مؤسس الدولة الحفصية
كان للموحدين دولتان؛ الأولى الدولة المؤمنية، والثانية الدولة الحفصية، وينسب الحفصيون إلى أبي حفص عمر بن يحيى الهنتاني، وهو من العشرة الذين هم أصحاب ابن تومرت، وكان موالياً للدولة المؤمنية، وبعد وفاته تولى الحكم من بعده ابنه عبد الواحد على مدينة تونس.[١]
ومؤسس الدولة الحفصية هو أبو زكريا بن عبد الواحد بن يحيى بن أبي حفص، وكان والياً لدولة الموحدين على مدينة إفريقية التونسية، واستطاع أن يسيطر على الجزائر، وفي ذلك الوقت كانت دولة الموحدين تعاني من الضعف الشديد، فعمل على نشر الأمن في البلاد، وعندما نشأت الدولة المرينية بقيت على الولاء والبيعة له حتى توفي.[٢]
وفي تلك الأثناء كان جيش التتار قد احتل مدينة بغداد، وقضى على الخلافة العباسية فيها؛ فكان المسلمون يعانون من الضعف وعدم وجود خليفة لهم، فقام مؤسس الدولة الحفصية بالانتساب إلى الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقام أهل مكة المكرمة وأهل الحجاز بمبايعته للخلافة.[٢]
ألقاب خليفة الدولة الحفصية
كان يلقب الخليفة بألقاب الخلفاء المسلمين مثل: الواثق، وأمير المؤمنين، والمستنصر بالله، وكان لهم علامة خاصة بهم؛ وهي: الحمد لله والشكر لله، وكانت الدولة الحفصية مستقلة، ولها علاقات حسنة وجيدة مع ملوك السودان ومصر، وقاموا بتحسين علاقاتهم مع ملوك أوروبا، كما وكان لها جيش كبير من صنهاجة والنصارى وزناتة.[٣]
وكانت الدولة الحفصية تقتدي بالدولة المؤمنية في جميع قوانينها ودستورها، ويتخذون الوزراء والكتاب، وكان في عهد مؤسس الدولة الحفصية أبو زكريا عبد الواحد بن يحيى، الرخاء والازدهار في الجزائر، وكان عصره مليئاً بالإنجازات.[٢]
أسباب انهيار الدولة الحفصية
بدأ أولاد الخليفة بالخلاف على من يتولى الحكم من بعده، فبدأ حكم الدولة الحفصية ينحسر في الجزائر فقط، وبدأ المرينيون بالتخلص من الولاء والبيعة لهم؛ بسبب ضعف دولتهم، وكثرة الخلافات بين الأخوة على تولي الحكم، وبذلك انتهى حكم الدولة الحفصية في الجزائر.[٢]
وفي الفترة الأخيرة من الدولة الحفصية، ظهرت العديد من الانقسامات، والاضطرابات والمنازعات؛ فانقسمت الدولة، وكثرت هجمات النصارى على سواحل الدولة الحفصية؛ فالدولة الحفصية تقع في أجزاء من الجزائر وأجزاء من تونس، وكلاهما تقع على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ولم تستطع الدولة الحفصية ردّ هذه الهجمات.[٤]
واحتلها الأتراك والإسبان، وكانت سواحلها للصراعات بين الأتراك والإسبان، وأثناء التوسع الإسباني في الدولة الحفصية، جاء رجلان وكانا يعملان بحارين، واتخذا من جزيرة جربه التونسية مكاناً لنشاطهما، فاستطاعا بالاتفاق مع السلطان الحفصي محمد بن الحسن، إنقاذ الكثير من المسلمين الذين يعيشون في الأندلس.[٤]
وقامت العديد من المدن الساحلية في المغرب على سواحل البحر الأبيض المتوسط بالاستنجاد بهذين البحّارين لتخليصهم من حكم الإسبان، وقام الأتراك بخلع السلطان الحفصي، لكن الإسبان قاموا بإرجاعه إلى الحكم، وبقيت الدولة الحفصية في صراعات وانقسامات دائمة إلى أن انتهت.[٤]
المراجع
- ↑ مبارك بن محمد الميلي الجزائري، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، صفحة 382. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث د شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ مبارك بن محمد الميلي الجزائري، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، صفحة 383-384. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد بن رزق الطرهوني، التفسير والمفسرون في غرب افريقيا، صفحة 90. بتصرّف.