الذئبة الحمراء والكلى

كتابة:
الذئبة الحمراء والكلى

الذئبة الحمراء والكلى

تعرف الذئبة الحمراء (Lupus) بأنّها مرض مناعي ذاتي ينتج عن خلل في جهاز المناعة يجعله يهاجم أنسجة الجسم نفسها، ويكوّن الأجسام المضادة لأنسجة الجسم السليمة، الأمر الذي يُسبِّب الالتهاب. ومن أهم الأعضاء التي تهاجمها الذئبة الحمراء الجلد، والمفاصل، والكلى، والرئتان، والدماغ، ويسبّب أعراضًا متعدّدةً قد تكون طفيفةً، مثل الطفح الجلدي، أو أعراضًا خطيرةً وحادّةً مهددةً للحياة.

عندما تهاجم الذئبة الحمراء الكلى تسبب مرضًا يُعرف بالتهاب الكلى الذئبي (lupus nephritis)، وينتج عن التهاب الكليون، وهو أصغر وحدة كلوية تُفلتر الدم من الفضلات، والمواد السامة، والسوائل والأملاح الزائدة وتخرجها خارج الجسم عن طريق التبول، والتهاب الكلى الذئبي يعيق الكلية عن أداء وظيفتها، فتتراكَم هذه المواد التي يجب التخلُّص منها في الأحوال الطبيعية في الجسم مسببةً العديد من الأعراض. وفي الحقيقة يُصيب التهاب الكلى الذئبي حوالي نصف الأشخاص المُصابين بالذئبة الحمراء.[١]


أعراض التهاب الكلى الذئبي

تبدأ أعراض التهاب الكلية الذئبي بالظهور خلال السنوات الخمس الأولى من بدء ظهور أعراض الذئبة الحمراء، وتظهر هذه الأعراض تدريجيًّا؛ ففي المراحل الأولى لا تظهر أعراض، وغالبًا ما تُكتشَف الإصابة بالمرض في حال إجراء الفحوصات المخبرية، ومع تطوّره تزداد الأعراض سوءًا، ومن أبرز أعراض التهاب الكلى الذئبي ما يأتي:[٢]

  • تراكم السوائل في الجسم، وتورم الأطراف، مثل: الساقين، والكاحلين، والأصابع، وأحيانًا الجفون، وتجدر الإشارة إلى زيادة التورُّم سوءًا خلال ساعات النهار.
  • زيادة وزن الجسم.
  • خروج دم مع البول وظهوره باللون الأحمر.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ظهور بول رغوي بسبب زيادة نسبة البروتين فيه.
  • زيادة الحاجة إلى التبول، خاصّةً في الليل.


أسباب التهاب الكلى الذئبي

لا يُعرَف إلى الآن سبب واضح ودقيق للإصابة بالذئبة الحمراء، لكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها بصورة عامّة، مثل:[٣]

  • التاريخ العائلي من الإصابة بالمرض.
  • التعرض للعدوى والفيروسات.
  • التعرُّض للسموم والملوثات البيئيّة، كالدخان وعوادم السيارات.
  • الجنس؛ إذ تصيب الذئبة الحمراء الرجال والنساء، لكن 90% من المصابين بها من النساء.


مراحل التهاب الكلى الذئبي

يحدّد الطّبيب شدّة تلف الكلية بعد تشخيص المرض، وتوصّلت أحدث تصنيفاته إلى المراحل الآتية:[٤]

  • المرحلة الأولى: الحدّ الأدنى من التهاب الكلية الذئبي (التهاب كلوي كبيبي محدود).
  • المرحلة الثّانية: التهاب الكلية الذئبي التكاثري المتوسّط.
  • المرحلة الثّالثة: التهاب الكلية الذئبي البؤري (نشط ومزمن، تكاثري ومتصلّب).
  • المرحلة الرّابعة: التهاب الكلية الذئبي المنتشر (نشط ومزمن، تكاثري ومتصلّب، جزئي وعام).
  • المرحلة الخامسة: التهاب الكلية الذئبي الغشائي.
  • المرحلة السّادسة: التهاب الكلية الذئبي التصلّبي المتقدّم.


