التهاب غشاء الكلى

كتابة:
التهاب غشاء الكلى

التهاب غشاء الكلى

التهاب غشاء الكلى (Membranous nephropathy) يُعرف أيضًا باعتلال الكلية الغشائي؛ وهو اضطراب يهاجم فيه جهاز المناعة في الجسم الأغشية المسؤولة عن الترشيح في الكلية، وتحتوي كل كلية على الآلاف من وحدات الترشيح الصغيرة تُسمى الكبيبات، وتتكوّن هذه الكبيات من أوعية دموية صغيرة جدًا وثلاث طبقات، وعند حدوث تلف في أيٍّ من هذه الطبقات فقد لا تعمل الكلية بطريقة صحيحة، وعندما تتضرر الخلية الرجلاء، التي هي إحدى هذه الطبقات، تسبب تسرّب مستويات عالية من البروتين من الكلى إلى البول، ويتطور التهاب غشاء الكلى فجأةً أو تدريجيًا مع مرور الوقت، ويُعدّ التهاب غشاء الكلى حالة نادرة؛ إذ يحدث في اثنين من كل 10000 شخص، وغالبًا ما تزيد من أعمارهم على 40 سنة.[١][٢]


أعراض التهاب غشاء الكلى

تأتي الأعراض الرئيسة لالتهاب غشاء الكلى من فقد البروتين في البول الناجم من تلف الخلايا في الكلية، وقد لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بهذا الالتهاب من أي أعراض، ويُشخّصون خلال زيارة الطبيب لأسباب أخرى، ويطلق على أعراض التهاب غشاء الكلى اسم أعراض التهاب غشاء الكلى المتلازمة الكلوية، وتتضمن الأعراض الآتية:[١]

  • الوذمة الناجمة من احتباس السوائل، ويحدث في الساقين والقدمين.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
  • انخفاض مستويات البروتين في الدم.
  • زلال البول؛ هو بول رغوي ينتج من ارتفاع مستويات البروتين.
  • زيادة الوزن، يحدث ذلك بسبب التورم الناتج من زيادة السوائل في الجسم.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • ارتفاع ضغط الدم، خاصةً إذا ترافق التهاب غشاء الكلى مع الفشل الكلوي.


أسباب التهاب غشاء الكلى

يتطور التهاب غشاء الكلى في شكل مرض أساسي في الكلى؛ وهذا يعني أنّه لا ينتج من الإصابة بحالات أخرى، وهذا النوع من التهاب غشاء الكلى لا يوجد له سبب معروف، ومع ذلك، توجد بعض الحالات التي يحدث فيها التهاب غشاء الكلى نتيجة حالات مَرضيّة أساسية، فقد يزداد خطر الإصابة بهذا المرض في الحالات الآتية:[٢]

  • التعرض للسموم؛ مثل: الزئبق.
  • استخدام بعض الأدوية؛ بما في ذلك: الذهب أو البنسيلامين أو تريميثاديون أو الأدوية المضادة للالتهابات أو بعض كريمات تفتيح البشرة.
  • وجود عدوى تؤثر في جهاز المناعة؛ مثل: الملاريا، أو التهابا الكبد ب أو ج، أو التهاب الشغاف، أو الزهري
  • الإصابة بأنواع معينة من السرطانات؛ بما في ذلك سرطان الجلد.
  • الإصابة باضطراب في المناعة الذاتية؛ مثل: الذئبة، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مرض جريفز.
  • الخضوع لعملية زرع كلى أو نخاع عظمي.


تشخيص التهاب غشاء الكلى

إذا كان الشخص يعاني من أعراض التهاب غشاء الكلى، مثل التورم، فقد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات والاختبارات لتشخيص الحالة، ومنها ما يأتي:[٣]

  • اختبار البول، يساعد في الكشف وجود البروتين والدم في البول.
  • اختبارات الدم، تساهم في قياس مستويات البروتين والكوليسترول والفضلات في الدم.
  • معدل الترشيح الكبيبي (GFR)، هو اختبار يُجرى لمعرفة مدى جودة ترشيح الكليتين للفضلات من الجسم.
  • خزعة الكلى، في هذا الاختبار تُزال قطعة صغيرة من الكلية بإبرة خاصة، وتُفحص تحت المجهر، وقد يبيّن إجراء خزعة الكلى إذا كان المصاب يملك نوعًا معينًا من البروتين يساعد الجسم في مقاومة العدوى، ويُسمّى هذا البروتين الجسم المضاد، ويصنعه الجسم عند الإصابة بالتهاب غشاء الكلى.


علاج مرضى التهاب غشاء الكلى

يرتكز علاج المصابين بهذا المرض على علاج السبب الحالة والتخفيف من الأعراض، إذ لا يوجد علاج معين يشفي من المرض، ومع ذلك، فإنّ ما يصل إلى ثلاثة من كل 10 أشخاص يعانون من هذا الالتهاب تختفي أعراضهم تمامًا بعد خمس سنوات دون أي علاج، ومن 25 إلى 40% لديهم أوقات راحة من الأعراض، وفي الحالات التي يُعرف فيها سبب الحالة يجرى علاج السبب -فعلى سبيل المثال- إذا كان سببه دواء أو مرض آخر؛ فإنّ إيقاف الدواء أو السيطرة على المرض عادةً ما يحسّن صحة المريض.

