هناك مجموعة من الأسباب للإصابة بالحمى خلال الحمل تعرف عليها وعلى آثارها الجانبية وكيف تؤثر على صحة الجنين.
تُعد الحمى من أكثر الأشياء التي قد تثير القلق في نفس المرأة الحامل، على الرغم من أن معظم الأسباب التي تؤدي إلى الحمى بسيطة إلا أنها قد تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الأم والجنين.
أثناء الحمل يؤدي الجهاز المناعي دورًا مضاعفًا في الدفاع عن الأم والجنين وبالتالي هذا يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض معينة تسبب في النهاية إلى ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى خلال الحمل.
وللإجابة على سؤال هل الحمى خلال الحمل تؤذي الجنين؟ علينا التعرف أولًا ما هي أسباب الحمى خلال الحمل وآثارها الجانبية؟ إليكم التفاصيل.
أسباب الحمى خلال الحمل وتأثيرها على صحة الجنين
هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالحمى خلال الحمل تعرفي عليها في ما يأتي:
1. الإصابة بالتسمم الغذائي (Food poisoning)
قد تصاب الحامل بالتسمم الغذائي الناتج عن أنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا الملوثة للغذاء ومن الأعراض المبكرة للإصابة فهي الحمى، وآلام العضلات، والغثيان، والإسهال.
وقد تصاب بنوع من التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا الليستيرية المستوحدة (Listeria monocytogenes) عند تناولها الأطعمة أو المياة الملوثة بها مسببة الأعراض المذكورة سابقًا.
إذا انتشرت العدوى إلى الجهاز العصبي فقد يؤدي ذلك إلى الصداع، وتصلب الرقبة، وفقدان التوازن، والتشنجات.
وقد تظهر الحمى خلال الحمل والأعراض الأخرى بعد بضعة أيام أو حتى شهرين بعد تناول الطعام الملوث.
-
كيف تؤثر على الجنين؟
في بعض الحالات إن لم تحصل الأم على العلاج في الوقت المناسب فإنه قد تؤدي الإصابة بالليستيرية المستوحدة إلى الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو موت الجنين.
2. الإصابة بالتهاب المسالك البولية (UTI)
وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن حوالي 10% من النساء الحوامل يصابون بعدوى المسالك البولية أثناء الحمل.
وتحدث التهاب المسالك البولية عندما تعبر الجراثيم من المهبل إلى مجرى البول حتى تصل إلى المثانة، وينتج عنه بولًا غائمًا أو دمويًا، وحمى وقشعريرة، وحرقة شديدة عند التبول.
-
كيف تؤثر على الجنين؟
معظم عدوى الجهاز البولي ليست خطيرة إذا تم علاجها على الفور بالمضادات الحيوية والكثير من السوائل.
لكن إذا أهملت العلاج فقد تنتقل العدوى إلى الكليتين وتتسبب في مجموعة متنوعة من المضاعفات أثناء الحمل مثل حدوث الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود عند الولادة.
3. الإصابة بنزلات البرد والانفلونزا (Cold and flu)
نزلات البرد والانفلونزا هي سبب رئيس آخر للإصابة بالحمى خلال الحمل و تشمل الأعراض الحمى، والسعال، والتقيؤ، والغثيان.
-
كيف تؤثر على الجنين؟
قد يكون لارتفاع درجة الحرارة الشديدة المصاحبة لنزلات البرد والانفلونزا والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى أعلى من 38 درجة مئوية خطورة كبيرة على صحة الأم والجنين، خاصة خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل وهي الفترة التي يتكوّن فيها الجهاز المركزي للجنين.
لذا فإن إصابة الأم بحمى شديدة قد يسبب في تشوهات خلقية للجنين.
كما أثبتت دراسة علمية أن الحمى أثناء الحمل تزيد من خطر إصابة الجنين بمرض التوحد وتأخر النمو.
4. الإصابة بالتهاب المشيمية (Choroiditis)
التهاب أغشية المشيمة هي عدوى بكتيرية قد تحدث عندما تنتقل البكتيريا الموجودة في المهبل إلى الرحم وتصيب أغشية المشيمة القريبة من السائل الذي يحيط بالجنين أثناء الحمل، ويمكن أن تسبب هذه الحالة تسمم دم الأم.
أما بخصوص أعراض التهاب المشيمة فهي الحمى خلال الحمل، وضربات القلب السريعة، والتهاب بطانة الرحم، وجلطات الدم، ورائحة كريهة للمهبل.
-
كيف تؤثر على الجنين؟
تؤدي في أحيان كثيرة إصابة الحامل بالتهاب المشيمية إلى الولادة المبكرة وإصابة الرضيع بعدوى خطيرة تنتج عنها العديد من المضاعفات مثل التهاب السحايا، ومشاكل في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى احتمال إصابة الجنين بتلوث حاد يؤدي إلى وفاته في رحم الأم.
5. الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء (Gastroenteritis)
تعد الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء من أسباب ظهور الحمى خلال الحمل والتي تؤدي إلى عواقب وخيمة على النساء الحوامل إذا تركت بدون علاج وذلك بسبب الأعراض الجانبية المرافقة لها والتي تتمثل في انخفاض ضغط الدم، والدوخة، والضعف، والإغماء، والإسهال، والقيء المسبب للجفاف.
-
كيف تؤثر على الجنين؟
عند الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء خلال الثلث الأول الثاني من الحمل فقد يسبب زيادة مخاطر إصابة الجنين بمشاكل في الأنبوب العصبي وإلى إبطاء النمو للجنين بشكل مؤقت.
أما الجفاف الناتج عن الإصابة يمكن أن يسبب تقلصات شديدة في الرحم مما يؤدي إلى الولادة المبكرة وترتبط هذه الحالة بالأطفال الذين يعانون من قلة الوزن عند الولادة.
6. الإصابة بفيروس البارفو البشري (Parvovirus B19)
وفقا للأبحاث العلمية التي أجريت في هذا الخصوص فإن خمسة بالمائة فقط من النساء الحوامل يحصلن على هذه العدوى النادرة المعدية.
والأعراض الأكثر شيوعًا لهذا الفيروس هي ألم المفاصل التي يمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع، وطفح على الوجه، والحمى خلال الحمل، والتهاب الحلق.
-
كيف تؤثر على الجنين؟
الجهاز المناعي الضعيف للجنين يمكن أن تجعله عرضة للإصابة بهذا الفيروس الذي يؤدي إلى وفاة الجنين في الرحم أو أن يولد الطفل بفقر دم شديد.