الثقة بالنفس في الإسلام

كتابة:
الثقة بالنفس في الإسلام

مفهوم الثقة بالنفس

الثقة بالنفس: هي الثقة التي تكون داخل الإنسان، بحيث تجعله واثقاً من قدراته في مواجهة الصعاب والتحديات التي يتعرض لها في حياته بصورة واقعية من غير قلق أو توتر أو رهبة، فهي تكون بإحساس داخلي ينبع من الذات، ولا علاقة للتأثيرات الخارجية بها.[١]

الثقة بالنفس في الإسلام

يستمد المسلم الثقة بالنفس في الإسلام من الثقة بالله عز وجل، ومن صور ذلك ما يأتي:[٢]

  • الثقة بالله عز وجل في استجابة الدعاء: للدعاء أهمية كبيرة في زيادة الثقة بالنفس، فعندما تدعو وعندك يقين بالاستجابة فهذه هي الثقة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.[٣] والله قريب من العبد الذي يدعوه، وجميع الخيرات والبركات عند الله عز وجل.
  • ثقة المسلم بالله عز وجل في تفريج الكربات: الله عز وجل هو وحده القادر على تنفيس كربة المؤمن، فمن وثق بأن الله هو المتكفل بكل صغيرة وكبيرة في حياته، زادت ثقته بنفسه؛ لأنه يعلم أن الله هو مدبر كل شيء، ولا أحد من الخلق ينفعه أو يضره.
  • ثقة المسلم بالله تعالى في التكفل بالرزق: الله هو الرزاق ذو القوة، فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وعندما يقول لشيء كن فيكون، فلن يعجزه رزق المسلم، فعلى المسلم أن يأخذ بالأسباب، ويعلم أن الله متكفل برزقه وأنه مكتوب له، فلا يزيد ولا ينقص.
  • ثقة المسلم بالله في النصر على الأعداء: ينصر الله عز وجل من ينصره، فمن قام لنصرة هذا الدين ونصرة رسول الله، كان حقاً على الله عز وجل أن ينصره، وقد وعد الله عباده الذين ينصرونه بأحسن الجزاء.
  • ثقة المسلم أن وعد الله نافذ: وعد الله حق لعباده، فقد وعد الله المؤمنين الصادقين بأفضل الجزاء، فتكون ثقة المسلم بالله عز وجل وبنفسه قائمة وثابتة لا شيء يزعزعها بسبب ذلك.

وهذه هي الثقة بالنفس في الإسلام؛ بأن يثق العبد بالله ويصبر ويحتسب أمره عنده، فهو الحق ووعده الحق، مما يجعل المسلم على يقين وثقة بنفسه لا يمكن لأحد أن يحركها أو يهزها.

الثقة الكاملة تكون بالله

يجب على المسلم الثقة بالله -تعالى- ثقة كاملة مطلقة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ)،[٤] لِذا على المسلم أن يخاف من نفسه، ولا يثق بها الثقة المطلقة، بل يجعل ثقته ويقينه بالله عز وجل، لأنّ الإنسان ضعيف قد يعجز، والله هو وحده الكامل، فمن جعل ثقته الكاملة به -سبحانه- ما خاب، ومن جعل ثقته بالله عز وجل كفاه ووقاه، وجعله في ركن حصين، فيكون مطمئناً وقوياً وهادئ البال.[٥]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التفسير. بتصرّف.
  2. محمد بن ابراهيم الرومي، ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 17-37-65-115. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:186
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:5090، حسن.
  5. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 13. بتصرّف.
3957 مشاهدة
للأعلى للسفل
×