يعتمد علاج المرضى على خطر تطور أمراض كلى مزمنة، إذ لدى الشخص خطر منخفض لتطوير أمراض كلى مزمنة متقدمة خلال السنوات الخمسة القادمة في حال بقاء مستوى البروتين في البول أقل من 4 غرام يوميًا لمدة ستة أشهر أو بقاء مستوى الكرياتينين في الدم في المعدل الطبيعي لمدة ستة أشهر، وفي حال كان الشخص معرّضًا لخطر منخفض للإصابة بأمراض الكلى المتقدمة؛ فيُفضّل الأطباء عامة تجنب استخدام الأدوية القوية في هذه المرحلة، خاصةً عندما توجد فرصة لتحسّن صحة المريض من تلقاء نفسها؛ لذلك قد يبدأ علاج المصاب بالتهاب غشاء الكلى في هذه المرحلة عادةً باتباع الخطوات الآتية:[٤]

  • تناول أدوية ضغط الدم، يُستخدم مثبط إنزيم تحويل الأنجيوتنسين (ACE) أو مانع مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARB) للسيطرة على ضغط الدم.
  • علاج التورم، ذلك باستخدام مدرات البول، التي تزيل الصوديوم والماء من الدم.
  • السيطرة على الكوليسترول، إذ تُستخدم أدوية تسمى الستاتينات للسيطرة على مستويات الكوليسترول.
  • التقليل من خطر الإصابة بجلطات الدم، حيث الأشخاص الذين يعانون من التهاب غشاء الكلى أكثر عرضة للإصابة بجلطة أو انسداد رئوي؛ لذلك قد يصف الأطباء لهم الأدوية المميعة للدم أو مضادات التخثر.
  • تقليل الملح، فتناوله بكثرة يزيد من مستويات البروتين في البول، كما أنّه يساهم في زيادة احتباس السوائل في الجسم.

أمّا الحالات المتوسطة إلى عالية الخطورة للإصابة بأمراض الكلى المتقدمة فقد تتطلب علاجًا مكثّفًا، ويُعرَف خطر الإصابة بأمراض الكلى المتقدمة بأنّه متوسط عندما يبقى مستوى بروتين البول بين 4 و8 غرام في اليوم، ومستوى الكرياتينين في الدم طبيعي أو شبه طبيعي لمدة ستة أشهر من المراقبة، إذ يصاب نصف الأشخاص المصابين بهذه العلامات بأمراض خطيرة في الكلى على مدى خمس سنوات، أمّا الخطر العالي فيُعرَف بأنه زيادة مستوى بروتين البول باستمرار على 8 غرامات في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أو انخفاض وظائف الكلى عن المعدل الطبيعي خلال مدة المراقبة، ومن المحتمل أن يصاب 3 من كل 4 أشخاص بهذه العلامات بأمراض خطيرة في الكلى على مدى 10 سنوات، وتتضمن خيارات العلاج المتاحة خلال هذه المراحل ما يأتي:[٤]

  • الستيرويدات والأدوية الكيميائية؛ ذلك لتثبيط المناعة، وهذا يخفّض مستويات بروتين البول، ويوقف التقدم نحو الفشل الكلوي، لكنّه قد يسبب حدوث الكثير من الآثار الجانبية الخطيرة.
  • السيكلوسبورين؛ هو دواء مثبط للمناعة يُستخدم في حال عدم القدرة على تحمل العلاج الكيميائي.
  • ريتوكسيماب؛ دواء يقتل خلايا B في جهاز المناعة، وهي الخلايا التي تنتج مواد تُسمّى الأجسام المضادة التي تلحق الضرر بالكلى، ويساعد هذا الدواء في علاج المصابين الذين لم يتحسّنوا بعد استخدام الأدوية المثبطة للمناعة لكنّه غالي الثمن.


مضاعفات التهاب غشاء الكلى

قد يؤدي التهاب غشاء الكلى إلى حدوث مجموعة من المضاعفات، ومنها ما يأتي:[٤]

  • ارتفاع نسبة الكوليسترول، فغالبًا ما ترتفع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب غشاء الكلى، مما يزيد من خطر حدوث مشكلات في القلب.
  • الجلطات الدموية، يتسبب ارتفاع مستويات البروتينات في البول الذي يترافق مع التهاب غشاء الكلى في فقد البروتينات التي تساعد في منع تجلط الدم، مما يزيد من خطر حدوث الجلطات الدموية في الأوردة العميقة أو تلك التي تنتقل إلى الرئتين.
  • ارتفاع ضغط الدم، فقد يسبب تراكم الفضلات في الدم، خاصةً اليوريا واحتباس الملح، إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • العدوى، إنّ فقد البروتينات مع البول خلال الإصابة بالتهاب غشاء الكلى ربما يؤدي إلى فقد البروتينات المناعية المهمة التي تحمي من حدوث العدوى.
  • المتلازمة الكلوية، فربما يصاحب التهاب غشاء الكلى انخفاض مستويات البروتين في الدم وارتفاع في مستويات الكوليسترول وتورم في الجفون والقدمين والبطن.
  • الفشل الكلوي الحاد، قد تتأثر قدرة الكلية على تصفية الدم عند تعرّض الكلية لتلف شديد، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات في الدم، وربما يحتاج المصاب إلى غسيل للكلى لإزالة السوائل والفضلات من الدم.
  • أمراض الكلى المزمنة، لعل الكلى تفقد وظائفها تدريجيًا مع مرور الوقت حتى يحتاج المصاب إلى غسيل الكلى أو زراعة كلية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Membranous Nephropathy", my.clevelandclinic,9-10-2019، Retrieved 1-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Darla Burke (2-11-2017), "Membranous Glomerulonephritis"، healthline, Retrieved 1-6-2020. Edited.
  3. "Membranous Nephropathy (MN)", kidney.org, Retrieved 1-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (26-10-2017), "Membranous nephropathy"، mayoclinic, Retrieved 1-6-2020. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×