التهاب النخاع المستعرض

كتابة:
التهاب النخاع المستعرض

التهاب النخاع المستعرض

يُقصَد بالتهاب النخاع المستعرض التهابٌ في أحد جانبي الحبل الشوكي، وتشير كلمة المستعرض إلى الالتهاب الناشئ في المقطع العرضي الأفقي من الحبل الشوكي أو كليهما، إذ غالبًا ما يُتلِف هذا الاضطراب العصبي المادة العازلة التي تغلّف ألياف الخلايا العصبية وتُعرَف باسم الميالين المحوري؛ وهي طبقة دهنية تعزل الأعصاب عن بعضها.

يقطع التهاب النخاع المستعرض الإشارات العصبية التي تُرسلها أعصاب الحبل الشوكي في أنحاء الجسم، مما يسبب ضعفًا في العضلات، أو شللاً، أو ألمًا أو مشاكل حسية، أو ضعفًا في وظائف المثانة والأمعاء، ويسبب عدد من العوامل التهاب النخاع المستعرض، بما في ذلك اضطرابات جهاز المناعة، وحالات العدوى التي تهاجم أنسجة الجسم، كما يكون أيضًا بسبب اضطرابات أخرى في مادة الميالين؛ مثل: التصلب المتعدد.

وتشمل علاجات التهاب النخاع المستعرض العلاج التأهيلي، وتناول الأدوية، إذ يتعافى معظم المصابين بالتهاب النخاع المستعرض جزئيًا، أما من يصابون منه بهجمات شديدة فيصابون بإعاقات شديدة وبالغة[١].


أسباب التهاب النخاع المستعرض

ما زال سبب حدوث 60٪ من حالات الإصابة بمرض التهاب النخاع المستعرض غير معروف رغم وجود آليات التهاب، لكن بالرغم من ذلك يرتبط الـ 40٪ الباقون باضطرابات المناعة الذاتية؛ مثل: التصلب المتعدد، والتهاب العصب البصري، والذئبة الحمامية الجهازية، ومتلازمة شوغرن، والساركويد، وغيرها. ويُقصَد بمصطلح طيف اضطرابات التهاب النخاع المستعرض؛ بمعنى أنّ السبب غير معروف، وقد استُخدم في الماضي في الحالات التي لا يُحدّد فيها السبب، ومع ذلك فإنّ عدم وجود دليل على وجود اضطراب أو آلية أو عامل مسبب قد يكون نتيجة فشل التشخيص المبكر، أو نتيجة عوامل مسببة تختفي بسرعة كما في حالات الالتهابات الفيروسية؛ مثل: الفيروس المضخّم للخلايا، أو اضطرابات ما بعد العدوى.

يصيب التهاب النخاع المستعرض الأشخاص من الفئات العمرية كافة بغضّ النظر عن تاريخ العائلة، أو الجنس، أو العِرق، لكن في المرضى الأصغر سنًا قد يكون التهاب النخاع المستعرض مؤشرًا أوليًا إلى الاضطرابات؛ مثل: التصلب المتعدد أو التهاب النخاع العصبي البصري. ولدى بعض المرضى قد يُخلَط بين سكتة الدماغ أو اعتلال النخاع الوعائي والتهاب النخاع المستعرض، وهو تشخيص قد يؤدي إلى استعمال طرق علاج خاطئة[٢].


أعراض التهاب النخاع المستعرض

يؤدي التهاب النخاع المستعرض إلى حدوث الاضطرابات في أعصاب الحركة والحس، كما يؤدي إلى خللٍ وظيفي في جهاز الأعصاب، فالأشخاص الذين يعانون من أعراض التهاب النخاع المستعرض قد تكون لديهم الأعراض التالية، التي تعتمد على المنطقة التي حدث فيها الالتهاب من النخاع[٣]:

  • تطوّر اضطرابٍ سريع وتدريجي مع آلام في الظهر، والتنميل، ووخز في الساقين، والجذع، وأحيانًا الذراعين.
  • وجود ضعف في الساقين وأحيانًا في الذراعين، وقد يصبح الضعف شديدًا في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى الشلل التام.
  • وجود مشاكل في وظائف الأمعاء والمثانة.
  • الحمى.


علاج التهاب النخاع المستعرض

يستهدف العديد من المعالجين الأعراض الشّديدة لالتهاب النخاع المستعرض، ذلك من خلال[١]:

  • حقن الستيرويدات الوريدية، يُحقن الوريد في إحدى الذراعين بالسترويدات على عدة أيام، إذ تساعد السترويدات في تخفيف التهاب العمود الفقري.
  • العلاج بتبادل البلازما، قد يكون الأشخاص الذين لا تستجيب حالتهم لحقن الستيرويدات الوريدي في حاجة إلى العلاج بتبادل البلازما، الذي يتضمن إزالة السائل الأصفر الذي يحتوي على خلايا الدم المعلّقة (البلازما) واستبدال سوائل معينة به.
  • المضادات الفيروسية، يُعالَج بعض الأشخاص المصابين بعدوى فيروسية في الحبل الشوكي بأدوية تقضي على الفيروسات.
  • تناول مُسكنات الألم، حيث واحد من المضاعفات الشائعة لالتهاب النخاع المستعرض هو الشعور بالألم المزمن، إذ تتضمّن الأدوية المسكنة لآلام العضلات الأسيتامينوفين، والأيبوبروفين، والنابروكسين. كما يجرى علاج آلام الأعصاب باستخدام مضادات الاكتئاب؛ مثل: السيرتالين، وجابابنتين.

قد يصف الطبيب بعض الأدوية الضّرورية لعلاج بعض الاضطرابات؛ مثل: تشنّج العضلات، والاكتئاب، أو أية مضاعفات أخرى مرتبطة بمرض التهاب النخاع المستعرض.

  • أدوية الوقاية من الإصابة المتكررة بالتهاب النخاع المستعرض، إذ يحتاج الأفراد الذين لديهم أجسام مضادة ترتبط بالتهاب النخاع المستعرض والعصب البصري إلى استخدام الأدوية باستمرار؛ مثل: الكورتيكوستيرويدات، أو الأدوية المثبّطة للمناعة، لتقليل فرص الإصابة بالمزيد من نوبات التهاب النخاع المستعرض أو تفاقمه.
  • العلاجات الأخرى، إذ تركز العلاجات الإضافية التالية على الشفاء والرعاية طويلة الأجل:
  • العلاج الطبيعي، يساعد هذا العلاج في تحسين تنسيق الحركة، وقد يعلم أخصائي العلاج الطبيعي كيفية استخدام الأجهزة المساعدة التي قد يحتاجها المريض؛ مثل: الكرسي المتحرك، أو الدعامات.
  • العلاج الوظيفي، يساعد هذا العلاج المرضى في تعلّم أساليب جديدة لممارسة الأنشطة اليومية؛ مثل: تنظيف المنزل، أو الاستحمام، أو إعداد الوجبات.
  • العلاج النفسي، قد يستخدم المعالج النفسي العلاج بالكلام في معالجة الشعور بالقلق، والاكتئاب، والضعف الجنسي، والمشاكل العاطفية أو النفسية التي تنتج من التأقلم مع التهاب النخاع المستعرض.


المراجع

  1. ^ أ ب "Transverse myelitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 28-06-2019. Edited.
  2. "What is Transverse Myelitis?", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 28-06-2019. Edited.
  3. "Transverse Myelitis", my.clevelandclinic.org, Retrieved 28-06-2019. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×