الحارث بن عباد (سياسي وشاعر جاهلي)

كتابة:
الحارث بن عباد (سياسي وشاعر جاهلي)

التعريف بالحارث بن عباد

الحَارِث بن عباد بن ضبيعة بن قَيْس بن ثَعْلَبة، من قبيلة بني بكر يُكْنَى بأبي بجَير، ويعرف بأنه فارس النعامة، توفي نحو 50 سنة قبل الهجرة، وكان له تأثير كبير في الزمن الذي عاشه، زمن الحروب والقتال، وكان ابن عباد فارسا قويا لا يشق له غبار وعرف عنه الحكمة والشجاعة والوفاء وكان شديد البأس ويتصف بالحلم، وهو من سادات العرب وأشهرهم بالخطابة، وأول من يطلب منه الناس التدخل لأمورهم، والذهاب مع الوفود لزيارة الملوك، وعرفت عنه قصص وأقوال كثيرة كالخطبة التي ألقاها على كسرى، وكان من أشهر شعراء الجاهلية، وحضر حرب البسوس من بدايتها وشهد نهايتها.[١]


موقف الحارث بن عباد من حرب البسوس

كان الحارث بن عباد من الناس الذين اعتزلوا الحرب من بدايتها ولم يشارك، وقال جملته الشهيرة "لا ناقة لي فيها ولا جمل" ونصح بني تغلب عند استمرار الحرب أن يوقفوها فأبوا ذلك، وظل معتزلا إلى أن قتل المهلهل ابنه بجير، فظن بالبداية أنه قتل لينهي الحرب بالصلح إلى أن علم أن المهلهل قتله بشسع نعل كليب؛ والشسع رباط النعل؛ فصمم على الثأر له.[٢][٣]


دور الحارث بن عباد في نهاية الحرب

بسبب قوة الحارث ابن عباد وانضمامه إلى بني بكر إثر مقتل ابنه، انقلبت الكفة لصالح بني بكر وقاد قبائل بكر كلها إلى الحرب، وأنزلوا ببني تغلب أفظع الخسائر وتوالت الانتصارات بقيادته، وحقق الحارث ابن عباد ثأره، وتوّجت حربه مع البكريين بأسره للمهلهل الزير سالم وإنهاء حرب امتّدت لعقود، وقد قال ابن عباد أبيات من الشعر قبل بداية هذه الحرب وهي كالآتي:[٤]

يا جبير الخيرات لا صلح حتى

نملأ البيد من رؤوس الرجال

قد تجنبت وائلا كي يفيقوا

فأبت من تغلب عليَّ اعتزالي


قصيدة الحارث ابن عباد عندما قرر أن ينتقم لابنه جبير

قال ابن عباد عدة أبيات عندما قرر الثأر لابنه جبير وهي كما يأتي:[٤]

قربا مربط النعامة مني

لقحت حرب وائل عن حيال
قربا مربط النعامة مني  
إن قتل الغلام بالشسع غال
قربا مربط النعامة مني  
شاب رأسي وأنكرتني العوالي

قربا مربط النعامة مني

للسرى والغدو والآصال
قربا مربط النعامة مني  
طال ليلي على الليالي الطوال

قربا مربط النعامة مني

لإعتناق الأبطال بالأبطال

قربا مربط النعامة مني

واعدلا من مقالة الجهال


رثاء الحارث ابن عباد لابنه

من أشهر قصائد ابن عباد الكثيرة، قصيدة الرثاء لابنه جبير، ولقد أصبحت من التراث الشعري العربي لما فيها من صدق وحرارة في المشاعر ولوعة الفقد والموت ولقد استشهد بأبياتها كثيرا، وهنا بعض من أبياتها:[٤]

كلُّ شيءٍ مصيره للزوالِ

غير ربّي وصالح الأعمالِ

وَتَرى الناسَ يَنظُرونَ جَميعاً

لَيسَ فيهِم لِذاكَ بَعضُ اِحتِيالِ

قُل لِأُمِّ الأَغَرِّ تَبكي بُجَيراً

حيلَ بَينَ الرِجالِ وَالأَموالِ

وَلَعَمري لَأَبكِيَنَّ بُجَيراً

ما أَتى الماءُ مِن رُؤوسِ الجِبالِ

لَهفَ نَفسي عَلى بُجَيرٍ إِذا ما

جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَربٍ عُضالِ

وَتَساقى الكُماةُ سُمّاً نَفيعاً

وَبَدا البيضُ مِن قِبابِ الحِجالِ


المراجع

  1. أنس عبد الهادي أبو هلال، ديوان الحارث بن عباد، صفحة 60. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح، صفحة 1. بتصرّف.
  3. "تعريف و معنى شسع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "كل شيءٍ مصيره للزوال"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
11064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×