التهاب عظام القفص الصدري

كتابة:
التهاب عظام القفص الصدري

التهاب عظام القفص الصدري

تتسبب بعض العوامل -كالبكتيريا- في حدوث التهاب في الغضاريف الصدريّة، خاصة الغضاريف التي تربط الأضلاع بعظام القفص الصدري (عظام القص) في الجزء العلوي منه، وحينها يصاب المرء بالتهاب قد يُخيّل للشخص حدوثه في عظام القفص الصدري، مما يتسبب في الشعور بألم تتراوح شدته من الخفيفة إلى الشديدة، ويشعر المُصاب بوجود ألم عند لمس المنطقة،[١] وهذه الحالة السبب الأكثر شيوعًا لآلام الصدر لدى الأطفال؛ إذ تمثل هذه الحالة ما يقارب 10٪ إلى 30٪ من أسباب آلام الصدر لدى الأطفال، خاصة الذين تتراوح اعمارهم بين 10-21 عامًا، وقد يخلط الاطباء أحيانًا بين الإصابة بالتهاب عظام القفص الصدري وبين الإصابة بمتلازمة تيتز، لكن ما يفرّق بينهما أنّ هذه المتلازمة نادرة وغالبًا ما يصاحب الإصابة بها ألم ينتشر للكتفين والذراعين ويصاحبها تورم في منطقة الإصابة، ويحدث الألم عادةً بين الفقرتين الثانية والثالثة من القفص الصدري.[٢]


أسباب التهاب عظام القفص الصدري

يصيب هذا النوع من الالتهابات الأشخاص فوق سن الأربعين، خاصةّ النساء، أمّا اليافعون والأطفال فإنّهم يعانون غالبًا من الحالة المرضية المشابهة للالتهاب والمعروفة بمرض تيتز، وعلى الرغم من عدم وجود سبب محدد للإصابة بهذا الالتهاب، لكنّ تعرّض منطقة الصدر لبعض المؤثرات والعوامل الآتية يؤدي إلى الإصابة بالتهاب عظام القفص الصدري،[٣] وهي مذكورة في الآتي:[٤]

  • العوامل الفيروسيّة؛ مثل: التهابات الجهاز التنفسي الفيروسيّة.
  • العوامل البكتيريّة؛ قد يُصاب الشخص بالتهاب عظام القف الصدري بعد إجراء جراحة في الجزء العلوي من الصدر نتيجة انتقال البكتيريا إلى منطقة الصدر، أو نتيجة استخدام الأدوية المأخوذة عن طريق الوريد، والإصابة بالأمراض الناتجة من عدوى بكتيريّة؛ كمرض الزهري والسل.
  • الفطريات؛ على الرغم من ندرة الإصابة بهذا النوع من العدوى، لكن يوجد احتمال لحدوثه.
  • الألم العضلي التليفي.
  • الإصابة بأنواع أخرى من الالتهابات، ومنها الآتي:
  • السعال الشديد.[٥]
  • تقرحات الجروح[٥].
  • التعرض لإصابة على منطقة الصدر[٣].
  • الإجهاد البدني؛ إذ يتسبب رفع شيء ثقيل أو ممارسة التمارين الرياضيّة الشاقة في التهاب عظام القفص الصدري[٣].
  • الإصابة بالأورام، تنتقل الأورام سواء أكانت حميدة أم سرطانيّة؛ كـأورام الثدي والرئة والغدة الدرقيّة إلى مفاصل القفص الصدري، وتسبب التهابها او إصابتها بالسرطان[٣].


أعراض التهاب عظام القفص الصدري

قدرّت الإحصائيات أنّ ما يقارب 13-36 من الأشخاص الذين يلجؤون إلى الرعاية الطبيّة الفورية بسبب آلام الصدر الحادّة يعانون من هذا النوع من الالتهاب، وتتعدّد الأعراض المُصاحبة للإصابة بالتهاب القفص الصدري، ويُذكَر منها كلٌّ مما يأتي:[٦]

