الحروف المقطعة في القرآن

كتابة:
الحروف المقطعة في القرآن

تعريف الحروف المقطعة في القرآن

هي الحروف الهجائية المقطعة التي افتتح الله بها بدايات السور، تقرأ بأسمائها في التهجي على التقطيع والفصل، وبدء هذه السور بالحروف المقطعة حكمة من الله -سبحانه وتعالى-، وهي سر من أسرار القرآن، ومن حكم القرآن أن يبدأ بالحروف المقطعة، وقد تحداهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولكنهم عجزوا.[١]

وما عرفوا كيف يردون عليه -صلى الله عليه وسلم- وهذا دليل على أنهم عجزوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن، ولم يقدروا أن يأتوا بمثله، فالقرآن الكريم هو إعجاز من الله -سبحانه وتعالى-.[١]

وقد بلغت السور التي وردت بها الحروف المقطعة تسعاً وعشرين سورة، بلغت في مجموعها أربعة عشر حرفاً، جمعها البعض في قوله: "نص حكيم له سر قاطع"، قال -تعالى-: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.[٢][١]

السور التي افتتحت بها الحروف المقطعة

ومن هذه السور ما افتتحت بحرف واحد، ومنها افتتح بحرفين، ومنها بثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، وجاء تقسيمها على النحو الآتي:[٣]

  • السور التي افتتحت بحرف واحد

وهي ثلاث سور: سورة ق، وسورة القلم، وسورة ص.

  • السور التي افتتحت بحرفين

وهي تسع سور: طه، النمل، يس، غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.

  • السور التي افتتحت بثلاثة حروف

وهي ثلاثة عشر سورة: البقرة، آل عمران، يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر، الشعراء، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.

  • السور التي افتتحت بأربعة حروف، وهي سورتان: الأعراف، والرعد.
  • السور التي افتتحت بخمسة حروف، وهي سورتان: مريم، والشورى.

تفسير العلماء للحروف المقطعة

اختلف العلماء في تفسير معنى الحروف المقطعة؛ فمنهم من ردّ علمها إلى الله -سبحانه وتعالى-، ومنهم من فسرها، والذين فسروها اختلفت أقوالهم فيها كالآتي:[٤]

  • أسماء السور.
  • فواتح افتتح الله بها القرآن.
  • أنها من أسماء القرآن.
  • قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله تعالى.
  • حروف استفتحت من حروف هجاء أسماء الله -تعالى-.
  • قال بعض أهل العربية: هي حروف من حروف المعجم.
  • لكل كتاب أنزله الله -سبحانه وتعالى- سر، وسر القرآن الكريم هو في الحروف المقطعة في فواتح السور.

بعض الحكم الظاهرة لذكر الحروف المقطعة

وقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- عن هذا القرآن، أنه قرآن حكيم لا يأتيه الباطل، قال -تعالى-: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾،[٥] والمؤمنون يعرفون أن هذه الأحرف لها سر من الأسرار، وقد أنزل الله -سبحانه وتعالى- هذه الأحرف لحكمة، فلا مانع من أن يعرفوا بعض هذه الحكم، منها:[٦]

  • أن القرآن من جنس الحروف التي يتكلمون بها

ولذلك فالغالب إذا ذكر هذه الحروف ذكر بعدها إشارة إلى القرآن الكريم.

  • قد ذكرت هذه الحروف بياناً لإعجاز القرآن

وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، فقد أقسم الله -سبحانه وتعالى- بالقرآن؛ هذا الكتاب الذي نزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ بأنه هو الكتاب الذي نزل من عند الله -سبحانه وتعالى- لا ريب فيه.

المراجع

  1. ^ أ ب ت أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 4. بتصرّف.
  2. سورة محمد، آية:24
  3. محمد بكر اسماعيل، دراسات في علوم القرآن، صفحة 205. بتصرّف.
  4. محمد بكر اسماعيل، دراسات في علوم القرآن، صفحة 205-206. بتصرّف.
  5. سورة فصلت، آية:41-42
  6. أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 4. بتصرّف.
4212 مشاهدة
للأعلى للسفل
×