الدعاء عند الحجر الأسود

كتابة:
الدعاء عند الحجر الأسود

الحجر الأسود

الحجر الأسود هو حجر مبنيّ في الرّكن الجنوبي الشّرقيّ من الكعبة الشّريفة على ارتفاع متر ونصف المتر عن الأرض حاليًّا، مكوّن من عدّة أجزاء، شكله بيضويّ، ولونه أسود يميل إلى الحمرة، قطره ثلاثون سينتمترًا، محاط بإطار من الفضّة الخالصة لحمايته مع مرور الزّمن، له قدسيّه عند المسلمين، لحديث عمر بن الخطّاب –رضي الله عنه- أنَّهُ جَاءَ إلى الحَجَرِ الأسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقالَ: "إنِّي أعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ، ولَوْلَا أنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ"،[١] فسار على نهجه أصحابه والمسلمون إلى اليوم، ويعدّ مبدأ الطّواف ومنتهاه، فقد رسم خطًا من قاعدته إلى طرف ساحة الحرم ليكون منطلق الطّائف ومنتهى طوافه، وسيتمّ بعد ذلك بيان الدعاء عند الحجر الأسود.[٢]

الدعاء عند الحجر الأسود

كما سبق الحديث عن الحجر الأسود، بأنّه له قدّسيّته الخاصّة به عند المسلمين، بدءًا من النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- فالحجر الأسود هو منطلق الطّواف للطائف ومنتهاه، وفيما يتعلّق بالدعاء عند الحجر الأسود، فمن السّنّة أنَّ الطّائف إذا بدأ طوافه أن يستلم الحجر ويقبّله إنْ أمكن له ذلك ويقول:[٣]

  • "بسم الله، والله أكبر" وإن زاد قال: "اللَّهمَّ إيمانًا بكَ وتصديقًا بكتابِكَ واتِّباعًا سنَّةَ نَبيِّكَ محمّد، صلّى الله عليه وسلّم"، ودليل ذلك ما رُوي عن ابنِ عمرَ أنّه كان إذا استلم الركنَ قال: "بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ"،[٤] وعن علِيٍّ: أنَّه كان إذا استَلَم الحَجَرَ قال: "اللَّهمَّ إيمانًا بكَ وتصديقًا بكتابِكَ واتِّباعًا سنَّةَ نَبيِّكَ"،[٥]
  • وقد ثبت عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يقول بين الرُّكنِ اليَماني والحَجرِ: "اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النَّارِ".[٦]
  • وقد قال بما تمّ بيانه من الذّكر والدّعاء عند الحجر الأسود كثير من علماء الأمّة: وقال ابن باز رحمه الله تعالى: يشرع التّكبير عند استلام الحجر الأسود وتقبيله، وإذا تعذّر الوصول إليه أشار إليه وكبّر، وقال ابن عثيمين رحمه الله: يقول عند أول مرة: باسم الله والله أكبر، اللّهمّ إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتّباعًا لسنّة نبيّك محمّد، صلّى الله عليه وسلّم.

فضل الحجر الأسود

الحجر الأسود أشرف حجر وجد على سطح الأرض، حيث أنزله الله تعالى من الجنّة لحكمة لا يعلمها إلا هو، فيسنّ استلام الحجر الأسود والمسح عليه وتقبيله إن أمكن أو تقبيل يده التي لامسته إن لم يستطع تقبيله أو الإشارة إليه والتّكبير إن لم يستطع الوصول إليه، عند البدء بالطّواف وعند بداية كلّ شوط، لحديث نافع ـ رضي الله عنه ـ قال: "رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَسْتَلِمُ الحَجَرَ بيَدِهِ، ثُمَّ قَبَّلَ يَدَهُ، وَقالَ: ما تَرَكْتُهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَفْعَلُهُ".[٧] وممّا جاء في فضله:[٨]

  • عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه- أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: قال: "نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ"،[٩]
  • وعن عبد الله بن عبّاس ـ رضي الله عنه ـ عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: أنّه قال: "ليبعثنّ اللهُ الحجرَ يومَ القيامةِ له عينانِ يبصرُ بِهمَا، ولسانٌ ينطقُ به، ويشهدُ على من استلمهُ بحقّ"،[١٠]
  • وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: "إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ، و الركنَ اليمانيِّ، يَحُطَّانِ الخطايا حطًّا"،[١١]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1597، صحيح.
  2. "الحجر الأسود"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-09-2019. بتصرّف.
  3. "هل يستحب دعاء معين عند تقبيل الحجر الأسود ؟ "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 12-09-2019. بتصرّف.
  4. رواه الضياء المقدسي، في السنن والأحكام ، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 4/148، إسناده جيد.
  5. رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن الحارث الأعور، الصفحة أو الرقم: 1/157، لا نعلم أسند أبو العميس عن أبي إسحاق حديثا غير هذا ولم يروه عن أبي العميس إلا حفص ولا عن حفص إلا إبراهيم الشافعي.
  6. رواه ابن حزم ، في حجة الوداع، عن السائب بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم: 154، إسناده متصل صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نافع، الصفحة أو الرقم: 1268، صحيح.
  8. "الحجر الأسود"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-09-2019. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عبّاس، الصفحة أو الرقم: 877، صحيح .
  10. رواه النّووي، في المجموع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 8/36، إسناده صحيح على شرط مسلم .
  11. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2432، صحيح.
3438 مشاهدة
للأعلى للسفل
×