التهاب فقرات الرقبة وعلاجها

كتابة:
التهاب فقرات الرقبة وعلاجها

آلام الرقبة

تُعدّ آلام الرقبة من الآلام الشائعة بين الناس، ومعظم الحالات تختفي من تلقاء نفسها في غضون أيامٍ قليلة، إذ عادةً ما تنتج آلام الرقبة من تشنجات عضلية وإرهاق في منطقة الرقبة نتيجةً الوضعيات غير الصحية للرقبة أثناء العمل، وعادةً لا تحتاج حالات آلام الرقبة إلى زيارة الطبيب، لكن في حالة اشتداد الألم واستمراره لمدة طويلة تجب مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة والكشف عن وجود أمراض في فقرات الرقبة أو عضلاتها[١].


التهاب فقرات الرقبة وعلاجها

تتعرض فقرات الرقبة كغيرها من فقرات الجسم للعديد من الحالات المرَضية والالتهابات، والتهاب فقرات الرقبة مصطلح عام يصف التغيرات التي تحدث في فقرات الرقبة؛ كالتلف، والتمزق، والتآكل، وظهور بعض النتوءات العظمية، حيث فقرات الرقبة كمعظم فقرات الجسم تبدأ بالتآكل مع تقدم العمر، فأكثر من 85 في المئة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا يُصابون بالتهاب فقرات الرقبة. وغالبًا لا يُعاني الأشخاص المُصابون بالتهاب فقرات الرقبة من أية أعراض، إلّا أنها قد تسبّب آلامًا في منطقة الرقبة وتصلبها، لا سيّما في حالات تطوّر الحالة، وكلما زاد الجفاف والانكماش في الفقرات كانت الأعراض أكثر شدّة. ومعظم حالات التهاب فقرات الرقبة تستجيب بشكلٍ جيد للعلاج، ويوفّر العديد من الخيارات العلاجية لحالات التهاب فقرات الرقبة، التي من شأنها تخفيف الأعراض والآلام المصاحبة للالتهاب، وتحسين حياة المريض، ومنع حدوث المضاعفات التي قد تكون خطيرة في بعض الحالات، ومنها[٢]،[٣]:

  • العلاج غير الجراحي، عادةً ما تكون العلاجات غير الجراحية بمنزلة الخيار الأول لعلاج حالات التهاب فقرات الرقبة، وفي معظم الحالات أثبتت هذه العلاجات فاعليتها في معالجة الحالة، وتخفيف الأعراض أو القضاء عليها، وتتضمن العلاجات غير الجراحية ما يلي:
  • مسكّنات الآلام؛ مثل: المسكّنات التي لا تحتاج وصفة طبية، وفي حال فشلها في تخفيف الأعراض يصف الطبيب بعض المسكّنات ذات المفعول الأقوى -كدواء أوكسيكودون-.
  • العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، إذ تُستخدم هذه الأدوية في تخفيف الالتهاب، وبالتالي تخفيف الألم الناجم عنه؛ كدواء إيبوبروفين، واسيتامينوفين، وغيرهما، ويجب أن تؤخذ هذه الأدوية بوصفة طبية وتحت إشراف الطبيب المختص.
  • مرخيات العضلات، تُستخدم هذه الأدوية في تخفيف تشنجات العضلات في الرقبة.
  • حقن الستيرويد، حيث اللجوء إلى حقن الستيرويد في حال كان الألم شديدًا ولم يستجب للمسكّنات الفموية.
  • العلاج الطبيعي، يشتمل نظام العلاج الطبيعي على العديد من التمارين التي تُساعد في تخفيف الألم، وكذلك تقوية العضلات الضعيفة أو المتشنجة وتمديدها، وبالتالي تخفيف الضغط على الأعصاب في منطقة الرقبة، وعادةً ما تستمر برامج العلاج الطبيعي من 6 إلى 8 أسابيع بواقع جلستين إلى ثلاث جلسات في الأسبوع.
  • العلاج الجراحي، يجرى اللجوء إلى العلاج الجراحي بوصفه حلًا أخيرًا لحالات التهاب فقرات الرقبة، إذ تكون العملية الجراحية بمنزلة العلاج الأمثل للحالات التي فشلت جميع الطرق السابقة في علاجها أو تخفيف أعراضها، أو في حالات المرضى الذين يُعانون من أعراض عصبية متقدّمة؛ مثل: ضعف الذراع، أو التنميل. وقد تتضمن العملية الجراحية:
  • إزالة قرص منفتق، أو نتوءات عظمية.
  • إزالة جزء من فقرة من فقرات الرقبة.
  • لحام جزء من الرقبة باستخدام طعم عظمي وأجهزة طبية خاصّة.
  • العلاجات المنزلية، هناك مجموعة من الإجراءات المنزلية التي قد ينفذها المرضى الذين يُعانون من التهاب فقرات الرقبة لتخفيف أعراض المرض، وتحسين قدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية بشكل أسهل، ومن ضمن هذه الإجراءات[٤]:
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ذلك للمحافظة على ليونة الفقرات والعضلات، والمساعدة في تسريع وقت الشفاء من نوبات الألم.
  • تطبيق الكمادات الساخنة أو الباردة على الرقبة، إذ تُوفّر هذه الكمادات تخفيفًا للألم وراحة للعضلات.
  • الدعامات اللّينة والناعمة، تُخفّف هذه الدعامات من الألم بشكل مؤقت، ويُنصح بارتدائها لأوقات قصيرة فقط، إذ إنّ الاستخدام الطويل قد يُؤدي إلى إضعاف عضلات الرقبة.


