الجنة ونعيمها

كتابة:
الجنة ونعيمها

الجنة

حُفّت الجنة بالمكاره، وحُفّت النار بالشهوات، لذا كان على المرء الساعي إلى الجنة الانتصار على نفسه الأمارة بالسوء، وعلى وساوس الشيطان، والالتزام بطاعة الله عزّ وجلّ وعبادته، والابتعاد عن كلّ ما حرّم.

أمّا من اتبع شيطانه وشهواته وسار في طريق الحرام السهل، قاده ذلك إلى النار والعياذ بالله؛ فهما طريقان لا ثالث لهما، طريقٌ صعبةٌ في الدنيا لكنّ نهايتها سعيدة؛ وهي جنةٌ عرضها السماوات والأرض، وطريق ممتعةٌ وسهلةٌ ولكنّ عاقبته وخيمةٌ؛ وهي جهنم وبئس المصير.

الجنة ونعيمها

جنة الدنيا

قال الله -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،[١] قبل الحديث عن جنة الآخرة لا بدّ من الحديث عن جنة الدنيا؛ فالمؤمن يعيش في دنياه جنةً لا يعرفها إلّا من ذاق حلاوة الإيمان؛ فبذكر الله تعالى وطاعته، وبالعمل الصالح تحلّق روح المؤمن في الجنان، وتشعر بالسعادة والاطمئنان.[٢]

حتى قال أحد السلف الصالح: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف"، أما نعيم جنة الآخرة؛ ففيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقد ذكر لنا القرآن الكريم ورسولنا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- صوراً من نعيمها ونعيم أهلها.[٣]

وصف جنة الآخرة

وصف الله -سبحانه وتعالى- جنة الخلد بأوصاف عديدة؛ منها ما جاء في كتابه العزيز، ومنها ما أخبر به نبيه الكريم، ومن هذه الأوصاف ما يأتي:[٤]

  • لها ثمانية أبواب

ما بين مصراعيّ كلّ باب كما بين مكة وهجر، أو مكة وبصرى.

  • لها مئة درجة

ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض.

  • خلودٌ لا موت فيها.
  • ريحها طيبةٌ.
  • ترابها المسك.
  • ملاطها المسك.
  • أنهارها تجري على المسك من غير أخاديد؛ من عسلٍ، ولبنٍ، وخمرٍ، وماءٍ.
  • حصباؤها اللؤلؤ والياقوت.
  • شجرها عظيمٌ؛ يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها.
  • ثمارها دائمةٌ وظلها.
  • لا جوعٌ فيها ولا عطش، ولا تعبٌ ولا عري.

نعيم أهل الجنة

ما إن يصل وفد الرحمن إلى الجنة؛ حتى ينتهي ما سلف في الأيام الخالية؛ من تعب ومكابدة، وصبر ومصابرة، وحساب وعرض، فيروا نعيم الجنة التي أعده الله لهم، ومن ذلك النعيم:[٥]

  • رضوان الله -تعالى- عليهم، ورؤية وجهه الكريم.
  • أعمارهم في الثالثة والثلاثين

جرداً مرداً، طولهم ستون ذراعاً على صورة سيدنا آدم -عليه الصلاة والسلام-.

  • حسان الوجوه.
  • قلوبهم طاهرةٌ صافيةٌ، وكلامهم طيب.
  • لا يُعكَّر مزاجهم، ولا يسمعون كلام اللغو، ولا النابي.
  • زوجاتهم الحور العين

ذوات الحسن والجمال، لو أطلّت إحداهنّ بوجهها على الأرض لغلب نوره نور الشمس.

  • رشحهم المسك

لا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبصقون، ينعمون ولا يبأسون.

  • أمشاطهم الذهب والفضة.
  • آنيتهم الذهب والفضة.
  • شرابهم من عين السلسبيل.
  • لا تبلى الثياب، ولا يفنى الشباب.
  • لباسهم من الحرير الفاخر، وحلّيهم الذهب، والفضة، واللؤلؤ.
  • مساكنهم الغرف والقصور والخيام

وقصورهم من الذهب والفضة واللؤلؤ، خيامهم من اللؤلؤ المجوّف.

  • فُرُشهم وثيرةٌ وجميلةٌ؛ من السندس والإستبرق الفاخر.
  • خدمهم كاللؤلؤ المكنون.

المراجع

  1. سورة النحل، آية:97
  2. [محمد صالح المنجد]، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 1. بتصرّف.
  3. [ابن عثيمين]، لقاء الباب المفتوح، صفحة 10. بتصرّف.
  4. [عبد المجيد الزندانى]، بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته، صفحة 339-354. بتصرّف.
  5. [عبد الرحمن بن وهف القحطاني]، الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 104-111. بتصرّف.
5864 مشاهدة
للأعلى للسفل
×