التوائم المتلاصق هل يمكن علاجها؟

كتابة:
التوائم المتلاصق هل يمكن علاجها؟

التوأم المتلاصق: ما هو؟

عادةً ما يشعر الوالدان بالسعادة عندما يُرزقان بتوأم، ولكن هل سبق وسمعتم بحالة تُسمى بالتوائم المتلاصقة؟ فما هو التوأم المتلاصق؟ وما هي العلامات والأعراض التي تنجم عنه؟ وما هي أسباب حدوث هذه الحالة النادرة؟ وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها؟

يمكن أن يعدّ التوأم المتلاصق (Conjoined twins) أحد أكثر التشوهات البشرية ندرة، كما أبلغت بعض التقارير عن وجود حالات التوائم المتلاصق في الحيوانات؛ كالثدييات، والأسماك، والطيور، والزواحف، والبرمائيات.

يعد العالم والجراح الفرنسي أمبرواز باري أول من وصف الأنواع الرئيسية للتوائم المتلاصقة، وذلك عام 1573 ميلاديًا، وعادةً ما تصيب هذه الحالة الإناث أكثر من الذكور؛ إذ إنّ حوالي 75% من الحالات من الإناث، ويلتصق نحو 70% من الحالات في منطقة الصدر، أو البطن، ويمكن أن يكون الالتصاق بالمستوى الأمامي، أو الجانبي، أو العرضي.[١]


ما هي علامات وأعراض التوأم المتلاصق؟

لا توجد علامات أو أعراض محددة يمكن أن تشير إلى حمل السيدة في توأم ملتصق، بل غالبًا ما تكون الحالة مشابهة تمامًا لحالات حمل التوأم الأخرى، إذ ينمو الرحم بصورة أسرع من الحمل بجنين واحد، كما يمكن أن تعاني السيدة من الغثيان، والتعب، والتقيؤ بصورة أكبر وفي وقت مبكر من الحمل كما هو الحال بالحمل بأجنة متعددة.

عادةً ما يصنف الأطباء التوائم الملتصق اعتمادًا على موضع التصاقه، إذ يكون عادةً في أماكن متطابقة، وفي بعض الأحيان في أكثر من مكان واحد، ويمكن للتوأم في بعض الأحيان أن يتشاركا في أعضاء أو أجزاء أخرى من الجسم.

يعد التشريح المحدد لكل زوج من التوائم المتلاصقة مختلف وفريد من نوعه، ويمكن أيضًا أن يلتصق التوأم في بعض الحالات النادرة بتوأم أصغر حجمًا، وأقلّ اكتمالًا من الآخر، وتسمى هذه الحالة التوائم المتلاصقة غير المتماثلة، وفي حالات أخرى أكثر ندرةً يمكن أن يتطور أحد التوأمين الملتصقين تطورًا ناميًا جزئيًا داخل التوأم الآخر، ويمكن بيان الأجزاء التي قد يلتصق بها التوائم على النحو الآتي:[٢]

  • الصدر، يمكن أن يلتصق التوأم وجهًا لوجه عند منطقة الصدر، فيمتلكان قلبًا مشتركًا في العادة، كما يمكن أن يتشاركا في الكبد، والأمعاء العلوية، ويعد الصدر أحد أكثر المواقع الأكثر شيوعًا للتوائم المتلاصق.
  • البطن، ويلتصق التوأم في هذه الحالة في منطقة قريبة من السرة، ويمكن أن يشتركا في الكبد، وقد يشتركان في الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة والقولون، دون أن يشتركا في القلب عادةً.
  • قاعدة العمود الفقري، يمكن أن يلتصق التوائم في هذه الحالة من الخلف إلى الخلف عند قاعدة العمود الفقري، والأرداف، ويمكن أن يشترك التوأم في الجهاز الهضمي السفلي، كما يتشارك عدد قليل منهم في الأعضاء التناسلية والبولية.
  • طول العمود الفقري، يمكن أن يلتصق التوأم من الخلف بصورة متقابلة على امتداد العمود الفقري، ويعد هذا النوع أحد أكثر الأنواع ندرةً.
  • الحوض، يمكن أيضًا أن يلتصق التوأم عند منطقة الحوض، ويكون ذلك وجهًا لوجه، أو من الجانب للجانب، ويمكن أن يشتركا في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الكبد، والأعضاء التناسلية، والمسالك البولية، كما يمكن أن يملك كل طفل منهما ساقين، أو في حالات أقل شيوعًا يتشارك التوأم الساقين، أو يمتلكان ثلاثة أرجل.
  • جذع الجسم، يمكن أن يرتبط التوأم في هذه الحالة جنبًا لجنب بالحوض، وبجزء أو كل البطن والصدر، لكن يمتلكان رؤوسًا منفصلة، كما يمكن أن يمتلك هذا التوأم ذراعين، أو ثلاث، أو أربع أذرع، وساقين أو ثلاثة أرجل.
  • الرأس، ويلتصق التوأم في هذه الحالة في الجزء الخلفي، أو العلوي، أو الجانبي من الرأس، ولكن ليس من الوجه، ويشترك التوأم الملتصق بالرأس في جزء من الجمجمة، ولكنهما يمتلكان أدمغة منفصلة، إلا أنهما يمكن أن يتشاركا في جزء من أنسجة الدماغ.
  • الرأس والصدر، ويلتصق التوأم في هذه الحالة من الوجه، والجزء العلوي من الجسم، ويوجد الوجهين على جانبين مختلفين من الرأس نفسه، ويتشارك هذا التوأم الدماغ، ونادرًا ما يتمكنان من الاستمرار في الحياة.