  • الأعراض الشائعة لالتهاب عظام القفص الصدري: وتتضمن ما يأتي:[٢]
    • الشعور بألم شديد في الجزء الأمامي من الصدر عند منطقة التقاء عظمة القفص الصدري بالأضلاع، وينتشر إلى الظهر أو البطن.
    • الإحساس بألم عند لمس مفاصل الأضلاع.
    • الإحساس بألم عند أخذ نفس عميق أو السعال.
  • الأعراض التي تحتاج إلى الرعاية الطبيّة الفوريّة، في حال ظهرت على المُصاب بالتهاب عظام القفص الصدري الأعراض الآتية، يجب اللجوء فورًا إلى الرعاية الطبيّة:[٦]
    • الشعور بالدوخة.
    • الإصابة بالإغماء.
    • عدم انتظام دقات القلب.
    • سرعة دقات القلب.
    • ارتفاع درجة الحرارة لدى البالغين لأكثر من 39 مئويّة.
    • ازدياد الألم في منطقة الصدر وعدم استجابته للمسكنات.
    • السعال المُصاحب له البلغم أو الدم.
    • ضيق التنفس.
    • وجود ألم في الذراعين أو الرقبة أو الكتف أو الفك أو الظهر.


علاج التهاب عظام القفص الصدري

هذه الحالة غير دائمة وقد يُشفى المُصاب بها دون الحاجة إلى الرعاية الطبيّة، فالحالات الخفيفة تحتاج إلى بضعة أيام فقط كي تختفي الأعراض، لكنّ الحالات المزمنة تحتاج إلى عدّة أسابيع حتى تُشفى جيًدا، ومع ذلك فإنّ هذا النوع من الالتهابات لا يستمر لأكثر من عام[١]، ويوجد العديد من الطرق اللازمة لعلاج التهاب عظام القفص الصدري وتخفيف حدّة الأعراض المُصاحبة له، ومنها الآتي:

  • العلاج الفيزيائي، يهدف هذا العلاج إلى تخفيف حدّة الأعراض المُصاحبة للإصابة بالتهاب عظام القفص الصدري، ومنها الآتي:[٣]
  • ممارسة تمارين التمدد لعضلات القفص الصدري.
  • التحفيز العصبي من خلال استخدام آلية التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (transcutaneous electrical nerve stimulation (TENS، ويرسل هذا الجهاز تيارات عصبيّة إلى منطقة الألم من خلال لاصقات موضوعة على صدر المُصاب، والتي بدورها تصل إلى الدماغ ومنطقة النخاع الشوكي، الأمر الذي يساعد في إرخاء العضلات وتخفيف الشعور بالألم، ومع ذلك لا تصلح هذه الآلية لعلاج كلّ المرضى، وتجب استشارة الطبيب في اللجوء إليها.
  • تناول الأدوية، ومن الأدوية المستخدمة لعلاج المصاب بالتهاب عظام القفص الصدري والتخفيف من حدّة الأعراض ما يأتي:[٢]
    • المضادات الحيويّة ومضادات الفطريات لعلاج الالتهابات البكتيريّة والفطرية، وتؤخذ هذه العقاقير بدايةً عن طريق الوريد، ثمّ يستمر المُصاب بأخذها عن طريق الفم لمدّة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
    • الأدوية المضادة للصرع، أثبتت هذه العقاقير -خاصةً عقار الجابانتين- نجاحًا في قدرتها على السيطرة على الألم المزمن[٣].
    • دواء لاستيرويدي مضاد للالتهاب؛ كالآيبوربروفين والنابروكسين، أو الأسبيرين الذي لا يعطى لمن هم دون سن ل16، أو بعض الأدوية الأكثر قوّة من هذين العقارين في حال أصبح الألم شديدًا، وتجب الإشارة إلى أنّ الاستهلاك المفرط لهذه العقاقير يُتلِف بطانة المعدة والكليتين[٣]، ولا يُنصح بإعطائها لمن يعانون من الأمراض الآتية:[٥]
      • ارتفاع ضغط الدم.
      • الربو.
      • أمراض الكلى.
      • أمراض القلب.
      • قرحة المعدة
    • الأدوية المخدّرة للأعصاب، في حالات الألم الشديد والتي لا تستجيب للعلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة سيضطر الطبيب لإعطاء المُصاب عقاقير ذات مفعول مسكن أقوى كالعقاقير المحتوية على مادة الكودين؛ كالهيدروكودون أو المحتوية على مادة الأوكسيكودون، ويجب التزام الحذر الشديد واستخدام هذه العقاقير بناءً على تعليمات الطبيب والالتزام بالجرعات المحددة وعدم التوقف عن استخدامها دون استشارة طبيّة؛ لأنّ هذه العقاقير تسبب الإدمان. والتوقف عن استخدامها فجأة يسبب ظهور أعراض انسحاب مزعجة ومرهقة للمُصاب[٣].
    • مضادات الاكتئاب، خاصةً مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومنها أميتريبتيلين، التي تؤخذ لعلاج المصاب بالألم المزمن المُصاحب لالتهاب عظام القفص الصدري بالذات الألم الذي يتعارض مع قدرة الشخص على النوم بشكلٍ جيّد[٣].
    • حقن الكورتيكوستيرويد، تساعد الستيرويدات في تخفيف أعراض الألم والتورم، وبالإمكان علاج الألم الناتج من الالتهاب من خلال حقن المفاصل الغضروفيّة بمادة الكورتيزون (الكورتيكوستيرويد)، ويلجأ الطبيب إلى هذا النوع من العقاقير في حال عدم استجابة الألم لمُضادات الالتهاب غير الستيرويديّة، وعلى الرغم من فاعلية هذه الحقن، لكنّ استخدامها المفرط من شأنه التسبب في تلف المفصل الغضروفي؛ لذا فالطبيب سينصح باستخدامها مرّة واحدة كل بضعة أشهر لعلاج الألم[٥].
  • العلاجات المنزليّة، وتشمل كلًا مما يأتي:[٣]
    • الراحة وعدم ممارسة التمارين الشاقّة.
    • استخدام الكمادات الدافئة والباردة؛ لتخفيف التورم والألم.


