التهاب صيوان الأذن

كتابة:
التهاب صيوان الأذن

صيوان الأذن

يُعدّ صيوان الأذن أحد أجزاء الأذن الخارجية؛ إذ تتكوَّن الأذن من ثلاثة أجزاء رئيسة: الأذن الخارجيَّة، والأذن الوسطى، والأذن الداخليَّة، وتضمّ الأذن الخارجيَّة مجموعة من الأجزاء، وأحدها يُعرف بقناة الأذن، وهي الممر الذي يحتوي على الشعر والغُدد التي تفرِز الشمع، ومهمِّتها توفير الحماية للأجزاء الداخليَّة في الأذن، كما أنَّها مسؤولة عن تمرير الأصوات، أمَّا الجزء الخارجي الظاهر للعيان فهو صيوان الأذن (Pinna،Auricle)، الذي يحتوي على غضروف مرِن مُغطَّى بطبقة من الجلد، بينما تبرز شحمة الأذن في الجزء السفلي، وهي الجزء الذي يخلو من الغضروف في صيوان الأذن.[١][٢]


أسباب التهاب صيوان الأذن

-كما ذُكِرَ في الفقرة الأولى- يحتوي صيوان الأذن على الغضروف الذي يُعطيه الشكل والمرونة، والجلد الذي يغطّيه، وشحمة الأذن، وفي بعض الأحيان تتعرَّض هذه الأجزاء للالتهاب نتيجة وجود عوامل وأسباب مختلفة، وفي الآتي إجمال لعددٍ منها:

  • التهاب الغضاريف الناكس (Relapsing Polychondritis) أو المعروف أيضًا بالتهاب الغضاريف الضموري، أو التلين الغضروفي المجموعي: هو أحد الاضطرابات المزمنة التي يُسفر عنها تكرار حدوث التهاب غضروفي في مختلف أنسجة الجسم؛ كالغضروف الموجود في الأذن، والأنف، والمفاصل، والعمود الفقري، والقصبة الهوائية، وقد تتأثر أعضاء فيها أنسجة شبيهة بتركيبة الغضاريف؛ كالعينين، والأوعية الدموية، والقلب بهذا الاضطراب، كما تُعرف هذه المشكلة أحيانًا بمتلازمة احمرار الأذن، وفي الحقيقة يُعدّ سبب حدوث هذه المشكلة مجهولًا، لكنْ يوجد اعتقاد بأنَّه ناتج من الإصابة باضطراب المناعة الذاتية في الجسم، والذي يبدأ فيه الجسم بمهاجمة أنسجته، وقد يُحفّز نتيجة التعرّض لتوتر أو ضغط نفسي أو عوامل بيئية معيّنة؛ ممّا يؤدي إلى حدوث الالتهاب في أجزاء مختلفة.[٣]
  • التهاب سِمحاق الغَضْروف (Perichondritis): هو التهيّج الذي يؤثر في الجلد والنسيج المحيط بغضروف الجزء الخارجي من الأذن المعروف باسم سِمْحاق الغُضْروف (Perichondrium)؛ وهو النسيج الرقيق المسؤول عن توصيل الغذاء للغضروف، وتُصنّف بكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) إحدى أنواع البكتيريا التي تسبِّب التهاب سمحاق الغضروف، ويحدث هذا الالتهاب نتيجة تعرُّض الأذن لإصابة معيَّنة؛ كالذي يحدث بسبب ممارسة الرياضات التي يصاحبها احتكاك جسدي، أو الخضوع لجراحة في الأذن، أو عمل ثقب في الأذن، خاصةً ثقب الجزء الغضروفي منها، أو التعرُّض لإصابة مباشرة على الجزء الجانبي من الرأس.[٤]
  • التهاب شحمة الأذن وتورمها: يوجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث التهاب شحمة الأذن، وفي ما يأتي بعض منها:[٥]
    • ثقب شحمة الأذن: هي السَّبب الأكثر شيوعًا لحدوث التهاب هذا الجزء وتورّمه.
    • التعرض لإصابة معينة.
    • التهاب النتوء الحلمي أو التهاب الخُشَّاء (Mastoiditis)‏؛ هو العدوى التي تصيب العظم الخُشَّائي الذي يوجد في الأذن الداخليَّة، ويتكوَّن هذا العظم من حويصلات مملوءة بالهواء، ويبدو شبيهًا بالإسفنج.
    • حدوث تفاعلات الحساسيَّة، خاصةً عند ارتداء نوع معين من المجوهرات.
    • التعرُّض لـعضة الحشرات.
    • الإصابة بعدوى في الأذن الخارجية.
    • التهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis)‏.
    • التهاب الجلد البكتيري.
    • التسمم بنبات اللبلاب السام (Poison oak).


