الحجاب لغةً واصطلاحًا
يدلُّ مصطلح الحجاب في اللغة على كلِّ ما يسترُ ويحجبُ الشيء، وبمعنى آخر فالحجاب كلُّ ما سترَ مطلوبًا ومنعَ الوصول إليه ومنع الناس من مشاهدته، فيقالُ للبواب الذي يقفُ على الباب ليمنعَ النَّاس من الدخول بالحاجب وهو الجسم الذي يحول بين جسدين أيضًا، ووردَ في كتاب الكليات: "كل ما يسترُ المطلوب، ويمنع من الوصول إليه فهو حجاب"، ولذلك يقال عن المرأة إذا سترَت جسدها وشعرها أنَّها محجَّبة، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول الحجاب في القرآن وحول مواصفات الحجاب في الإسلام.[١]
الحجاب في القرآن
لقد جاء الإسلام بكلِّ ما فيه خيرٌ للبشر، ولم تكُن نظرته للمرأة نظرة دونيَّة كما كانت نظرة المجتمع للمرأة في ذلك العصر الجاهلي، فأراد الإسلام أن يحفظَ جسدَ المرأة من العبثِ والأذى كما حفظَ روحها من الشرك والجهل، وحاولَ أن يجعلَ منها درةً بمعزلٍ عن عيون المنافقين والمعتدين على أعراض الناس، وكما أحاطها بهالة من نور الإيمانِ والتوحيد فقد أحاطها بما يصون جسدها ويستره، ومن هنا جاءت الأوامر الإلهية بفرض الحجاب في القرآن على المرأةِ المسلمة، فأمرها بالطهر والعفاف وسترِ جسدها وشعرها والتزام الحشمة في اللباس والابتعاد عن التبرُّج والابتذال وغير ذلك.
لذلك فإنَّ الحجاب في القرآن فرضٌ من الله تعالى فرضَه على النساء المسلمات، حيثُ أمرَ المرأة بالستر والحجاب الكامل حتى يحميها، فوجَّه الله تعالى الخطاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[٢]، فجاءُ الأمرُ عامًّا شاملًا وبدأ بزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكذلك أمرهنَّ بغض البصر وبإخفاء أماكن الفتنة من الجسد وإخفاء الزينة أيضًا وستر كامل الجسدِ، قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[٣]، وفي هذه الآية الكريمة من سورة النور بيَّن الله الكثير من الضوابط الشرعية فيما يتعلق بتعاليم الحجاب في القرآن، وحدَّد الرجال الذين يمكن للمرأة أن تبدي زينتها أمامهم، وبناء على ما وردَ من آيات عن الحجاب في القرآن الكريم فقد أجمع الفقهاء والعلماء على وجوب الحجاب بحقِّ المرأة المسلمة العاقلة الحرة البالغة.[٤]
مواصفات الحجاب في الإسلام
بعد الحديث عن الحجاب في القرآن لا بدَّ من ذكر مواصفات الحجاب في الشريعة الإسلامية والذي يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم به، فلا يمكنُ اعتبار أيَّ رداءٍ يغطي الجسد أو شعرَ الرأس هو حجاب كما يظنُّ كثير من الناس، وفيما يأتي مواصفات الحجاب كما بينَّها الفقهاء من أهل العلم:[٥]
- أن يكونَ الحجاب سميكًا حتى لا يصِفَ الجسم.
- أن يسترَ العورة بالكامل.
- أن لا يعدُّ زينةً تتزينُ به المرأة، كالثوب المطرَّز والمبهرج ذي الألوان التي تلفت الأنظار.
- أن يكون واسعًا فضفاضًا ولا يكون ضيِقًا.
- لا يكونُ معطَّرًا لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- لا يكونُ شبيهًا بلباس الرجال.
- لا يقصدُ به المفاخرة والتكبر على الناس وهو ما سمَّاه عنه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ثوب شهرة.
المراجع
- ↑ "مجلة البحوث الإسلامية"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 59.
- ↑ سورة النور، آية: 31.
- ↑ "حجاب المرأة المسلمة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "حجاب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.