ما هي أسباب حدوث التوأم المتلاصق؟

يملك العلماء نوعان من النظريات حول السبب الرئيسي لحدوث التوأم المتلاصق، وتركز النظرية الأولى على أن البويضة الواحدة المخصبة لا تنقسم بصورة كاملة أثناء عملية تكوين التوأم المتطابق، بينما ترى النظرية الأخرى أنّ اندماج البيضتين المخصبتين يحدث في وقت مبكر من تطور الجنين.

ولم يتمكن العلماء من ربط حالات التوائم المتلاصقة بأيّ سبب وراثي، أو بيئي، الأمر الذي سبب عدم قدرتهم على طرح أيّ تفسير لأسباب حدوث هذه الحالة.[٣]


ما هو علاج التوأم المتلاصق؟

عادةً ما يعتمد علاج التوائم المتلاصقة على حالتهم الصحية، وظروفهم المختلفة، كمكان التصاقهما، وما إذا كانا يتشاركان في أعضاء أو أجزاء الجسم الحيوية، بالإضافة إلى المضاعفات المحتملة لهما، ويمكن أن يقسم العلاج كما يأتي:[٤]

  • المراقبة أثناء الحمل، يمكن أن تخضع السيدة الحامل للمراقبة الحثيثة طوال فترة الحمل إذا كانت حاملًا بتوأم ملتصق، ويمكن أن تحال حالتها إلى طبيب مختص في طب الأم والجنين، وذلك في الحالات عالية الخطورة، ويمكن أيضًا أن تحتاج الأم لعمل فريق رعاية صحية كامل معها، ويتضمن هذا الطاقم؛ جراحي الأطفال، وأطباء قلب الأطفال، وأخصائي المسالك البولية، وجراحي عظام الأطفال، بالإضافة إلى جراحي القلب والأوعية الدموية للأطفال، وجراحي التجميل، وأطباء حديثي الولادة.
  • الولادة، عادةً ما يخطط الطبيب لإجراء ولادة قيصرية في فترة مبكرة، أي قبل أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الولادة، وبعد الولادة يقيم الطبيب التوأم الملتصق بصورة كاملة، ثم يمكن للوالدين والطاقم الطبي اتخاذ القرار المناسب لرعايتهما، وما إذا كانت جراحة فصل التوأم مناسبة لهما أم لا.
  • جراحة فصل التوائم، تعد جراحة فصل التوأم عملية اختيارية تُجرى عادةً بعد عام أو أكثر من الولادة، ولكن يمكن أن تكون هذه الجراحة ضرورية وطارئة، وذلك إذا مات أحد التوأمين، أو أصيب باضطراب صحي مهدد لحياته أو لحياة التوأم الآخر، ويجب للتوأم أن يطابق مجموعة من العوامل، والشروط لتحديد إجراء عملية الفصل من عدمها، وتتضمن العوامل المساعدة على اتخاذ قرار ما إذا كانت عملية فصل التوائم مناسبة أم لا ما يأتي:
    • ما إذا كان التوأم يتشارك في أعضاء حيوية، مثل؛ القلب.
    • احتمالات نجاح العملية.
    • قدرة التوأم على تحمل العملية، والحفاظ على صحته.
    • نوع الجراحة الترميمية اللازمة بعد عملية الفصل.
    • نوع وكمية الدعم الوظيفي المطلوب بعد عملية الفصل.
    • المشكلات التي تُواجه التوأم إذا لم يجرِ عملية الفصل.


المراجع

  1. "Conjoined Twins", medscape, Retrieved 7-8-2020. Edited.
  2. "Conjoined twins", mayoclinic, Retrieved 7-8-2020. Edited.
  3. "Conjoined Twins", stanfordchildrens, Retrieved 7-8-2020. Edited.
  4. "Conjoined twins", mayoclinic, Retrieved 7-8-2020. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×