الحقن المجهري

كتابة:
الحقن المجهري

عملية الحقن المجهري 

الحقن المجهري أو ما يُشار إليه أيضًا باسم التلقيح المجهري (Intracytoplasmic sperm injection) هو أحد أنواع عمليات الإخصاب خارج الجسم، ويتم من خلالة الحقن المباشر لحيوان منوي واحد إلى سيتوبلازم البويضة، وقد جرى تطوير هذه الإجراء لإنجاح عملية الإخصاب عند الأزواج الذين يعانون من العقم الشديد، خصوصًا عند وجود مشكلات في الخصوبة عند الرجل، أو بسبب فشل في عملية سابقة للإخصاب خارج الجسم بالطّريقة الروتينية (أطفال الأنابيب).[١][٢]

يحدث العقم لدى الرجال عندما يكون إنتاج الحيوانات المنوية منخفضًا، أو عندما تؤدي وظيفتها بصورة غير طبيعية، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب انسداد في القناة يمنع وصول الحيوانات المنوية وانتقالها.[٣] في العادة يتم تلقيح أكثر من بويضة في نفس الوقت؛ وذلك لرفع نسبة نجاح هذه العملية، وبعدها تُرجَع البويضات إلى الرحم.[١]


أسباب عملية الحقن المجهري

جرى تطوير عملية الحقن المجهري لحل مشكلات العقم عند الرجال، ومن الحالات التي تستدعي اللجوء إليه ما يأتي:[٤][٥]

  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية، الأمر الذي يؤدي إلى فشل الإخصاب عن طريق حقنها داخل الرحم، فيُلجأ إلى حقن الحيوانات المنوية في البويضة مباشرةً.
  • ضعف في حركة الحيوانات المنوية.
  • ضعف نوعية الحيوانات المنوية، كتشوّه شكلها.
  • عدم قدرة الحيوانات المنوية على اختراق جدار البويضة.
  • فقد النطاف، وهو انعدام الحيوانات المنوية في سائل القذف، ويوجد نوعان من هذه الحالة، هما:
    • فقد النطاف الانسدادي، الذي يحدث بسبب التعرّض لعملية قطع القناة المنوية، وهي الأنبوب الذي يحمل الحيوانات المنوية من الخصية إلى القضيب، أو بسبب عيوب خَلقية فيها، أو الإصابة بالالتهابات السابقة المؤدية إلى تندُّب القناة، إذ تسمح عملية الحقن المجهري بجمع الحيوانات المنوية التي لا يمكن قذفها من الخصية واستخدامها في التخصيب.
    • فقد النطاف اللانسدادي، الذي يحدث بسبب عدم إنتاج الخصية للحيوانات المنوية، وفي هذه الحالة تكون احتمالية الحصول على حيواناتٍ منوية سليمة قليلًا، بالتالي انخفاض نسبة نجاح الحقن المجهري.
  • استخدام الحيوانات المنوية المجمّدة سابقًا لمحاولة الإنجاب، وغالبًا تكون هذه الحيوانات المنوية ضعيفةً.[٦]
  • إجراء الاختبارات الجينية للجنين للكشف عن الاضطرابات الوراثية.[٦]
  • تجربة التلقيح الصناعي (IVF) سابقًا مع عدم حدوث إخصاب لأي من البويضات أو لعدد قليل منها فقط.


مراحل عملية الحقن المجهري

كما في عملية الإخصاب خارج الجسم الروتينية يجب على الزوجة تناول الأدوية التي تحفّز الإباضة وتنشّط المبايض لإنتاج عدّة بويضات ناضجة، وبواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية المهبلي تُستخرَج هذه البويضات من المبيض وتوضع في طبق خاص للتخصيب، بعد ذلك تؤخذ عينة السائل المنوي، وفي حال كان عدد الحيوانات المنوية أو حركتها في العينة قليلًا يستخرجها الطبيب من الخصية مباشرةً بواسطة إبرةٍ رفيعة، وإذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلًا بهذه الطريقة أيضًا يمكن أخذ خزعة من أنسجة الخصية؛ لمحاولة إيجاد أي حيوانات منوية مرتبطة بها، وهذه العملية يمكن أن تكون مؤلمةً وتحتاج إلى التّخدير.

