الخاطرة في اللغة العربية

كتابة:
الخاطرة في اللغة العربية

فنون النثر

فُنون النثر هي إحدى أنواع الكتابة، وتختلف كليًّا عن الشِعر من حيث الوزن واللّحن، وإنّ أكثر ما يميّز النثر بأنه أقرب إلى الأحاديث اليوميّة، ويبرز فيه الجودة في التغيير والاستقامة في المعنى أيضًا، أمّا من حيث الوزن والقافية فإنّ النثرَ غير مُلزم بها جميعها، ويمكن تعريفه بأنه كلام فنيّ منسق بأُسلوبٍ جيّد دون الانقياد لِنظامٍ إيقاعيٍّ كالشّعر، بالإضافه إلى تقديمه فكرةً مُعيّنة بأُسلوبٍ لغوي بسيطٍ ومنتقى لِيؤثِّر على مسامع المتلقّي، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن الخاطرة في اللغة العربية.

الخاطرة في اللغة العربية

الخاطرة هي إحدى الفنون النثريّة المنتشرةِ في العصر الحديث، تُصنف في الأدب بين الشّعر الحُر والِقصةِ القصيرة فهي لا تلتزمُ بوزنٍ ولا قافية، تجري الخاطرة بعفويةٍ وتبتعدُ عن الإسهاب والتفصيلات، وتُعبر عن فِكرة وإحساسٍ معين يَجول في خاطرِ كاتبها، فالخاطرة حالةٌ شعوريةٌ خاصةٌ بالكاتب في قالب أدبي بليغ، وتمتاز بكثرة المُحسّناتِ البديعية من صورٍ واستعاراتٍ وتشبيه، فقد يكون مسجوعًا وبهذا تكون الخاطرة قد جمعت بعض خصائص الشّعر أيضًا، أيْ الموسيقى الداخلية، وقد يتفاوتُ حجمُها بين طولٍ وقِصَر؛ فهناك الخاطرة القصيرة والخاطرة المتوسطة والخاطرة الطويلة. [١]

الفرق بين الخاطرة وقصيدة النثر

قصيدةُ النثر هو جنسٌ أدبيّ يمكنُ أن نطلق عليه شعرًا منثورًا لا يتقيّد بوزن أو بقافيه، ولكنه يعتمد ايقاعًا داخليًّا وصورًا شعرية مبتكرةً ومكثّفةً، والفرق بينه وبين الخاطرة يكمن في أن الخاطرة تحتوي على الكثير من المحسّنات البديعية من تشبيه واستعارة، لكن قصيدة النثر ترتكز على الصور الفنية بشكل كبير جدًا حتى أنها تحوي في كل جملة تقريبًا على صورة شعرية بالإضافة إلى أن قصيدة النثر قصيرة على عكس الخاطرة فهي تتكون من جُمل قصيرة تُكوّن فقرة أو فقرتين. [٢]

نموذج خاطرة

في صلاة الوتر ..

شعورٌ جميلُ ذلك الذي أعيشُه على سجَّادة الصلاة.

في صلاة الوتر!

صوتٌ هادئ ينبعُ من حنجرتي ليغرِّد آياتٍ أعمل جاهدًا لكي أتذكرّها.

قشعريرةٌ تمرُّ في كل جسمي عند بعض تلك الآيات، وكأنَّ الرحماتِ تنزَّلُ علي .. وأسأل الله ذلك.

أرى نورًا وجِنانًا ما أستطيعُ رسمها أبدًا، وومضًا أخضرَ كلَّما استمتعتُ بصلاتي!

وبعد ركوعٍ جميل، أجدُني في أجمل لحظاتي، وتلك الدُّنيا قد تركتُها خلفي، وأنا باسطٌ كفيَّ لله.. أسأله كلَّ ما أشاء! وما أجملَ تلك الدموع الدافئة التي أشعرُ بها تسيلُ على خدي لتخبرني أني قد اقتربتُ من الإجابة .. وأني قد ازددت أجرًا!

ثم أسجدُ سجودًا يطرح كلَّ التعب عن جسدي، وأتيقَّنُ حينها أني قد ازددتُ قربًا من ربِّي!

فيرتاحُ قلبي، وتبسم شفتاي، وتُبرقُ عَيناي .. لأنام هانئ البال، سعيدًا، غارقًا في صورٍ من الجِنان ما زالت تمرُّ أمامَ عيني. [٣]

المراجع

  1. الخاطرة, ، "www.marefa.org"، اطلع عليه بتاريخ 4-12-2018، بتصرّف
  2. قصيدة النثر, ، "www.marefa.org"، اطلع عليه بتاريخ 4-12-2018، بتصرّف
  3. في صلاة الوتر, ، "www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 4-12-2018، بتصرّف
5729 مشاهدة
للأعلى للسفل
×