التهاب عصب العين

التهاب عصب العين

يسمى عصب العين بالعصب البصري، وهو مكوّن من مجموعة من الألياف، وينقل المعلومات البصرية والصور إلى الدماغ ليعالجها، وتحدث الإصابة بالتهاب العصب البصري عندما تتلف ألياف العصب البصري، ومن الأعراض الشائعة لالتهاب العصب البصري فقدان الرؤية والألم.

يرتبط التهاب العصب البصري بمرض التصلب العصبي المتعدد، وهو المرض الذي يسبب التهاب أعصاب الدماغ والحبل الشوكي وتلفها، وهو التهاب العصب البصري من المؤشرات الأولية إلى الإصابة بالتصلب المتعدد، ويصاب العصب البصري بالالتهاب نتيجة الإصابة بالعدوى، أو بسبب اضطرابات المناعة الذاتية؛ مثل: مرض الذئبة. ويعود البصر إلى المرضى الذين يصابون بنوبة واحدة من التهاب العصب البصري، إذ قد يساعد العلاج السريع بالستيرويدات في استعادة البصر بعد الإصابة بالتهاب العصب البصري. ^[١]

أعراض التهاب العصب البصري

يُعدّ التهاب العصب البصري من الحالات غير البسيطة، ويؤثر في واحدة من العينين، أو كلتا العينين، ومن الأعراض الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب العصب البصري ما يلي: ^[٢]

• ألم العين الذي تزداد حدته عند تحريك العين، وقد يمتد الألم إلى خلف الأذن أيضًا.
• انخفاض حدة البصر.
• فقدان الرؤية المؤقت، ويحدث فقدان للرؤية بشكل دائم في بعض الحالات.
• فقدان الرؤية الجانبية، أو تسمى بفقدان المجال البصري.
• فقدان القدرة على إدراك الألوان أو رؤيتها، أو تظهر الألوان باهتة.
• رؤية أضواء ساطعة وبقع عند تحريك العين.

أسباب الإصابة بالتهاب العصب البصري

لا يزال السبب الدقيق خلف الإصابة بالتهاب العصب البصري غير معروف، ومن المعتقد أنّ التهاب العصب البصري يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لمادة المايلين التي تغلف العصب البصري عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تلف المايلين والتهاب العصب البصري.

ويساعد المايلين المغلف للعصب في نقل الإشارات الكهربائية بشكل سريع بين العين والدماغ، مما يعني أنّ تدمير مادة المايلين يؤثر في هذا التواصل بين العين والدماغ، مما يؤدي إلى حدوث اختلال في عملية الرؤية، ويرتبط تلف المايلين باضطرابات المناعة الذاتية، أو عوامل أخرى، ومن الأسباب التي تؤدي إلى التهاب العصب البصري ما يلي: ^[١]

• مرض التصلب المتعدد؛ هو مرض يهاجم فيه جهاز المناعة المايلين الذي يغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ويُعدّ التهاب العصب البصري من علامات الإصابة بالتصلب المتعدد، إذ يطوّر المرض لدى 50% من الأشخاص الذين يصابون بالتهاب العصب البصري مرض التصلب المتعدد في مرحلة لاحقة من حياتهم، ويرتفع احتمال الإصابة بالتصلب المتعدد لدى مرضى التهاب عصب العين عند كشف صور الرنين المغناطيسي عن وجود آفات ناجمة عن التصلب المتعدد في الدماغ.
• التهاب العصب البصري والحبل الشوكي؛ هي حال تتكرر فيها الإصابة بالتهاب العصب البصري والحبل الشوكي، وتتشابه أعراض التهاب العصب البصري والحبل الشوكي مع أعراض التصلب العصبي المتعدد، إلا أنّ التصلب العصبي المتعدد يترك أضرارًا أكبر في الدماغ والأعصاب.
• العدوى، إذ يحدث التهاب العصب البصري نتيجة العدوى البكتيرية التي تسببها بكتيريا خدش القطة، ومرض الزهري، وينجم عن الإصابة بالعدوى الفيروسية؛ مثل: الإصابة بعدوى الهربس، والنكاف، والحصبة.
• اضطرابات جهاز المناعة الذاتية، وأمراض أخرى، إذ تساهم في الإصابة بالتهاب العصب البصري المتكرر؛ مثل: الإصابة بمرض الذئبة، والساركويد.
• الأدوية، يسبب تناول بعض أنواع الأدوية التهاب العصب البصري، ومن هذه الأدوية: بعض أنواع المضادات الحيوية، والكينين.

علاج التهاب العصب البصري

في بعض الحالات يشفى التهاب العصب البصري من تلقاء نفسه، لكن غالبًا ما يحتاج المريض إلى العلاج بالستيرويدات لتقليل التهاب العصب البصري، ويترك العلاج طويل الأمد بالستيرويدات بعض الآثار الجانبية لدى المريض؛ مثل: زيادة الوزن ، واضطراب المعدة، وتقلب الحال المزاجية.

عادةً ما يعطى العلاج بالستيرويد عن طريق الوريد حتى تنحصر الإصابة، ومن ثم يكمل الطبيب العلاج بالستيرويدات عن طريق الفم، وقد يسرع العلاج بالستيرويدات من استعادة الرؤية، بينما لا يؤثر في نسبة الرؤية التي يستعيدها المريض، كما يساعد العلاج بالستيرويدات أيضًا في الحد من خطر الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد، أو قد يقلل من تطور المرض وتقدمه.

عندما يفشل العلاج بالستيرويدات في استعادة البصر قد يساعد العلاج بتبادل البلازما في استعادة الرؤية لدى بعض المرضى، لكن لم تؤكد الدراسات بعد فاعلية العلاج بتبادل البلازما عند الإصابة بالتهاب العصب البصري. ^[٣]

مضاعفات الإصابة بالتهاب العصب البصري

إذ يؤدي التهاب العصب البصري الحاد، أو الذي يترك دون علاج إلى حدوث العديد من المضاعفات، التي منها ما يلي: ^[١]

• تلف العصب البصري، إذ يتعرض معظم المصابين بالتهاب العصب البصري لبعض التلف الدائم في العصب البصري، إلا أنّ هذا التلف لا يسبب ظهور أية أعراض.
• انخفاض حدة البصر، إذ يستعيد معظم المصابين بالتهاب العصب البصري بصرهم بعد عدة أشهر، لكن قد يعانون من فقدان جزئي لتمييز الألوان، ويستمر فقدان الرؤية لدى بعض المرضى حتى بعد شفاء التهاب العصب البصري.
• الآثار الجانبية للستيرويد، إذ تكبح الأدوية الستيرويدية المستخدمة في علاج التهاب العصب البصري جهاز المناعة في الجسم، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} Mayo Clinic Staff (4-11-2016), "Optic neuritis"، mayoclinic, Retrieved 4-4-2019.
2. ↑ Soccy Ponsford , "What is optic neuritis?"، medicalnewstoday, Retrieved 4-4-2019.
3. ↑ Chris A. Knobbe, "Optic Neuritis And Neuropathy"، allaboutvision, Retrieved 4-4-2019.