بعد ذلك يجري حقن حيوان منوي واحد مباشرةً في البويضة، وذلك لعدة بويضات، وفي اليوم الثاني يتم التحقق من حدوث الإخصاب، وتحفظ البويضة المخصبة في طبق خاص في الحضانة لعدة أيام حتى يحدث الانقسام وتكوين الجنين، وباستخدام أنبوب رفيع ينقل الطبيب الأجنة إلى الرحم. وعملية الإخصاب خارج الرحم تحتاج تقريبًا إلى ستة أسابيع من أول يوم للعلاج إلى مرحلة نقل الجنين، بعد ذلك تكون مرحلة الترقّب والانتظار لحدوث الحمل، ويُجرى فحص الدم والتصوير بالموجات فوق الصوتية عند الطبيب للتأكد من نجاح عملية انغراس البويضات في الرحم، وتجدر الإشارة إلى وجود فرصة للحمل بأكثر من جنين.[٤][٧]

في عملية الحقن المجهري يتم تلقيح 50-80% من البويضات، مع ذلك توجد بعض المشكلات التي تحدث خلال العملية أو بعدها، ومنها تلف إحدى البويضات أو جميعها، وعدم انقسام البويضة وتكوّن الجنين حتى بعد حقنها بالحيوان المنوي، أو توقّف نمو الجنين، كما توجد عوامل مرتبطة بعمر المرأة، وإذا كان لديها أي مشكلات في الخصوبة تؤثر أيضًا على نسبة نجاح العملية وحدوث الحمل.[٥][٦]


عوامل الخطورة المرتبطة بالحقن المجهري

في حالات الحمل الطّبيعي تقريبًا توجد احتمالية 1.5-3% لحدوث عيوبٍ خَلقية عند الطفل، ونسبة حدوثها المرتبطة بعملية الحقن المجهري هي نفسها التي تحدث في عملية الإخصاب خارج الجسم، لكنها أعلى بقليل من نسبة العيوب الخَلقية التي تنجم في الحالات الطبيعية، ويُعتقَد أنَّ هذا الارتفاع في النسبة مرتبط بمشكلة العقم وليس بالطّريقة المستخدمة في علاجه.

توجد بعض حالات العيوب الخلقية المرتبطة بعملية الحقن المجهري، منها: متلازمة بكوث ودمان، ومتلازمة انجلمان، والإحليل التحتي، والخلل في الهرمونات الجنسية، لكن نسبة حدوثها أقلّ من 1%، وتوجد أيضًا احتمالية أن المولود الذكر عن طريق عملية الحقن المجهري يمكن أن يرث العقم، خصوصًا إذا كانت أسبابه لدى الأب جينيةً، لكن هذه الحالة قيد الدراسة إلى الآن.[٥][٦]


نصائح لتحسين القدرة على الإنجاب لدى الرجال

توجد بعض العوامل التي تؤثر على صحة الحيوانات المنوية وحركتها، منها:[٨]

  • تناول أنواع من الأطعمة يمكن أن يحسن من جودة الحيوانات المنوية ونوعيتها، تتضمن الخضروات، والبقوليات، والحبوب، واللحوم الخالية من الدهون؛ فهي تحسن من حركة الحيوانات المنوية.
  • الحفاظ على الوزن المناسب؛ إذ توجد علاقة كبيرة بين وزن الشخص والعقم.
  • التقليل من التوتر والإجهاد.
  • زيادة النشاط البدني؛ إذ إنّه مرتبط بفقدان الوزن الزائد، كما يخفف من التوتر.
  • تجنُّب العادات الضارة، تتضمن الآتي:
    • التدخين؛ إذ يقلل من عدد الحيوانات المنوية.
    • شرب الكحول؛ إذ يخفض إفراز هرمون التستوستيرون.
    • تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
    • تجنب الساونا والأحواض الساخنة.


المراجع

  1. ^ أ ب John D. Jacobson (2018-1-14), "Intracytoplasmic sperm injection"، medlineplus.gov, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  2. "FAQ: Intracytoplasmic Sperm Injection", www.ucsfhealth.org, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  3. "Male infertility", www.mayoclinic.org,20-9-2018، Retrieved 25-12-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Intracytoplasmic Sperm Injection: ICSI", americanpregnancy.org, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  5. ^ أ ب ت "What is Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI)?", www.reproductivefacts.org, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Intracytoplasmic sperm injection (ICSI)", www.hfea.gov.uk, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  7. Melanie Haiken (2019-1-1), "Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI)"، consumer.healthday.com, Retrieved 2019-11-23. Edited.
  8. Tim Newman (27-10-2017), "Male infertility and you"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-12-2018. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×