عوارض التهاب صيوان الأذن

لكلّ نوع من أنواع التهاب صيوان الأذن عوارض معينة، وفي الآتي إجمال لبعضٍ منها:

  • علامات التهاب الغضاريف الناكس: ومن أكثرها شيوعًا:[٦]
    • احمرار الأذن والشعور بالألم فيها.
    • المُعاناة من مشكلة الأنف السرجي (Saddle nose).
    • الشعور بألم في الرقبة أو الحلق.
    • الإصابة بألم أضلاع القفص الصدري.
    • ظهور الطفح الجلدي.
    • صعوبة البلع.
    • صعوبة التحدث والتنفس.
    • تورم المفاصل والشعور بالألم فيها.
    • انتفاخ العينين واحمرارهما والشعور بالألم فيهما.
  • علامات التهاب سِمْحاق الغَضْروف: هي عوارض تظهر في صيوان الأذن، ومنها: الألم، والاحمرار، والحمى، وتشوُّه شكل الأذن، وظهور التورم، وتكوُّن القيح أو العمل، وقد يظهر عدد من العلامات الأقل شيوعًا عند الإصابة بالتهاب سمحاق الغضروف الناكس، ومنها: فقدان مفاجئ في السمع، وعدوى الأذن الوسطى، ومرونة الأذن، وطنين الأذن، ونزول السوائل منها، واضطراب التوازن، والإصابة بالدوار.[٧]
  • علامات التهاب شحمة الأذن: في هذه الحالة يعتمد ظهور هذه العوارض على سبب حدوث المشكلة، وتوجد مجموعة من العلامات التي قد ترافق التهاب شحمة الأذن، ومنها:[٨][٥]
    • الألم في المنطقة المصابة والتورم.
    • تجمّع الدم في الأذن الخارجية.
    • الصداع.
    • الحمّى.
    • تكوّن الخراجات.
    • الطفح الجلدي.
    • حكّة الأذن.
    • نزول الإفرازات أو السوائل من الأذن.
    • دفء الأذن واحمرارها.
    • تقشّر الجلد وتشقّقه.


تشخيص التهاب صيوان الأذن

لتشخيص إصابة الشخص بالتهاب الغضاريف الناكس يبدأ الطبيب بإجراء الفحص الجسدي، ويأخذ التاريخ الطبي للمُصاب، وتجدر الإشارة إلى عدم وجود نوع معين من الفحوصات يُلجَأ إليه لتشخيص هذه المُشكلة، لكنْ ربما ساعدت تحاليل الدم في الكشف عن ارتفاع مؤشرات الالتهاب في الجسم، وقد يظهر عند أخذ خزعة من الغضروف وفحصها وجود علامات التهاب غير محدَّدة.[٣] ويعتمد تشخيص التهاب سِمْحاق الغضروف على الفحص الجسدي والتاريخ الطبي للمريض، فعلى سبيل المثال، يُشخَّص الإنسان مصابًا بالتهاب سمحاق الغضروف في حال وجود تاريخ سابق لتعرّض الأذن لإصابة معيَّنة، مع ملاحظة احمرارها وشعور المُصاب بالألم عند لمسها، وقد يظهر أيضًا تغيير في شكل الأذن يُكشف عنه بالفحص الجسدي.[٤]


