الحج المفرد وشروطه

كتابة:
الحج المفرد وشروطه

الحج المفرد وشروطه

الحج المفرد هو أفضل أنواع الحج عند المالكيّة والشافعية، ويقصد بالحجّ المفرد أن يُحرم الإنسان المسلم من ميقاته ثمَّ ينوي الحجّ فقط بقوله: "لبيك بحجٍّ"، أو ما شابهها من صيغ التلبية، ثمَّ يغادر المسلم إلى مكّة المكرمة، ويبدأ الحج المفرد بطواف القدوم، وهو سنَّةٌ عند أهل العلم، ثمَّ بعد الطواف يصلِّي الحاج ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم، ثمَّ يسعى بين الصفا والمروة بعد طواف القدوم إنَ شاء، أو يؤخّر السَّعي إلى ما بعد طواف الإفاضة، ثمَّ يتوجه إلى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة ويبيت هناك ويصلِّي فيها الصلوات الخمس قصرًا.[١]

وبعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة يتوجَّه الحاج إلى عرفة، ثمَّ يقف في عرفة حتَّى غياب الشمس، ثمَّ يفيض الحاج إلى مزدلفة ويبيت فيها حتَى الفجر، ثمَّ يتوجه إلى منى فيرمي جمرة العقبة بسبعَ حصيَّات مع التكبير في كلِّ رميةٍ، ثمَّ يحلق الحاج رأسه ويغتسل ويتطيَّب وينزل إلى مكة لطواف الإفاضة، ثمَّ يسعى بعد الطواف بين الصفا والمروة إذا لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم، ثمَّ يرجع الحاج إلى منى ويبيت فيها أيام التشريق الثلاثة، ويرمي في كلِّ يوم الجمرات الثلاث، وبهذا تنتهي شروط الحج المفرد.[١]

الحج

إنّ الحجّ عبادةٌ من أجلّ العبادات، وركنٌ من أركان هذا الدين الحنيف، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)،[٢] ويعرّف الحجّ بأنّه قصد المسلم إلى مكة المكرمة في وقت محدَّدٍ من السنة لأداء مناسِك خاصَّة، وهو فرضٌ على كلّ مسلمٍ قادرٍ على أدائه، قال تعالى في سورة آل عمران: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).[٣]

أنواع نُسك الحج

هيّأ الله -سبحانه وتعالى- للمسلمين سبل التيسير في أمورهم، ووسَّع عليهم ورفع المشقة عنهم حتى في أداء العبادات؛ فالإسلام دين اليسر لا دين العسر، ولهذا جاءت في الإسلام ثلاثة أنواعٍ لنسك الحج، أحدها الحج المفرد، وفيما يأتي ذكر النوعين الآخرين.[١]

حج التمتع

يُقصد بحجّ التمتّع أن ينوي الحاج أداءَ العمرة فقط في الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة، ويحرم من ميقاته ويتجه إلى مكة، ثمَّ وبعد الوصول إلى مكة المكرمة يقوم المعتمر بأداء مناسك العمرة المعروفة، ثمَّ في اليوم الثامن من ذي الحجّة، يحرم للحج ويؤدي مناسك الحج كاملة، وهكذا يكون الحاج قد اعتمر وحجَّ معًا ولهذا يعتبر حجّ التمتع من أفضل أنواع الحج عند بعض الفقهاء، وعلى من حجّ متمتّعًا ذبح هدي.[١]

حج القِرَان

وهو أن ينوي الحاج العمرة والحج معًا أثناء إحرامه من ميقات البلد التي يعيش فيها، ويقول: "لبيك بحجٍّ وعُمرة"، ثمَّ يؤدي الحاج مناسكِ الحجِّ والعمرة، وجدير بالذكر هنا أنَّه لا يجب على الحاج أن يطوف ويسعى للعمرة أيضًا في هذه الحالة فطواف الحج وسعيه يكفيان الحاج لعمرته وحجته معًا، وعلى من حج قارنًا ذبح هدي.[١]

الحجُّ في القرآن الكريم

كثيرةٌ هي الآيات القرآنية المباركة التي تناولت عبادة الحج بالذكر، كما أنَّ في القرآن الكريم سورةً سُمِّيت باسم الحجّ، وقد ذكرتْ هذه السورة كثيرًا من أحكام الحج، وفيما يأتي مواضع ذكر الحجّ في بعض السور القرآنية الكريمة:[٤]

  • قال تعالى في سورة آل عمران: (إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ).[٥]
  • قال تعالى في سورة البقرة: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[٦]
  • قال تعالى في سورة الحج: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).[٧]

الحج في السنة النبوية

جاء ذكر الحج وفضله وثوابه في السُّنَّة النَّبويَّة الشريفة في أكثر من موضعٍ، ومن الأحاديث النبوية التي جاءت على ذكر الحج ما يأتي:[٨]

  • جاء عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (يَا رَسولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ، أفلا نُجَاهِدُ؟ قالَ: لَا، لَكِنَّ أفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ).[٩]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ).[١٠]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "أنواع الحج- أركانه- وواجباته وسننه- كيفية الحج"، طريق الإسلام، 15/9/2015، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2022. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16، صحيح.
  3. سورة آل عمران، آية:97
  4. "الحج في الكتاب والسنة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:96-97
  6. سورة البقرة، آية:196
  7. سورة الحج، آية:27
  8. "فضل الحج وفوائده"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1520، حديث صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1820، حديث صحيح.
3947 مشاهدة
للأعلى للسفل
×