تشخيص التهاب الكلى الذئبي

تعدّ أعراض التهاب الكلى الذئبي مميزةً جدًا، وتُشير إلى وجود اضطراب ما في الكلى، لذا يجب إجراء المزيد من الفحوصات لتأكيد التشخيص، مثل:[٥][٤]

  • اختبار الدّم لقياس مستوى المواد الضّارة فيه التي يجب أن تتخلص منها الكلى، لذا ارتفاع مستواها في الدم يعني عدم أداء الكلى وظيفتها جيّدًا، وهذه المواد هي الكرياتينين، واليوريا.
  • تحليل البول المجمع على مدار 24 ساعةً لحساب كمية البروتين التي أُخرجَت من الكلى خلال اليوم؛ إذ إنّ ارتفاع مستواه في البول دلالة على الإصابة بتلف الكلى.
  • تحليل البول لقياس مستوى البروتين، وكريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء.
  • قياس معدل الترشيح الكبيبي لمعرفة قدرة الكلية على أداء وظيفتها.
  • اختبار إزالة الإيوثلامات (Iothalamate clearance testing)، هو اختبار يقيس وظائف الكلى عن طريق حقن مادة الإيوثلامات المشعة في الدم، وقياس معدل إخراجها من الجسم عبر الكلى.
  • سحب خزعة من الكلى باستخدام إبرة طويلة تُدخَل من البطن لتصل إلى الكلى لسحب عينة منها وفحصها تحت الميكروسكوب؛ وذلك لفحص الخلايا واكتشاف أي تلف فيها. وتسحب الخزعة بالاستعانة بالأشعة المقطعية، أو الموجات فوق الصوتية لتوجيه الإبرة إلى المكان الصحيح بعد حقن المنطقة بمخدّر موضعي، وإعطاء المريض مهدئًا لضمان استرخائه أثناء سحب الخزعة، وتعدّ الخزعة الفحص التشخيصي الأكثر دقّةً للكشف عن الإصابة بالتهاب الكلى الذئبي، كما تساعد على تحديد تطوّر المرض والعلاج المناسب للحالة.
  • الموجات الصوتية للكلى لاكتشاف أي اضطراب، مثل: التضخّم، أو تغيّر شكلها.


علاج التهاب الكلى الذئبي

لا يمكن الشفاء من التهاب الكلى الذئبي نهائيًا، لكن يمكن علاج الأعراض وتخفيفها، والتحكم بتدهور المرض، ومنع إلحاق المزيد من الضرر بالكلى لتجنب اللجوء إلى عملية زراعتها قدر الإمكان، ويكون العلاج باستخدام الآتي:[١]

  • الأدوية المثبطة للمناعة، مثل: الكورتيزون، وميكوفينولات، وريتوكسيماب، وأزاثيوبرين، وسيكلوفوسفاميد.
  • الأدوية المُستخدَمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

يجب على المصاب بالتهاب الكلى الذئبي اتباع بعض التعليمات للتحكم بالأعراض ومنع تدهور المرض، مثل:[٦]

  • الحد من الأملاح في الطعام.
  • تناول الغذاء الصحي، وشرب الماء بكمية كافية لتجنب الإصابة بالجفاف.
  • تجنب تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، والفوسفور، والبروتين.
  • الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • اتباع التدابير اللازمة للحفاظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي.
  • تجنب تناول الأدوية التي تضر بالكلى، مثل الأدوية المسكنة، كمضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs).


المراجع

  1. ^ أ ب "Lupus Nephritis", kidney, Retrieved 2019-3-12. Edited.
  2. "How lupus affects the renal (kidney) system", lupus,2013-7-12، Retrieved 2019-3-12. Edited.
  3. [https://www.kidney.org/atoz/content/lupus "Lupus and Kidney Disease (Lupus Nephritis) "], kidney, Retrieved 2019-3-12. Edited.
  4. ^ أ ب Shannon Johnson (2017-5-15), "Lupus Nephritis"، healthline, Retrieved 2019-3-12. Edited.
  5. "Lupus and Kidney Disease (Lupus Nephritis)", niddk,2017-1، Retrieved 2019-3-12. Edited.
  6. David Zelman (2017-8-9), "Lupus Nephritis"، webmd, Retrieved 2019-3-12. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×