علاج المصاب بالتهاب صيوان الأذن

يعتمد علاج المصاب بهذا النوع من الالتهاب على نوع الالتهاب الذي يعاني منه الفرد، وفي الآتي مجموعة من الخيارات العلاجية التي قد يلجأ إليها الطبيب في العلاج:

  • علاج المصاب بالتهاب الغضاريف الناكس: لا يوجد علاج من هذه المشكلة، لكنْ قد يصِف الطبيب أنواعًا من الأدوية التي تساعد في تحسين الحالة والمحافظة على الغضروف، ومن هذه الأدوية:[٦]
    • مضادات الالتهاب التي تساعد في تخفيف الألم، خاصةً في الحالات الخفيفة.
    • الستيرويدات (Steroids)، ومنها بريدنيزون (Prednisone)، فهي تفيد في تخفيف الالتهاب.
    • الأدوية التي تُخفف من رد الفعل المناعي.
  • علاج المصاب بالْتِهاب سِمْحاق الغَضروف: تُستخدَم في العلاج المضادات الحيويَّة سواءً الفمويَّة أو التي تُعطى مباشرةً عبر الوريد، وقد يستمر استخدام المضادات الحيويَّة مدة تتراوح بين عشرة أيام إلى عِدة أسابيع، وقد يستدعي الأمر الخضوع للجراحة لتصريف القيح المتجمع في الخراج، وإزالة الجلد والغضروف الميت.[٤]
  • علاج المصاب بالتهاب شحمة الأذن وتورمها: بالطبع يعتمد العلاج على سبب حدوث المشكلة، لكنْ ربما ساهم العلاج المنزلي في تخفيف التورم؛ كاستخدام الكمَّادات الباردة لتقليل تدفق الدم في المنطقة وتخفيف عوارض الالتهاب، وفي حالة الشكّ في وجود الخراج تُستخدَم الكمادات الدافئة للمساعدة في تصريف التورم، أو تناول المسكِّنات لتخفيف الألم، وتُستخدم المضادات الحيويَّة التي يصِفها الطبيب في الحالات التي ينتج فيها التورم والالتهاب من حدوث العدوى البكتيريَّة، وفي هذه الحالة قد يأخذ المصاب المضادات الحيويَّة الفمويَّة أو الموضعيَّة، أمَّا التفاعل التحسُّسي فيُعالَج المصاب به بواسطة مضادات الهستامين أو استخدام كريم الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone).[٥]


مضاعفات التهاب صيوان الأذن

قد يؤدي تكرار حدوث الالتهاب في حالة التهاب الغضاريف الناكس إلى تدمير النسيج، وحدوث التشوُّهات على المدى البعيد، ويعتمد تأثير هذه التشوُّهات على موقع الغضروف الذي تعرَّض للالتهاب في الجسم، فقد يبدو أحيانًا مهدِّدًا للحياة.[٣] ومن جانبٍ آخر قد يسفر عن التهاب سِمْحاق الغضروف حدوث مضاعفات عند انتشار العدوى إلى الغضروف نفسه، وربما تسبَّبت هذه العدوى في موت أجزاء من صيوان الأذن، الأمر الذي يستدعي الخضوع للجراحة بهدف إزالة النسيج التالف واستعادة الشكل الطبيعي للأذن[٤].


المراجع

  1. "Auricle", britannica, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  2. "Ear", healthline, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت William C. Shiel Jr, "Relapsing Polychondritis"، medicinenet, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Perichondritis", medlineplus, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت Mariah Adcox, "What’s Causing My Swollen Earlobe?"، healthline, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  6. ^ أ ب "What Is Relapsing Polychondritis?", webmd, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  7. Kristin Hayes, "Overview of Perichondritis of the Ear"، verywellhealth, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  8. "Ear Swelling", healthgrades, Retrieved 20-7-2020. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×