الحسن البصري والحجاج

كتابة:
الحسن البصري والحجاج

الحسن البصري

أبو سعيد الحسن بن يسار البصري، تابعيٌ جليل، إمام أهل البصرة، ولد الحسن في خلافة عمر رضي الله عنه وتربى في بيت النبوة فقد كانت أمه تخدم أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، كان الحسن من أعلم الناس في عصره وأكثرهم زهدًا، أثنى عليه الكثير من العلماء، ومنهم الغزالي، حيث قال: كان الحسن البصري أشبه الناس كلامًا بكلام الأنبياء، وأقربهم هديًا من الصحابة، وللحسن الكثير من المواقف مع ولاة الأمر ومنها أن الخليفة عمر بن عبد العزيز بعث إليه يسأله النصح عند توليه الخلافة لاختيار أعوان صالحين، فأجابه الحسن بأن يستعين بالله لا بالناس، كما أن قصة الحسن البصري والحجاج من الأحداث المشهورة تاريخيًا، وهي ما سيتناوله هذا المقال.[١]

من هو الحجاج

أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، كان اسمه كُليب ثم أبدله بالحجاج، ولد الحجاج في منازل ثقيف في الطائف، تعلّم القرآن والحديث وعمل في تعليم الأولاد القرآن الكريم، ورغم تعظيمه الشديد للقرآن الكريم إلا أنه لم يكن راضيًا عن عمله هذا، فقد كانت نفس الحجاج تنزع إلى السلطة وروحه تتطلع إلى السياسة والقيادة، لم يُحسن عمّال عبدالله بن الزبير التعامل مع أهل الطائف مما أثار حفيظة الحجاج وجعله يفكر بالذهاب إلى الشام ليعلن الولاء للخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، فرحل إلى الشام وبدأ حياته بها في الشرطة، وساعدته شخصيته السلطوية وجرأته في التقرب من الخليفة ونيل الحظوة لديه، رافق الحجاج عبد الملك بن مروان في حربه ضد مصعب بن الزبير، وتمت توليته فيما بعد على العراق، حيث أظهر الكثير من الطغيان والتجبر والقسوة، مما أدى إلى زرع الكراهية والبغض في نفوس العراقيين تجاه الحجاج وحدوث الكثير من المواقف والقصص بينه وبين أهل العراق، ومنها ما كان بين الحسن البصري والحجاج.[٢]

الحسن البصري والحجاج

حصل بين الحسن البصري والحجاج عدة مواقف وصدامات، فقد كان الحسن سيفًا من سيوف الحق ضد تكبر الحجاج وطغيانه، ومن هذه المواقف أنّ الحسن دخل على الحجاج بواسط، فلما رأى بناءه، قال: الحمد لله، أنّ هؤلاء الملوك ليرون في أنفسهم عبرًا، وأنّا لنرى فيهم عبرًا، يعمدُ أحدُهم إلى قصرٍ فيشيّده، وإلى فرشٍ فيتخذه، وقد حفّ به ذباب طمع، وفراش نار، ثم يقول: ألا فانظروا ما صنعت، فقد رأينا يا عدو الله ما صنعت، فماذا يا أفسق الفسقة، ويا أفجر الفجرة، أما أهل السماء فلعنوك، وأما أهل الأرض فمقتوك، ثم خرج وهو يقول: إنما أخذ الله الميثاق على العلماء، ليبيّننه للناس، ولا يكتمونه، فاغتاظ الحجاج غيظًا شديدًا، ثم قال: يا أهل الشام، هذا عبيد أهل البصرة يشتمني في وجهي فلا ينكر عليه أحد، عليّ به والله لأقتلنه، فمضى أهل الشام فأحضروه، فلما دخل على الحجاج، رأى السيف والنطع بين يديه وهو متغيظ، فلما وقعت عليه عين الحجاج، كلمه بكلام غليظ، ورَفَق به الحسن ووعظه، فأمر الحجاج بالسيف والنطع فرُفعا، ثم دعا الحجاج بالطعام فأكلا، وبالوَضوء فتوضأ، ثم صرفه مكرّمًا.[٣]

المراجع

  1. "الحسن البَصْري"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019. بتصرّف.
  2. "الحجاج بن يوسف الثقفي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019. بتصرّف.
  3. "بين الحسن البصري والحجاج بن يوسف الثقفي"، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019. بتصرّف.
5088 مشاهدة
للأعلى للسفل
×