الحمل عن طريق التلقيح الصناعي

كتابة:
الحمل عن طريق التلقيح الصناعي

الحمل

تُخصّب البويضة عن طريق الحيوان المنوي في مرحلة الإباضة، لتلتصق بجدار الرحم وتبدأ مراحل تكوّن الجنين في حالة الحمل الطبيعيّ، وفي حال وجدت أيّة مشاكل لدى الأزواج وكان لها تأثير في قدرتهم على الإنجاب يلجأ الأطباء إلى خيار التلقيح الصّناعيّ بعد الأخذ بظروف الوالدين، وحالتهما الصحيّة وعمريهما؛ لزيادة فرصهما في تحقيق الحمل[١].


التلقيح الصناعي

هي من تقنيات الحمل المُساعِدة التي تقتضي بأخذ بويضة ناضجة أو أكثر وتخصيبها بالحيوان المنويّ في ظروف مُحدّدة داخل المُختبر، ثمّ يُعاد إدخالها إلى رحم المرأة وتبقى تحت المُتابعة والمراقبة الطبيّة، وتُعد لويز براون أول طفلة تلقيح صناعي في يوليو عام 1978، وذلك بواسطة العالِمَين روبيرت إدواردز وباتريك ستيبتو، وفي الوقت الحالي تُعدّ هذه التقنية الأكثر شيوعًا وفعالية من بين طرق تكنولوجيا التناسل المُسَاعِدة، ليُصبح في الولايات المُتّحدة وحدها وبحلول عام 2016 ما يُقارب 6.5 مليون طفل ولدوا من خلالها.[١][٢] ومن الجدير بالذّكر أنّ قوانين بعض الدول ودساتيرها تُتيح للمواطنين أخذ بويضات، أو حيوانات منويّة، أو حتى أجنّة من متبرّعين معروفين أو مجهولين لتستخدم في التلقيح في حال تعذّر استخدام بويضات الزوجة، أو الحيوانات المنويّة للزوج لأسباب طبية ومشاكل صحيّة.[٢]


أسباب الحمل عن طريق التلقيح الصناعي

في حالة تأخر الحمل لدى الأزواج يصرف الأطباء عادًة مجموعة من العلاجات والأدوية بعد البحث في الأسباب الكامنة وراء ذلك، ويُترك التلقيح الصناعيّ في صورة خيارٍ أخير؛ نظرًا لارتفاع تكاليفه وكونه يتطلّب سلسلة من العمليات المتوغّلة، إلا أنّه عند فشل الإجراءات الأخرى يكون الحل الأفضل؛ إذ يصل مُعدّل نجاح هذه التقنية ما يُقارب 26% حسب ما نشرته إحصائيات عام 2016،[٣] وتتلخّص أغلب الأسباب في الحالات الآتية:[٤]

  • النساء ممن أعمارهن أكثر من 40 عامًا، إذ تقل نسب الخصوبة لديهنّ.
  • الانتباذ البطاني الرّحمي.
  • الأورام الليفيّة الرّحميّة.
  • في حال عقم الزوج؛ بسبب مشاكل في عدد الحيوانات المنويّة، أو في أشكالها.
  • ضعف المبايض لدى النساء.
  • انسداد قنوات فالوب، أو تلفها.
  • في حال الخوف من ظهور مشاكل، أو اضطرابات جينيّة.
  • في حالات العُقم غير المُفسّر، أو غير واضح الأسباب.


كيف يتم التلقيح الصناعي؟

تتضمّن خطوات التلقيح الصناعي عددًا من الإجراءات التي تُجرَى بالتسلسل الآتي:[٤]