أعراض التهاب فقرات الرقبة

لا يُسبب التهاب فقرات الرقبة أعراضًا أو علامات في حالاته الابتدائية، لكن تبدأ الأعراض بالظهور والاشتداد مع تقدُّم الحالة، ومن ضمن الأعراض المصاحبة لحالات التهاب فقرات الرقبة[٤]،[٥]:

  • آلام في الرقبة، وقد ينتشر الألم إلى الكتفين والذراعين وقاعدة الجمجمة.
  • تصلُّب الرقبة، ويكون أكثر شيوعًا بعد مدة طويلة من الراحة.
  • الصداع، الذي يبدأ في الجزء الخلفي من الرأس ثم ينتقل تدريجيًا إلى النصف العلوي من الجبهة.
  • عدم القدرة على تحريك الرقبة أو ثنيها بسهولة.
  • ضعف في الذراعين والساقين.
  • الشعور بالدوار، ذلك نتيجةً الضغط على الأوعية الدموية.
  • بعض الأعراض المتقدمة؛ كفقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة، وفقدان القدرة على السيطرة على المشي وحركة الجسم، وعسر البلع.


أسباب التهاب فقرات الرقبة

تحدث مجموعة من التغيرات في فقرات العمود الفقري والرقبة مع تقدّم العمر، فتتعرض الفقرات والغضاريف للتآكل والتمزق بشكلٍ تدريجي، ومن ضمن هذه التغيرات[٢]،[٣]:

  • جفاف الأقراص الفقرية، تعمل هذه الأقراص بمنزلة وسادات تفصل بين فقرات العمود الفقري، وببلوغ سن الأربعين تزيد فرصة إصابة هذه الأقراص بالجفاف والتقلص، مما يُسبّب تلاصق عظام الفقرات واحتكاكها ببعضها.
  • تيّبس الأربطة، إذ تربط هذه الأربطة العظام ببعضها مع تقدم العمر، وتيبسها يجعل الرقبة أقل مرونة.
  • انتفاخ الأقراص الفقرية، تنتفخ الأقراص الفقرية مع تقدم العمر مسببة ضغطًا على الحبل الشوكي والجذور العصبية.
  • النتوءات العظمية، غالبًا يؤدي تنكس الأقراص الفقرية وتآكلها إلى حمل العمود الفقري على إنتاج عظام جديدة، ويمكن لهذه النتوءات العظمية أن تُسبّب ضغطًا على الحبل الشوكي أو جذور أعصابه.

هناك مجموعة من العوامل التي قد تُساهم في التسبب في التهاب فقرات الرقبة، أو زيادة أعراض المرض، ومن ضمن هذه العوامل[٢]:

  • الوراثة؛ إذ تُعاني بعض العائلات من انتشار التهاب فقرات الرقبة بين أفرادها أكثر من غيرها من العائلات.
  • المهنة؛ مثل: الوظائف التي تحتاج إلى تحريك الرقبة كثيرًا، أو جعلها في وضعيات غير صحية.
  • إصابات الرقبة.
  • التدخين.


المراجع

  1. "Neck pain", mayoclinic, Retrieved 2019-5-7. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Cervical spondylosis", mayoclinic, Retrieved 2019-5-7. Edited.
  3. ^ أ ب "Cervical Spondylosis (Arthritis of the Neck)", orthoinfo, Retrieved 2019-5-7. Edited.
  4. ^ أ ب Christian Nordqvist (2018-8-8), "What's to know about cervical spondylosis?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-5-8. Edited.
  5. "Cervical Osteoarthritis (Cervical Spondylosis)", webmd, Retrieved 2019-5-8. Edited.
3302 مشاهدة
للأعلى للسفل
×