تشخيص الإصابة بالتهاب عظام القفص الصدري

يسأل الطبيب بدايةً المُصاب عن تاريخه الطبي، وإذا تعرض لأي التهابات او إصابات حديثة، ثمّ سيسأله عن الأعراض التي يعاني منها، ويُجري له الاختبار البدني، وبعد ذلك سيجري بعض الفحوصات المخبريّة والإشعاعية لاستبعاد وجود إصابات أخرى قبل تأكيد الإصابة بالتهاب عظام القفص الصدري، ومنها الآتي:[٢].

  • البحث عن وجود ألم عند لمس الفقرات -خاصةً بين العظمتين الرابعة والسادسة-.
  • البحث عن علامات دالة على العدوى؛ كالتورم والاحمرار والصديد، خاصةً بعد إجراء جراحة في هذه المنطقة.
  • إجراء فحص الجاليوم، وتقوم الفلسفة المركزيّة لهذا النوع من الفحوصات على أنّ وجود العدوى يزيد امتصاص الجسم لهذه المادة المُشعة.
  • تعداد خلايا الدم البيضاء، فارتفاعها يدلّ على أنّ جهاز المناعة يدافع عن الجسم، وهذا دليل على وجود العدوى.
  • الأشعة السينيّة، للتأكد أنّ الالتهاب الرئوي ليس المتسبب في حدوث الألم.
  • فحوصات التأكد أنّ الألم ليس ناتجًا من وجود مشكلات في القلب والرئتين؛ فهذا النوع من الالتهابات الأقل شيوعًا لآلام الصدر بين البالغين، لكنه يحدث كثيرًا للذين أجروا جراحة سابقة للقلب، وهي ما يأتي:
    • تخطيط القلب.
    • فحص الدم؛ للتأكد من عدم وجود تلف في القلب.
    • الأشعة السينيّة للصدر.


المراجع

  1. ^ أ ب Seth Stoltzfus, Tim Jewell, Marijane Leonard (2018-9-16), "Costochondritis: Causes, Complications, and Treatment"، healthline, Retrieved 2020-5-20. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Costochondritis", webmd, Retrieved 2020-5-20. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Costochondritis", mayoclinic, Retrieved 2020-5-20. Edited.
  4. William C. Shiel Jr (2020-5-24), "?What Triggers Costochondritis"، emedicinehealth, Retrieved 2020-5-20. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Costochondritis", nhs,2020-19-24، Retrieved 2020-5-20. Edited.
  6. ^ أ ب Rachel Nall (2017-8-6), "What to know about costochondritis"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-20. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×