الحضارات القديمة في الإسلام

كتابة:
الحضارات القديمة في الإسلام

تعريف الحضارة

كلمة حضارة مشتقة من الفعل حضر، وتطلق على بيئة المدن والقرى فهي بخلاف البداوة، وتّستخدم للدلالة على المجتمع الكبير الذي يحتوي على الكثير من التعقيدات بعكس مجتمع البادية البسيط، وغالبًا ما يعتمد المجتمع المتحضر على أساليب متنوعة في العيش مثل الصناعة والتجارة والزراعة، أما المجتمع البدوي فأساليب معاشه أبسط فغالبًا ما يكون من الصيد وتربية الماشية، فالمجتمع البدوي غير مرتبط ببقعة جغرافية معينة وإنما يتميز بكثرة الترحال والسفر، على عكس المجتمع المتحضر الذي يرتبط بمكان معين ويقوم أفراد المجتمع بتأسيس قواعد لهم في هذا المكان، وتعتبر كلمة حضارة مثيرة للجدل فالبعض يستخدمها للتعبير عن الإنسانية والرفعة والبعض الآخر يقول أنها تعبر عن أسلوب معيشي معين، وسيتحدث هذا المقال عن الحضارات القديمة في الإسلام.[١]

الحضارات القديمة في الإسلام

أثرت بعض الحضارات التي كانت قائمة في العالم القديم في العرب واللغة العربية وتأثروا هم أيضًا بالعرب ولكن هذا التأثر كان طفيف قبل الإسلام إذ لم تكن للعرب حضارة قائمة بذاتها وكان يغلب على المجتمع العربي آنذاك روح البداوة، ومن الحضارات القديمة في الإسلام أي التي كان لها تأثير بعد مجيء الإسلام ودخول العرب فيه، الحضارة السريانية والحضارة اليونانية المسماة بالحضارة الإغريقية، وليس خافيًا على أحد ما في هاتين الحضارتين من اهتمام بالعلوم الطبية والفلسفية وغيرها.[٢]

قد تأثر المسلمون بهذه الحضارات واستفادوا من معارفهم وكان السريان في البدء ينقلون العلوم اليونانية ويترجمونها إلى اللغات الأخرى مثل اللغة العربية والعبرية، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات على تلك النقولات مما جعل العرب ينقلون مباشرة من اليونانية إلى لغتهم دون الاستعانة باللغة السريانية، ومن الحضارات القديمة في الإسلام الحضارة الهندية التي ربطها مع العرب والمسلمون روابط تجارية أدت فيما بعد إلى انتشار الإسلام في تلك البلدان، وكذلك كان الحال مع الأحباش الذين قويت صلتهم بمكة المكرمة بعد هجرة المسلمين أول البعثة إليها وترحيب النجاشي ملك الحبشة بهم، وقد تأثرت اللغة العربية باللغة الحبشية وأخذت عنها بعض الكلمات مثل: "جهنم" و"شيطان"، كان هذا بعض من الحديث عن الحضارات القديمة في الإسلام إلا أن هذا المقال لا يتسع للإحاطة بجميع جوانب هذا الموضوع.[٢]

خصائص الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلامية من الحضارات التي تمتاز ببعدين بُعد دنيوي وبُعد أُخروي، فالإسلام لم يغفل شأن الدنيا أو يدعو إلى نبذها وتركها والإعراض عنها وإنما دعا إلى التطور وإعمار الأرض بطاعة الله -عزّ وجلّ- فالآيات والأحاديث التي تحث على العمل النافع المثمر أكثر من أن تُحصر، وقد دعا الإسلام إلى حفظ الأوقات وحرص على ذلك والابتعاد عن الفراغ الذي لا ينفع المسلم في أمر دينه ولا دنياه، ومن أثمر ما تُشغل به الأوقات عبادة الله، كما قدمت الحضارة الإسلامية للعالم الكثير من العلوم والعلماء فقد فادت واستفادت، ومن مميزات الحضارة الإسلامية أنها حضارة توحيد خالص لله تعالى وتُراعي القيم والأخلاق وتدعو إلى الفضيلة والتسامح، ومن أهم خصائص ومميزات الحضارة الإسلامية أنها حضارة عالمية ذات بعد إنساني غير مرتبطة بشعب أو مكان محدد؛ ويرجع السبب في هذا أن الحضارة الإسلامية قامت في مبدئها على القرآن الكريم والتعاليم الشرعية الصحيحة التي لا تفرق بين الناس ولا تُفضل عربي على عجمي.[٣]

المراجع

  1. "حضارة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الحضارات المجاورة لبلاد العرب عند ظهور الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-07-2019. بتصرّف.
  3. "من مميزات الحضارة.. الإسلامية"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-07-2019. بتصرّف.
3310 مشاهدة
للأعلى للسفل
×