التهاب قناة فالوب والحمل

كتابة:
التهاب قناة فالوب والحمل

قناة فالوب

قناتا فالوب هما قناتان رفيعتان تمتدان من كلا جانبي الرّحم، وتفتحان بالقرب من المبيض، وعندما يطلق المبيض البويضة تدخل إلى قناة فالوب، وتدفعها الشّعيرات الصّغيرة في قناة فالوب تجاه المبيض[١].


ما هو التهاب قناة فالوب؟

يسمّى التهاب قناة فالوب بالتهاب البوق، وعادةً ما يحدث الالتهاب في قناة فالوب بسبب البكتيريا المنقولة جنسيًا، مثل: الكلاميديا، أو المكوّرات العنقودية العقدية، ممّا يؤدّي إلى زيادة إفراز السّوائل أو القيح، وتجمّعها داخل قناة فالوب.

تنتقل البكتيريا المسبّبة لالتهاب قناة فالوب عبر الأوعية اللمفاوية المجاورة، ممّا يؤدّي إلى حدوث عدوى بنفس البكتيريا في قناة فالوب الثّانية، ويعدّ التهاب قناة فالوب أحد أكثر أسباب العقم شيوعًا لدى النساء.

وعندما يُترك التهاب قناة فالوب دون علاج يمكن أن يسبّب ضررًا دائمًا في قناة فالوب، ممّا يؤدّي إلى عدم التقاء البويضات التي تطلق كل شهر من المبايض بالحيوانات المنوية، ومن أكثر المضاعفات شيوعًا لالتهاب قناة فالوب تندّب أنسجة قناة فالوب، أو انسدادها، أو حدوث التصاقات داخلها.[١]


التهاب قناة فالوب والحمل

من أجل حدوث الحمل الطّبيعي يجب أن تتوفّر ثلاثة عوامل رئيسة، وهي: وجود إباضة سليمة وطبيعيّة، ووجود عدد مناسب من الحيوانات المنوية السليمة ذات الحركة السّليمة عند القذف، وأن تكون قنوات فالوب سليمةً لا تُعيق حركة البويضة فيها، وهو الشّرط الأهم للجمع بين البويضة والحيوان المنوي، وعند وجود معوقات في قناة فالوب، مثل التهاب أنسجة القناة تختلّ قدرتها على استقبال البويضة التي يطلقها المبيض في عملية الإباضة، ويتأثّر نقل الحيوان المنوي وإيصاله إلى البويضة، وإذا حدث تخصيب للبويضة لا تستطيع القناة دفعها إلى الرّحم لكي تُزرَع في بطانة الرحم، وفي حالة عدم وصول البويضة المخصبة إلى جدار الرحم تصبح البويضة معرّضةً للزّراعة داخل قناة فالوب، ممّا يؤدّي إلى حدوث الحمل خارج الرحم.

عادةً لا يؤثّر التهاب قناة فالوب على الخصوبة عند تشخيص الالتهاب وعلاجه في وقت مبكّر، أمّا عند تفاقم الالتهاب وتقدّمه في قناة فالوب، وتحوّله إلى تندّبات، أو عند انسداد قناة فالوب بسبب الالتهاب المزمن تتأثّر الخصوبة لدى المرأة، ويمكن أن يصيبها العقم.[٢]


ويمكن أن يُعالِج الأطبّاء مشكلات قناة فالوب عن طريق الأدوية أو الجراحة، وإذا لم يستطع الأطبّاء حل مشكلات القناة جراحيًا فقد توجد حاجة للتّخصيب في المختبر، وتلغي عمليّة التّخصيب المخبري حركة البويضة في قناة فالوب وجمعها بالحيوانات المنوية، إذ تخصّب البويضة بصورةٍ صناعيّة في المختبر، وإذا نجح التّلقيح الصناعي تكوّن جنينًا، ويُدخَل الجنين إلى بطانة رحم الأم ليُزرَع في بطانة الرّحم، وتعدّ هذه العملية غير مضمونة أيضًا.[٢]


أعراض التهاب قناة فالوب

لا تظهر أعراض التهاب قناة فالوب على جميع النساء المصابات بالتهاب قناة فالوب، ويمكن أن تختفي الأعراض بعد ظهورها دون علاج، ممّا يترك المريضة تظنّ أنّ العدوى الأساسية اختفت، لكن هذا الظنّ غير صحيح، ولا يكون الالتهاب أو العدوى قد انتهى، وبالرّغم من ذلك يوجد العديد من الأعراض التي قد تظهر عند التهاب قناة فالوب، ومنها:[٣]

