الحديث القدسي

كتابة:
الحديث القدسي

تعريف الحديث القدسي

الحديث القدسي هو الحديث الذي ورد عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وتم روايته ونقله عن الله -سبحانه وتعالى-، وأطلق عليه القدسي نسبة إلى التقديس والتعظيم والتنزيه، وقد اختص به رسولنا الكريم عن باقي الرسل الكرام -عليهم السلام-.[١]

ويكون معنى الحديث القدسي من الله -تعالى-، أما لفظه فهو للرسول الكريم، وذلك لأن الحديث القدسي أنزل من عند الله تعالى من حيث المعنى وليس اللفظ؛ ويرجع تفسير ذلك، إلا أنه لو تم إنزاله من عند الله لفظاً ومعنى لكان بنفس حكم القرآن الكريم أو أعلى منه.[٢]

وهناك العديد من الأسماء التي تطلق على الحديث القدسي؛ كالحديث الإلهي، وقد أطلق هذا الاسم ابن تيمية، والبعض الآخر أطلق عليه الحديث الرباني، والذي أطلق الجلال المحلي، وجميع الأحاديث القدسية تكون معانيها وتفسيراتها قائمة على تعظيم الله تعالى وتنزيهه من أي نقص أو أمر لا يليق بجل جلالته.[٣]

اختلاف الحديث القدسي عن القرآن الكريم

هناك العديد من الاختلافات بين القرآن الكريم والحديث القدسي، وتقوم هذه الاختلافات على ما يلي:[٤]

  • القرآن الكريم مقترن بنزول الوحي جبريل -عليه السلام- على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، بحيث يقوم بنقل آيات القرآن الكريم له، أما الحديث القدسي لا يرتبط بنزول الوحي على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • لا يوجد شك في صدق وصحة آيات القرآن الكريم، وذلك لأن القرآن الكريم متواتر، أما بالنسبة للحديث القدسي فهو يقوم على العديد من الأنواع التي تتعلق بصحته، فمن هذا الحديث ما يكون صحيحاً ومنه ما يكون حسناً، وآخر يكون ضعيفاً.[٥]
  • تعتبر قراءة القرآن فرضاً من الفروض التي يجب على المسلمين القيام بها، أما الحديث القدسي فلا يعتبر فرضاً على المسلمين.
  • يتميز القرآن الكريم بأنه على عدة أقسام، وهي مقسمة إلى سور وآيات وأجزاء، لكن الحديث لا يحتوي على هذه الأقسام.
  • من غير الجائز أن يتلى القرآن الكريم بالمعنى، لكن هذه القراءة جائزة في الحديث القدسي.[١]
  • القرآن الكريم هو من عند الله قولاً ولفظاً، بينما الحديث القدسي من عند الله من حيث المعنى، أما اللفظ فهو من عند الرسول -صلى الله عليه وسلم-.[٢]

اختلاف الحديث القدسي عن الحديث النبوي

هناك اختلاف بين الحديث القدسي والحديث النبوي، ويتجلى هذا الاختلاف فيما يأتي:

  • الحديث القدسي ينسب من رسول الله إلى رب العزة، أما الحديث الشريف فهو منسوب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-.[٦]
  • المواضيع التي تتضمنها الأحاديث القدسية الرجاء والخوف من الله -عز وجل-، أما الحديث النبوي الشريف فهو يتضمن موضوعات متعددة وكثيرة في الأحكام الشريعة المختلفة.[٧]
  • صيغ الحديث القدسي متعددة؛ مثل ما يرويه الرسول عن ربه، أو ما يحكيه عن ربه، بينما الحديث النبوي ينقله الصحابة عن الرسول بنسبة القول له -صلى الله عليه وسلم-.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد السلام هارون (1985)، كناشة النوادر (الطبعة 1)، صفحة 106. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 60. بتصرّف.
  3. الملا على القاري، الأحاديث القدسية الأربعينية، الرياض:دار التوحيد للنشر والتوزيع، صفحة 23. بتصرّف.
  4. نور الدين عتر (1981)، منهج النقد في علوم الحديث (الطبعة 3)، دمشق:دار الفكر، صفحة 325. بتصرّف.
  5. محمد معبد (2005)، نفحات من علوم القرآن (الطبعة 2)، القاهرة:دار السلام، صفحة 15-16. بتصرّف.
  6. مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، صفحة 23-24. بتصرّف.
  7. حسن محمد أيوب (2004)، الحديث في علوم القرآن والحديث (الطبعة 2)، الإسكندرية:دار السلام، صفحة 177. بتصرّف.
  8. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 218، جزء 1. بتصرّف.
5096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×