  • تحفيز المبيض؛ إذ تتناول الزوجة أنواعًا مُعينة من الأدوية التي تُعزّز الخصوبة، وتزيد من عدد البويضات التي تنتجها بدلًا من كونها بويضة خلال الدورة الواحدة؛ وذلك لأنّ عملية التلقيح تتطلّب وجود أكثر من بويضة، وخلال هذه المدة يُجري الطبيب المسؤول عددّا من الفحوصات، ويُتابع الوضع لتحديد موعد سحب البويضات.
  • سحب البويضات، وذلك عن طريق إدخال إبرةٍ موجّهة بالموجات فوق الصوتيّة باتّجاه المبيض ومن خلال المهبل تحت تأثير التخدير الموضعيّ أو الكامل، وتُسحب البويضات بالشّفط مع السائل حولها.
  • إعداد الحيوانات المنويّة، وذلك بأخذ عينة من الرجل وتجهيزها وخلطها بالبويضة في طبق بتري المخبريّ، وفي حال عدم نجاح أحد الحيوانات المنويّة في تخصيب البويضة تُجرى عملية حقن مجهريّ للحيوان المنوي بالبويضة.
  • وضع البويضة المُخصّبة في مزرعة الجنين، حيث الطبيب المسؤول يراقب تطوّر الجنين ونموه، كما يفحص بعض الصّفات الجينيّة.
  • نقل الجنين بعد نموّه ووصوله إلى الحجم المناسب والصّفات المُناسبة، وهو ما يكون عادًة بعد مرور 3 إلى 5 أيام من تخصيب البويضة في المرحلة السابقة، ثمّ يوضع داخل رحم المرأة باستخدام قسطرة يُدخلها الطبيب من المهبل مرورًا بعنق الرحم إلى الرحم، وتُجرى بعدها فحوصات الدم لتحديد نجاح التلقيح، وحصول الحمل بعد مضي 6 إلى 10 أيام من نقل الجنين.


مُضاعفات التلقيح الصناعي

مثل العديد من العمليات والإجراءات، يوجد عدد من المضاعفات المُحتملة غير المرغوبة عند التلقيح الصناعي، ومنها:[٢]

  • زيادة احتمالية الولادة المُبكّرة، ونُقصان وزن المولود بنسبة بسيطة عن المُعدّل الطبيعي.
  • زيادة احتمالية ولادة التوائم، مما يرفع أيضًا من احتمالية الولادة المُبكرة، ونُقصان وزن المولود.
  • مُتلازمة فرط تنبيه المبيض، الناتجة عن استخدام بعض الأدوية قُبيل التلقيح؛ مثل: إبر موجهة الغدد التناسلية المشيمائية المعروفة باختصار hCG، التي تُسبّب مجموعة من الأعراض التي تستمر ما يُقارب أسبوعًا إذا لم ينجح الحمل، أو عدّة أسابيع في حالة الحمل، وتشمل:
    • ألم في المبايض وتورمها.
    • تقيّؤ، وغثيان.
    • ألم في البطن.
    • إسهال.
    • انتفاخ في البطن.
    • زيادة سريعة في الوزن، وقصور في الأنفاس في حالات نادرة.
  • الإجهاض، ونسبته في حالة التلقيح الصّناعي مُماثلة لنسبته في حالة الحمل الطبيعيّ، ويزداد بازدياد عمر الزوجة، أو عند استخدام الأجنّة المُجمّدة.
  • عيوب خَلقيّة في المولود، وتزداد نسبتها بازدياد عمر الزوجة.
  • التوتّر؛ نظرًا إلى الأعباء العاطفية والجسدية والمادّية المُترتّبة على التلقيح الصّناعي، الذي يُمكن تجاوزه بمُساعد الأصدقاء، والعائلة، والاستشاريين.
  • سرطان المبايض، إلا إنّ ارتباطه بشكل مُباشر بالإبر والأدوية المُستخدمَة خلال التلقيح الصّناعي ما زال في حاجة إلى دراساتٍ أكثر.
  • مُضاعفات سحب البويضة؛ مثل: النزيف، والالتهابات، وإلحاق الضرر بأنسجة المثانة أو الأوعية الدمويّة القريبة.


أنواع التلقيح الصناعي

تشتمل أنواع التلقيح الصناعي على أربعة أنواعٍ مختلفة، هي كالآتي[٥]:

  • نقل الأجنّة (in vitro fertilization-embryo transfer).
  • نقل الجاميتات عبر قناة فالوب (gamete intrafallopian transfer).
  • نقل البويضة المخصّبة عبر قناة فالوب (zygote intrafallopian transfer).
  • نقل الأجنة المجمّدة (frozen embryo transfer).


المراجع

  1. ^ أ ب Joseph Nordqvist (Mon 5 February 2018), "IVF: What does it involve?"، medicalnewstoday, Retrieved 13/3/2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "In vitro fertilization (IVF)", mayoclinic,March 22, 2018، Retrieved 13/3/2019. Edited.
  3. "View ART Data", cdc, Retrieved 13/3/2019. Edited.
  4. ^ أ ب Janelle Martel (February 11, 2016), "In Vitro Fertilization (IVF)"، healthline, Retrieved 13/3/2019. Edited.
  5. "Assisted Reproductive Technologies", www.sart.org, Retrieved 22-05-2020. Edited.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×