  • إفرازات مهبليّة كريهة الرائحة.
  • تحوّل لون الإفرازات المهبليّة إلى اللون الأصفر.
  • الشّعور بالألم فترة الإباضة أو الحيض.
  • الشّعور بالألم أثناء الجماع.
  • ظهور بقع من الدّم في غير وقت الدّورة الشّهرية.
  • ألم أسفل الظّهر.
  • الغثيان.
  • التّقيؤ.
  • الحمّى.
  • كثرة التّبوّل.


أسباب التهاب قناة فالوب

عادةً ما يعود سبب التهاب قناة فالوب إلى العدوى البكتيرية، وتصل العدوى أو البكتيريا إلى قناة فالوب عن طريق الدّخول إلى الجهاز التّناسلي عن طريق فتحة المهبل، ومن الأسباب الشائعة لالتهاب قناة فالوب ما يأتي:[١]

  • بكتيريا الكلاميديا.
  • البكتيريا التي تسبّب السّيلان.
  • بكتيريا الميكوبلازما، أو المفطورة التّناسليّة.
  • بكتيريا المكوّرات العنقوديّة.
  • بكتيريا المكورة العقدية المقيحة.
  • العدوى الجنسيّة، أو ممارسة الجماع غير المحمي.
  • إدخال اللولب الرّحمي.
  • الإجهاض.


مضاعفات التهاب قناة فالوب

يمكن أن يؤدّي التهاب قناة فالوب غير المُعالَج إلى تطوّر العديد من المضاعفات، ومن المضاعفات المُحتملة لالتهاب قناة فالوب ما يأتي:[٣]

  • انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الرّحم، والمبيضين.
  • ألم البطن والحوض.
  • تندّب قناة فالوب على المدى الطّويل.
  • الالتصاقات.
  • تكوُّن الخرّاجات في قناة فالوب.
  • الحمل خارج الرّحم.


تشخيص التهاب قنة فالوب

بعد التأكد من الأعراض التي تعاني منها المريضة، ومراجعة السجل الطبي لها، وإجراء الفحص البدني، يطلب الطبيب عددًا من الفحوصات لتأكيد تشخيص الإصابة بالتهاب قناة فالوب، ومن هذه الفحوصات ما يلي[٣]:

  • تحاليل الدم والبول؛ للتحقق من وجود علامات العدوى.
  • فحص بالموجات فوق الصوتية للبطن؛ والتي تظهر شكل قناتي فالوب والجهاز التناسلي للأنثى.
  • التنظير البطني.
  • تصوير الرحم بالأشعة السينية؛ وذلك بعد حقن المريضة بصبغةٍ خاصة في عنق الرحم.


علاج التهاب قناة فالوب

يعتمد علاج التهاب قناة فالوب على مدى شدّة الحالة وتقدّمها، ويمكن أن يشمل العلاج ما يأتي:[١]

  • المضادّات الحيوية: يمكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية عن طريق الفم، أو عن طريق الوريد، لإزالة العدوى البكتيرية، ويجب أن يخضع الزوج لفحوصات الأمراض المنقولة جنسيًا، وللعلاج بالمضادّات الحيويّة لتلافي عودة نقل العدوى إلى المريضة مرّةً أخرى.
  • تصريف الخرّاج والسّوائل: قد تسبّب العدوى تجمّع الخرّاج أو السّوائل في قناة فالوب، عندها تحتاج المريضة إلى جراحة بالمنظار لتصريف الخرّاج أو السّوائل.
  • العمليّة الجراحيّة: يمكن أن يوصي الطّبيب بإجراء عمليّة جراحيّة عند عدم تجاوب الالتهاب للأدوية والعلاج، وعند تسبّب العدوى بتندّب قناة فالوب أو التصاقها؛ لإزالة المناطق المتضرّرة، خاصّةً عند الرّغبة بالحمل مرّةً أخرى.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Salpingitis", betterhealth, Retrieved 10-3-2019.
  2. ^ أ ب "How might salpingitis or inflammation of the fallopian tubes affect my fertility?", institutobernabeu, Retrieved 10-3-2019.
  3. ^ أ ب ت Corey Whelan, "What Is Salpingitis, and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 10-3-2019.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×