الحمل ومراحل نمو الجنين

كتابة:
الحمل ومراحل نمو الجنين

الحمل

تنطلق البويضة التي ينتجها المبيض خلال مرحلة الإباضة لتلتقي بالحيوان المنوي الذي يُلقِّحها، ثمّ تعبر طريقها إلى الرحم فتنزرع فيه مشكّلة بداية الحمل، الذي يستمرّ 40 أسبوعًا، وتحتاج الحامل وجنينها إلى الرعاية الصحيّة الجيّدة خلال هذه المدة، ويظهر العديد من الأعراض المبكّرة المشيرة إلى الحمل قبل الخضوع للفحص الطبي، أو بعد مضيّ عدّة أسابيع على بدء الحمل.[١]

يستمرّ الحمل الطبيعي لمدّة أربعين أسبوعًا، فتتراوح مدة الحمل الطبيعية ما بين 37 إلى 42 أسبوعًا، مقسّمة إلى ثلاثة أثلاث زمنيّة، كلّ ثلث منها يشمل ما بين 12 إلى 14 أسبوعًا، أو ما يعادل ثلاثة أشهر، وتحدث تغيّرات هرمونيّة وفسيولوجية في كلّ ثلث بصورة مختلفة عن الثّلث الآخر، ويجب إدراك أنّ هذه التّغيرات مهمة لنمو الطّفل، ومعرفة هذه التغيرات تمكِّن الأم من الاستعداد بصورة أفضل عند حدوثها.[٢]


نمو الجنين في الثّلث الأول من الحمل

يشمل هذا الثّلث الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل، وهي من أهمّ المراحل لنمو الطفل، وتبدأ هذه المرحلة باتحاد البويضة والحيوانات المنوية لتكوّن الجنين الذي يُزرع في جدار الرّحم، ويتشكّل الجنين من خلال انقسام الخلايا ونموّها، ثم يُحاط بكيس من السائل الأمنيوسي الذي يعزّز نموّه، كما تتطوّر المشيمة خارج الكيس، بهدف إمداد الطفل بالغذاء، وتُخليصه من الفضلات، ويبدأ تخلُّق وجه الجنين وتطوّر مواقع العينين، والفك السفلي، والفم، والحلق، كما سيبدأ تكوين خلايا الدم وبدء الدورة الدموية خلال الشهر الأول من الحمل.

يبدأ تخلُّق مكان الأذنين في صورة شيء مطويّ إلى جانب الرأس خلال الشهر الثاني من الحمل، وتنمو براعم الرجلين والذراعين، وتتكوّن أصابع القدمين والعينان خلال الشهر الثاني من الحمل، ومن جانبه، فإنّ تطوّر الأعضاء يستمر خلال هذا الشهر، فيبدأ تشكّل جهاز الهضم والأعضاء الحسية للجنين الذي يبدأ بالتحرك في رحم أمّه، لكن الأم لا تستطيع الشعور بذلك، كما تظلّ جفون الطّفل مغلقةً خلال الأسبوع الثامن من الحمل لحماية عيون الطّفل، وخلال هذه الفترة تتكوّن الأعضاء التّناسلية الخارجيّة للطّفل.

ينتهي الشهر الثالث بتكوّن الشكل الكامل للطفل، فيبدو متخلّقًا مع الأطراف الكاملة، ويصبح بإمكانه فتح كفّ يده وإغلاقها، كما يبدأ نمو براعم الأسنان والأظافر، وتتخلّق الأذن الخارجية، إضافة إلى تطوّر الجهاز التناسلي، كما يصبح بإمكان الجهاز البولي والكبد أداء وظيفتهما، وفي الحقيقة يبلغ طول الجنين حوالي 1.01 ملليمتر في الأسبوع الرّابع إلى الخامس من الحمل، لكنّه يصل إلى حوالي 7.6 سينتيمتر في نهاية هذا الثّلث من الحمل، ويمكن سماع نبضات قلب الجنين بدءًا من الأسبوع الثّامن من الحمل، لكن غالبًا ما يكون ذلك في الأسبوع الثاني عشر.[٣][٤]


نموّ الجنين في الثّلث الثاني من الحمل

تمتدّ هذه الفترة ما بين الأسبوع الثالث عشر حتّى الأسبوع السّادس والعشرين من الحمل، تشهد هذه المرحلة تشكُّل الجهاز الهيكلي والعضلات، وينمو الحاجبان، والرموش، والشعر، وتتخلّق بصمات الأصابع، وبراعم التذوق، وبالنسبة للجهاز التناسلي فإنّ الخصيتين تبدآن بالنزول لدى الذكور، ويبدأ المبيضان إنتاج البويضات لدى الإناث، ويصبح باستطاعة الجنين الاستماع للأصوات الخارجية وتمييزها، إلى جانب امتلاكه القدرة على البلع، ويكون لديه أنماط نوم واستيقاظ منتظمة، ويبلغ طول الجنين حوالي 12 سينتيمتر خلال هذا الثلث، في حين يصل وزنه لحوالي 0.45 كيلوغرام.[٣]

