محتويات
كيف تصاب حبة الخال بالتهاب؟
حبة الخال أو الشامة (Moles) أو كما تُعرف أيضًا بالشامة الميلانينية أو الوحمة الصباغية (Melanocytic nevus)؛ هي عبارة عن بقعة متصبّغة تظهر في أيِّ جزءٍ على البشرة نتيجة ارتفاع تركيز الخلايا الميلانينيَّة (Melanocytes) المُنتِجة لصبغة الميلانين في تِلك البقعة لأسباب مجهولة، وقد تتعرَّض هذه الشامة للالتهاب بسبب خدشها أو لوجود عوامل أخرى مهيِّجة تسمح بإصابتها بالعدوى والالتهاب؛ التي عادةً ما تحدث بسبب الفطريَّات، أو الفيروسات، غير أنَّه من الشائع حدوثها بسبب البكتيريا التي تعيش على الجلد في الحالة الطبيعية.[١]
هل يشير التهاب حبة الخال إلى الإصابة بالسرطان؟
الأعراض التي تُصاحب التهاب حبة الخال أو إصابتها بالسرطان متشابهة، ولكنَّها حالات مختلفة وتحتاج إلى تشخيص طبي دقيق للتمييز بينها،[٢]
ولكنْ، ربما يساهم التهاب حبة الخال في تطوُّر السرطان، هذا عندما تكون الخلايا بالأصل سرطانية أو غير طبيعية، أي أنها ليست حبة خال حميدة بالأصل، ويجدر التنويه إلى عدم توفر حالات موثقة أدَّى فيها خدش الشامة والتهابها إلى الإصابة بالسرطان.[٣]
فقد بُحثَ سابقًا تأثير تعرُّض ذيل سمك الدانيو المخطط (Zebrafish) لإصابات خفيفة كل بضعة أسابيع وعلى مدار عِدة شهور، فوُجِد أنَّ هذه الإصابات زادت سرعة تكوُّن السرطان في تلك المنطقة تحديدًا، وعليه، يعتقد العلماء بوجود الكثير من العوامل المشتركة بين الجروح والسرطان، وقد أخذت هذه النتائج لفهم تأثير خدش حبة الخال وحدوث السرطان، فربما يُسفر عن الخدش حدوث جروح أو إصابات دقيقة في حبة الخال، وبما أنَّ الجروح والسرطان لديهما عوامل مشتركة، فالتهاب الجرح في حبة الخال وحتى عملية تعافيه نفسها قد تسبِّب السرطان.[٣]
وفكرة أن الالتهاب يمكن أن يلعب دورًا في السرطان ليست فكرة جديدة، فقد عرف العلماء أنَّ الالتهاب المزمن هو عامل خطر رئيسي للسرطان، وبالنظر إلى أوجه التشابه بين التئام الجرح ونموّ السرطان، يمكن القول بأنَّ الالتهاب قصير المدى قد يعزِّز ظهور السرطان أيضًا، ولكنها لا تتعدى كونها استنتاجات نظريّة، وعلى الرغم من عدم فهم الآلية التي يمكن فيها تحوُّل حبة الخال إلى سرطان، ولم تتوصَّل الأبحاث إلى فهم ذلك بعد، فإنَّ بعض النظريات تربط احتمالية حدوث السرطان بوجود الالتهاب والتهيج في النسيج حول حبة الخال، أو وجود نوع من الطفرات الجينية في حبة الخال، المرتبطة بتطوَّر إلى سرطان.[٣]
كيف يمكن التعامل مع التهاب حبة الخال؟
عندما تلاحظ ظهور واحدة أو أكثر من أعراض وعلامات التهاب حبة الخال الموجودة في إحدى أجزاء جسدك؛ كنزول القيح أو نزيف الدم منها، أو احمرارها، وتورمّها، أو الإصابة بالحمّى أو الألم، وتساورك الشكوك حول احتمالية التهابها، وعدم تحسنها خلال يومين رغم الحفاظ على نظافتها،أو بدأت هذه الأعراض بالتفاقم، أو أنَّك تعاني أيضًا من مرض السكري، أو الأمراض التي تضعف المناعة، أو لديك تاريخ سابق للإصابة بعدوى جلديّة، لا بدّ من مراجعة الطبيب،
إذْ يتمكَّن الطبيب حينها من تحديد العلاج الملائم للحالة بعد إجراء التشخيص الطِّبي السليم، وتمييز الالتهاب عن الحالات الأخرى الأكثر خطورة، فقد يستدعي الأمر قيام الطبيب بوصف المضادات الحيويَّة الفموية، أو حتى الوريديَّة في الحالات الشديدة التي تستدعي البقاء في المستشفى، وقد يلجأ الطبيب أيضًا إلى أخذ خزعة من حبة الخال أو إزالتها كليًّا عندما تظهر عليها علامات الإصابة بسرطان الجلد.[١]
وعمومًا، يمكن التعامل مع العدوى والالتهاب البكتيري في حبة الخال باتباع بعض النصائح، والتي نذكر منها الآتي:[١]
- الحرص على تنظيف المنطقة المُصابة بلُطفٍ شديد، وعِدة مرات خلال اليوم، باستخدام الصابون والماء، والتربيت عليها بعد الانتهاء بمنشفة نظيفة لتجفيفها، إذْ أنَّ الحفاظ عليها نظيفة قد يساهم في التخلص من العدوى خلال يوم أو يومين.
