محتويات
حياة العرب الاقتصادية في الجاهلية قديماً
انقسم العرب في الجاهلية القديمة إلى فرعين كبيرين يفصل بينهما صحارٍ واسعة وكان بينهما تفاوت كبيرٌ في طبيعة الحياة هما كالآتي:[١]
- القسم الجنوبي.
- القسم الشمالي.
القسم الجنوبي
عاش هذا القسم من القبائل العربية في اليمن وسموا بالقحطانيين أو اليمنيين، وقد طوروا معارفهم ونهضوا بحضارةٍ ما زالت بقية آثارها موجودةٌ لليوم، وقد بنوا سد مأرب وازدهرت فيها الزراعة لما توفر من المياه فيها.[١]
جابت قوافلهم التجارية العراق والشام ومصر، تحمل التوابل الهندية والرقيق الأفارقة وما يُنتج في بلادهم، وتعود هذه القوافل بما تحمله من هذه البلاد، وظلت مستمرةً على ازدهارها الحضاري حتى بدايات السنة الرابعة والعشرين قبل الميلاد باستيلاء الرومان على ساحل عدن.[١]
كانت تستورد هذه البلاد اللؤلؤ من خليج العجم والسيوف والأنسجة من الهند، والحرير من الصين، والرقيق والقرود والعاج وريش النعام والذهب من الحبشة، وكانت تتاجر بها، بالإضافة إلى غلاتها التجارية، وكان هناك طريقان للتجارة يسلكونهما.[٢]
القسم الشمالي
هم القبائل التي عاشت في الحجاز ونجد ويسمون بالعرب العدنانيين أو النزاريين، وقد اعتمدوا في حياتهم على الرعي، ولهذا كانوا دائمي التنقل في البلاد، وقد ظهرت قبائل منهم تأثرت بالحضارات المجاورة كاللحيانيين الذين تأثروا بالعرب الجنوبيين وكان يعملون في التجارة، كذلك الأنباط الذين تأثروا بالحضارة الآرامية واستولوا عليها وكانوا يعملون بالزراعة والتجارة، ولعل أهم حواضرهم التي كان لها شأنٌ في التاريخ هي مملكة تدمر وملكها أذينة وابنته الملكة الزباء (زنوبيا).[٣]
وقد ظلت مستمرةً في الصراع الذي كان دائراً بين الفرس والروم وسيطر على سوريا كلها واضطر الرومان للاعتراف به كإمبراطورٍ في الشرق وعاهدوه على ذلك حتى قضوا على مملكة ابنته سنة ٢٧٣م.[٣]
حياة العرب الاقتصادية في الجاهلية بعد انهيار حضارة اليمن
يبدأ هذا العصر منذ القرن السادس الميلادي حيث انحطت مكانة العرب اليمنيين وظهر العرب الشماليين على الساحة التجارية،[٢] وقامت في هذا العصر ثلاث إمارات بالإضافة إلى القبائل والحواضر حيث لم تجتمع كلمة العرب قبل الإسلام وأبرز هذه الفئات ما يأتي:[٤]
- إمارة الغساسنة: وتعود أنساب الغساسنة للعرب القحطانيين وقد نزلوا في الأردن وجنوبي سوريا ثم امتد سلطانهم على الشام كلها وكانوا متحالفين مع الروم، ويبدوا أنهم كانوا يعتمدون على الرعي وما يقدمه لهم الروم من الإعانات بالإضافة إلى الحروب والغزوات.
- إمارة المناذرة: وتعود أنساب المناذرة للعرب القحطانيين أيضاً وقد نزلوا في العراق وتحالفوا مع الفرس وكانوا يعملون بالتجارة والزراعة.
- إمارة الحيرة: وتعود أنسابهم للعرب القحطانيين أيضاً، وقامت في اليمن ويبدو أنها كانت خلفاً للحضارة اليمنية القديمة.
- مكة المكرمة: وسادت فيها قريش وكانت حياتهم قائمةً على التجارة، وساعد على ازدهار التجارة فيها الحرب بين الفرس والروم؛ إذ أضحت مركز التجارة في شبه الجزيرة العربية، وكانت قوافلهم تجوب اليمن والشام والعراق والحبشة.
- الطائف والمدينة: وقامت فيهما الزراعة.
- القبائل العربية التي عاشت في الصحاري: وكانت حياتها قائمةً على الرعي والحروب والغنائم.
المراجع
- ^ أ ب ت شوقي ضيف، تاريخ الادب الجاهلي، صفحة 1- 26- 28. بتصرّف.
- ^ أ ب علي الجندي، في تاريخ الأدب الجاهلي، صفحة 56. بتصرّف.
- ^ أ ب شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 1- 30. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 1- 40- 62. بتصرّف.