تعدّ هذه من أكثر الفترات راحةً بالنّسبة للنّساء الحوامل؛ لأنّ أعراض الحمل تختفي تدريجيًا في هذه الفترة، ويبدأ بطن الأم بالظّهور بسبب ازدياد حجم الرّحم بسرعة، كما تحدث زيادة في الوزن خلال هذه الفترة، لذلك ينصح باتباع نظام غذائي صحي بالإضافة إلى المشي، وتشعر معظم النساء بأنّ الجنين قد تحرّك للمرة الأولى خلال هذه الفترة، عادةً يكون ذلك بدءًا من الأسبوع العشرين من الحمل.

من الضروري التأكّد من قياس أجزاء جسم الطّفل وتقييمها خلال هذا الثلث -تحديدًا في الأسابيع 18 إلى 22 من الحمل-، التي تكون مكتملةً في هذه الفترة، مثل: القلب، والرّئتين، والكلى، والدّماغ، كما يمكن التّعرف على جنس الطّفل، ويمكن إجراء الفحوصات اللازمة للتأكّد من وضع الجنين الصّحي أو الطّفرات الجينية التي يمكن أن تعرّض الأم أو الطّفل للخطر.[٢]


نموّ الجنين في الثّلث الثالث من الحمل

تمتدّ هذه الفترة من الأسبوع السابع والعشرين حتّى الأسبوع الأربعين من الحمل، يبدو الجنين طفلًا كامل النموّ خلال هذه المدة، إذ تُميّز عيناه الأضواء الساطعة، ويصبح بإمكانه لمس الأشياء، ويمتلك حاسّة السمع التي تجعله مستجيبًا لأصوات الموسيقى، كما قد يبدأ الجنين بمص إبهامه في فمه، وكثيرًا ما يركل الرحم حيث يغدو كثير الحركة، لكن يبدأ الشعور بحركة الجنين بالانخفاض طبيعيًا مع التقدُّم بالحمل، ومن جانبه، فإنّ نمو الرئتين يكتمل، وتُفرِزان مادة كيميائية محفّزة للمخاض عند اكتمال النموّ، وبالنسبة لوضعية الطفل فإنّها تتمثّل في توجّه رأسه لأسفل الرحم استعدادًا للولادة.[٥]

خلال الأسبوع الثامن والعشرين يستطيع الجنين أن يفتح عينيه، ويكتسب وزنًا أكبر، ويستعدّ للولادة، كما تتكوّن الرّموش في هذه الفترة، ويمكن للجهاز العصبي توجيه حركات التّنفس والتحكّم بدرجة حرارة الجسم، وتزداد ركلات الطّفل وحركاته داخل الرّحم، ويظهر شعر الطفل في الأسبوع الثلاثين من الحمل.

كما يبدأ الشّعر الرقيق -الزغب- الذي يغطي بشرة الطفل بالتساقط خلال الأسبوع 32 من الحمل، ويبدأ رأس الطفل بالهبوط نحو الحوض في نهاية هذه الفترة استعدادًا للولادة، ويتساوى محيط رأس الطّفل ومحيط البطن في حوالي الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل، ويصبح لون جلد الطفل قريبًا من اللون الوردي النّاعم، كما تُضاف الدّهون إلى جسم الطّفل للحفاظ على دفئه بعد الولادة، وفي نهاية الثّلث الأخير من الحمل قد يصل طول الطّفل إلى حوالي 36 سينتيمتر، ويبدأ جسم الأم بالاستعداد للولادة تدريجيًا.[٦]


المراجع

  1. Kristeen Cherney, Kathryn Watson, Karen Lamoreux (28-2-2019), "?What Do You Want to Know About Pregnancy"، www.healthline.com, Retrieved 20-9-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Tracy Stickler, Kathryn Watson (27-2-2017), "Trimesters and Due Date"، www.healthline.com, Retrieved 9-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Nicole Galan (17-12-2018), "Pregnancy trimesters: A guide"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-3-2019. Edited.
  4. Traci C. Johnson (9-9-2018), "The First Trimester: Your Baby's Growth and Development in Early Pregnancy"، www.webmd.com, Retrieved 20-9-2019. Edited.
  5. "Your Baby’s Development: The Third Trimester", www.familydoctor.org,27-2-2018، Retrieved 20-9-2019. Edited.
  6. Mayo Clinic Staff (6-7-2017), "Fetal development: The 3rd trimester"، www.mayoclinic.org, Retrieved 9-3-2019. Edited.
8509 مشاهدة
للأعلى للسفل
×