- استخدام المرهم الذي يحتوي على نوع من المضادات الحيويَّة بناءً على رأي الطبيب، والذي يمكن صرفه دون الحاجة لوصفة طبيّة، ولكنْ لا ينصح عادةً باستخدامه في هذه الحالة، ربما لعدم فعاليّته، بل إنَّه قد يكون سببًا في حدوث ردّ فعل تحسُّسي، وزيادة مقاومة البكتيريا للعلاج، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بعدوى أكثر خطورة.[١][٤]
- تغطية منطقة حبة الخال بعد تنظيفها وتجفيفها لتجنّب تهيّجها، مع ضرورة تجنب عصر المنطقة أو إثارتها في الأثناء.[١]
تنبيهات تتعلق بحبة الخال لا تجاهلوها!
يتوجب على الفرد الأخذ ببعض الأمور والتنبيهات المتعلِّقة بحبة الخال، لمنع حدوث مشكلات ومضاعفات أكثر خطورة، ومن هذه التنبيهات:[٢]
- ملاحظة التغيرات التي تظهر على حبة الخال وعدم تجاهلها، سواءً في لونها، أو شكلها، أو حجمها، ومراجعة الطبيب بهذا الشأن لاستبعاد وجود أيْ مشكلات والتأكد من سلامتها.
- زيارة الطبيب عند ملاحظة علامات التهاب حبة الخال، سواءً احمرارها، أو ظهورها أكبر من حجمها الاعتيادي.
- التعرف على سبب حدوث التهاب حبة الخال، وفي حالة عدم الكشف عن السبب أو استمرار التغيرات لأكثر من بضعة أسابيع، يجب مراجعة الطبيب للحصول على التقييم والنصيحة المتخصصة.
- الأخذ بعين الاعتبار الحصول على فحوصات جلديّة سنويّة، إذْ يمكن خلال هذه الفحوصات الكشف عن تغيرات الشامات والجلد حتى وإنْ كانت طفيفة.
كيف يمكن الوقاية من التهاب حبة الخال؟
من أبرز التوصيات التي يجب الأخذ بها للوقاية من تعرُّض حبة الخال للالتهاب نذكر الآتي:[١]
- الحرص على نظافة حبة الخال، خاصةً في حالة إصابة البشرة القريبة منها بجرح أو إصابة معينة، ويكون التنظيف باستخدام الصابون والماء بصورة متكرِّرة خلال اليوم، والتأكد من تغطية الجرح بالشاش النظيف والجاف.
- تجنب خدش حبة الخال أو نقرها مهما حدث.
- مناقشة الطبيب حول إمكانية التخلص من حبة الخال في الحالات التي تكون فيها عُرضة للتهيج المُستمرّ سواءً باحتكاكها في الأشياء أو التقاطها، ويعدّ الطبيب المختص هو الشخص المخول بإزالة حبة الخال، مع الحرص على تجنب اللجوء لاستخدام المستحضرات والمراهم التي تُعنى بالتخلص من حبة الخال في المنزل ودون الرجوع إلى الطبيب، فقد تكون سببًا في حدوث العدوى وتفاقم المشكلة، بل إنَّها قد تتسبَّب أيضًا في ظهور ندبات سميكة في مكانها، عدا عن احتماليَّة حدوث مضاعفات شديدة في حال كانت سرطانيَّة دون معرفة بذلك، وعلى خلاف ذلك، يُجرِي الطبيب جراحة إزالة حبة الخال في عيادته باستخدام أدوات جراحيَّة معقَّمة ومخدِّر موضعي، وقد لا تكون هناك حاجة للغرز.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Marjorie Hecht, "What to Do When Your Mole Becomes Infected", healthline, Retrieved 13/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Help! My Mole Is Inflamed!", sanovadermatology, Retrieved 13/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Don't Scratch That Mole? Scientists Are Learning More about Inflammation and Cancer", mskcc, Retrieved 13/2/2021. Edited.
- ↑ "A systematic review and meta-analysis on the use of prophylactic topical antibiotics for the prevention of uncomplicated wound infections", ncbi, Retrieved 13/2/2021. Edited.