محتويات
الحيوانات الملعونة في القرآن
حيوانات ملعونة
هناك الكثير من الحيوانات التي ذكرت في القرآن مثل الحمار والبغل، والخنزير والكلب، والأنعام والإبل، والعنكبوت والنحل والنمل وغيرها، والحيوانات في القرآن كما هو معلوم منها ما هو محرم كالخنزير، ومنها ما هو مباح كالأنعام، ومنها ما فيه شفاء كالنحل، ولكن لم يتم تخصيص أياً منها باللعن.
لعن بعض البشر فمسخوا على هيئة قردة وخنازير
لما غضب الله على اليهود ولعنهم جعل منهم القردة والخنازير، ولما سأل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن القردة والخنازير هل هم من نسل اليهود؟.[١]
أجاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا، أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لهمْ نَسْلًا، وإنَّ القِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذلكَ)،[٢] فالقردة والخنازير كانوا قبل مسخ اليهود؛ فلما غضب الله على اليهود مسخهم كهيئة القردة والخنازير ولم يجعل الله للممسوخين نسلًا ولا ذرية.[١]
ناقة ملعونة
في الحديث عن عمران بن حصين قال: (بيْنَما رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ علَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذلكَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- فَقالَ: خُذُوا ما عَلَيْهَا وَدَعُوهَا، فإنَّهَا مَلْعُونَةٌ).[٣]
وهذا الحديث الصحيح يبين لنا فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطورة اللعن وأن المسلم ليس لعانًا، وقد قال بعض أهل العلم بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أمر بترك الناقة وإخلاء سبيلها؛ لأن الله استجاب للمرأة دعاءها باللعن على الناقة.[٤]
وقال البعض بل إنما فعل ذلك عقوبةً لصاحبة الناقة حتى لا تعود للعن، وقد قال ابن عمر بأن ضرب الرقيق على عظمته أخف من لعنهم؛ الذي هو دعاء عليهم بالطرد من رحمة الله.[٤]
حيوانات فواسق
عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالْحَرَمِ: الحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العَقُورُ، وَالْحُدَيَّا)،[٥] والفسق يعني الخروج عن الأمر، وقد سميت هذه الحيوانات بالفواسق لكثرة خبثهن وأذاهن، وقيل بأنه ربما سميت فواسق لخروجهن عن حرمة القتل في الحرم، أي أن قتلهن حلال وجائز في الحل أو الحرم.[٦]
حيوانات مكرمة
هناك حيوانات مكرمة نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتلها مثل: النمل، والنحل، والهدهد؛[٧]لما لها من منفعة للإنسان ولأنها لا تؤذيه، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نهى عن قتلِ أربعٍ من الدوابِّ؛ النملةِ، والنحلةِ، والهدهدِ، والصّردِ).[٨]
والنهي عن قتل النمل إن لم يضر فإن ضر فلا بأس بقتله، والنحل يؤخذ منه العسل وفيه منفعة للشجر باللقاح، والهدهد دليل سيدنا سليمان لا يضر ولا يؤذي وليس في قتله وصيده منفعة، والصرد طائر كبير محرم أكله ولا يضر ولذلك ورد النهي عن قتله.[٩]
المراجع
- ^ أ ب إسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم ابن كثير، صفحة 130. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2663، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:2595 ، صحيح.
- ^ أ ب الحسين البغوي، شرح السنة، صفحة 136. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1198 ، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 218. بتصرّف.
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5267 ، صحيح.
- ↑ "شرح حديث نهى عن قتل أربع دواب"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2022. بتصرّف.
