يرقان، في بعض الحالات النادرة. 

أحيانًا، قد يتمكن الجسم من التخلص من الفيروس، لكن غالبًا ما يتطور المرض للطور المزمن، بالأخص وأن غالبية الحالات لا تظهر فيها أعراض على المريض، فضلًا عن أن الأعراض وإن ظهرت فإنها قد تشبه أعراض أمراض أخرى، مما قد يؤخر التشخيص والعلاج.

2. التهاب الكبد الوبائي c المزمن

من الشائع أن يتحول النوع الحاد مع الوقت لنوع مزمن، إذ قد يعجز الجسم عن التخلص من الفيروس، ليلازم الالتهاب جسم المريض لفترة طويلة من الزمن.

غالبًا، لا يتسبب هذا النوع بأية أعراض، لكن قد يؤدي في بعض الحالات لشعور المريض بأعراض عامة، مثل: الاكتئاب، والتعب العام.

إذا لم يتم تشخيص الحالة مبكرًا، ولم يتلقَ المريض الرعاية الطبية اللازمة، قد تتفاقم الحالة لتنشأ مضاعفات خطيرة، مثل: 

  • مرض الكبد المزمن.
  • تشمع الكبد. 
  • سرطان الكبد. 
  • فشل الكبد. 

تميل المضاعفات المذكورة عادًة للتطور ببطء على مدى عقود، وفي نهاية المطاف، قد يؤدي الالتهاب ومضاعفاته للوفاة.

تشخيص التهاب الكبد الوبائي c

بعد أخذ التاريخ الطبي للمريض وبعد إخضاعه لفحص جسدي، هذه هي الفحوصات المتوقعة: 

  • تحليل دم بسيط: لقياس مستويات الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس، لكن رصد هذه الأجسام لا يعني بالضرورة أن الالتهاب نشط. 
  • فحص دم من نوع (Hepatitis C RNA test): لتحري وجود الفيروس في الدم، إذا عادت نتيجة فحص الأجسام المضادة إيجابية.
  • فحص النوع الجيني (Genotype test): لتحديد نوع الفيروس.
  • فحوصات أخرى لتحديد مدى التلف الحاصل في الكبد: مثل خزعة الكبد، والتصوير بالرنين المغناطيسي الإيلاستوجروفي (Magnetic resonance elastography - MRE).

علاج التهاب الكبد الوبائي c

هذه نبذة عن الخيارات المطروحة: 

1. الأدوية المضادة للفيروسات

تهدف هذه الأدوية للتخلص من الفيروس تمامًا، وتتوفر على هيئة أدوية فموية أو حقن، مثل:

  • دواء سوفوسبيوفير (Sofosbuvir).
  • دواء بيجيانترفرون ألفا (Peginterferon alfa-2a).

2. عملية زراعة الكبد

قد يتم اللجوء لهذا الخيار إذا كان الالتهاب الحاصل قد تسبب في تلف كبير للكبد، لكن زراعة كبد جديد قد لا تعني بالضرورة التعافي من الفيروس، إذ قد يحتاج المريض لاستخدام مضادات الفيروسات لمنع الفيروس من إتلاف الكبد الجديد.

4581 مشاهدة
للأعلى للسفل
×