محتويات
الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة، ما هي التحديات التي تواجهها؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟ الإجابات وأكثر تجدونها في المقال.
في ما يأتي سيُذكر أبرز التفاصيل والمعلومات حول الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة:
الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة
قد يظن الكثيرون أن الحق في التمتع بحياة جنسية طبيعية يقتصر على الأشخاص الأصحاء فقط، لكن الحقيقة أن حق التمتع بهذه الحياة يمكن ممارسته من قبل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا مانع من ذلك إلا في حالات استثنائية، ومن هذه الحالات الاستثنائية ما يأتي:
- الأشخاص الذين يُعانون من تلف في الأعصاب في المنطقة التناسلية.
- الأشخاص الذين يُعانون من معوقات عقلية جدًا شديدة.
تحديات ذوي الاحتياجات الخاصة في حياتهم الجنسية
الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة مليئة بالتحديات والصعوبات، فيوجد العديد من العوامل التي قد تقلل من فرص ذوي الاحتياجات الخاصة في الانخراط بعلاقات شخصية أو عاطفية أو جنسية مقارنةً بغيرهم، وأهمها:
- مشكلات تتعلق بإدراكهم وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم.
- مشكلات حركية تحد من حرية تنقلهم.
- غياب الخصوصية والاعتماد على الغير في حياتهم اليومية، إذ يحتاج بعض ذوي الاحتياجات الخاصة لمرافق يتواجد معهم طوال الوقت.
- محدودية الانخراط في المجتمع وقلة اختلاطهم بالغير.
- قلة الوعي تجاه كيفية التعبير عن أنفسهم عاطفيًا وجنسيًا، وخاصةً لدى ذوي الاحتياجات الخاصة العقلية بالتحديد.
- مشكلات تتعلق بالثقة في النفس من ناحية المظهر الخارجي والجسدي.
كما أنه في بعض الأحيان يخطئ القائمون على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ويميلون للتصرف معهم كما الأطفال، ويعتقدون أن تعبيرهم عن احتياجاتهم العاطفية والجنسية خطر عليهم وعلى من حولهم.
التوعية الجنسية لذوي الاحتياجات العقلية الخاصة
من المهم في هذا الصدد معرفة أن الإعاقات العقلية تتفاوت في درجاتها وتتخذ أشكالًا عديدة، لكل منها طبيعتها الخاصة التي تتحكم في درجة النشاط الجنسي والقدرة على الارتباط وتكوين أسرة لدى صاحبها.
يمكن تنمية الأفكار حول الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الاحتياجات العقلية منذ طفولتهم وحتى البلوغ، وذلك من خلال الآتي:
1. توفير التربية الجنسية لهم
حيث يجب توفير التربية الجنسية الملائمة لاحتياجاتهم وسنهم وقدرتهم على الاستيعاب، فشأنهم شأن سائر الأطفال والمراهقين، يتم ذلك بالتنسيق مع أحد مقدمي المشورة أو الرعاية الصحية المتابعين لحالتهم، أو المختصين بتقديم هذه الخدمات، بهدف الآتي:
- تنمية ثقافتهم الجنسية بشكل مرحلي حسب العمر ونوع الإعاقة.
- تعليمهم الفرق بين السلوكيات الطبيعية في العلن، والسلوكيات ذات الخصوصية.
- تعليمهم أن ذوي الاحتياجات الخاصة قد يمكنهم الحصول على حياة جنسية طبيعية مع بعض الجهد.
2. تزويد ذوي الاحتياجات الخاصة بالمعلومات الأساسية
الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن تُدعم بمعلومات صحيحة لهم، حيث يجب تزويدهم بالمعلومات الأساسية اللازمة، بهدف الآتي:
- حمايتهم من الأفكار الخارجية.
- الحفاظ على صحتهم، وخاصةً للمقبلين على الزواج منهم.
- حمايتهم من أي اعتداء خارجي قد يتعرضون له.
يتم ذلك من خلال الآتي:
- تعليمهم أسس النظافة الشخصية والعناية بأعضائهم التناسلية.
- تعليم الإناث المعلومات الأولية الخاصة بدورتهن الشهرية وقواعد النظافة والعناية الشخصية المتعلقة بها.
- توعية المراهقين منهم حول وجود ما يعرف بالأمراض المنقولة جنسيًا، وأساليب الوقاية منها.
- تثقيف المقبلين على الزواج منهم حول أساليب منع الحمل، ومساعدتهم على الحصول على الخدمات الصحية المتعلقة بذلك، وهذا أمر جدًا هام في الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة.
- توعية الذكور حول أهمية الفحص الطبي في حال وجود بثور أو تكتلات أو أورام حول أو على أعضائهم التناسلية.
- توفير التطعيمات اللازمة لهم، مثل: اللقاح الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يقي من سرطان عنق الرحم لدى الإناث اللاتي تسمح حالتهن الصحية بالزواج وإقامة علاقات حميمة.
- إخضاع الإناث فوق 30 عامًا للفحص الدوري للوقاية من سرطان الثدي أو الكشف المبكر عنه إن وجد.
التوعية الجنسية لذوي الاحتياجات الجسدية الخاصة
بشكل عام يعد أقوى عضو جنسي لدى الإنسان هو عقله، فهو الذي يمكنه من استخدام كافة إمكاناته الجسدية والحسية لإمتاع نفسه وشريك حياته.
بالإضافة للتحديات السابق ذكرها التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة في ما يتعلق بالحصول على حياة جنسية طبيعية، فإنه يوجد بعض العوامل النفسية التي يمكن أن تشكل عائقًا أمام ذوي الاحتياجات الجسدية، وأهمها:
- الخوف من الفشل بسبب المعوقات الحركية أو الجسدية.
- الخوف من الألم أو الإصابة.
- تجارب سلبية سابقة خلفت أثر سلبي.
قد يستطيع ذوو الاحتياجات الجسدية الخاصة التغلب على جميع هذه التحديات، والانخراط في الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة بمساعدة مختصين يوجهونهم من خلال الآتي:
- التعرف على إمكانياتهم الحركية و استجاباتهم الجنسية، وما إذا كانت الإعاقة الجسدية تحول دون قدرتهم على إتمام علاقة كاملة أم لا، وما هي البدائل المتاحة أمامهم، وأثر الأدوية في حال تعاطي أي منها بصورة دائمة.
- التثقيف الجنسي، وذلك عبر تعريفهم بالعملية الجنسية بشكل علمي، والأوضاع الجنسية الملائمة لحالتهم الخاصة، وكيفية الحفاظ على النظافة الشخصية من هذه النواحي.
- دحض الخرافات المتعلقة بالجنس والجاذبية للشريك، مثل:
- أن الإيلاج هو قمة المتعة الجنسية، حيث أن الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم يجب أن تكون قائمة على مبدأ أهم من ذلك.
- أن الجاذبية الجنسية تعتمد على الشكل الخارجي والجسد المثالي الذي تروج له وسائل الإعلام، فالأمر يتجاوز ذلك بكثير، إذ تعتمد الجاذبية الجنسية على العديد من العوامل وأهمها الصفات الشخصية، والتقارب العاطفي والعقلي.