الرأس المسطح للأطفال هل هو مشكلة؟

كتابة:
الرأس المسطح للأطفال هل هو مشكلة؟

الشكل الطبيعي لرأس الطفل

إنّ ولادة طفل جديد من الأمور التي تبعث السرور في نفوس أفراد العائلة كلهم، إلى جانب ذلك، فإنه يرافق ما بعد الولادة أمورٌ يتعيّن على الوالدين الانتباه لها، والتي قد تقلقهم، ولعلّ من أهمّها ملاحظة تسطّح رأس الطفل.

تكون عظام جمجمة الطفل الرضيع غير مكتملة النمو ولينةً، لتساعده على المرور في قناة الولادة، وتبدأ هذه العظام بالالتحام والتوسّع بعد السنة الأولى مُشكّلةً الشكل الطبيعي الدائري لرأس الطفل، لذلك يصعب على الأمهات الجدد معرفة متى يشعرن بالقلق من الشكل غير الطبيعي لراس الرضيع[١]، فما هو المقصود بالرأس المسطح للرضيع؟ وكيف يُمكن تجنب هذه الحالة؟


ما المقصود بالرأس المسطح للطفل؟

يوجد في أعلى رأس الطفل منطقتان طريتان، يكتمل فيهما نمو عظام جمجمة الطفل فيما بعد، ويمتلك العديد من الأطفال حديثي الولادة رؤوسًا غير مستوية قليلًا، فقد ينتج ذلك عن عبور الطفل أثناء ولادته في قناة الولادة، بينما قد ينتج الرأس غير المستوي والاعوجاج في الجمجمة في حالاتٍ أخرى بسبب الضغط المستمر على مؤخرة الرأس عند استلقاء الرضيع على ظهره باستمرار ولفتراتٍ طويلة، وهو ما يُطلَق عليه بحالة الرأس المسطّح للطفل أو وضعية الرأس الوارب.

وضعية الرأس الوارب؛ حالة تتطوّر فيها مناطق معينة من رأس الرضيع بمظهرٍ مسطّح و غير طبيعي، وقد ينشأ المظهر المسطّح في جانبٍ واحد من مؤخرة الرأس، وقد يتطوّر مظهر المنطقة المسطّحة بسرعة كبيرة على مدار عدة أشهر، ليكون في الحالات الخفيفة لدى الرضيع أذن واحدة مائلة كأنها مندفعة إلى الأمام، بينما في الحالات الأكثر شدة، قد يكون لدى الرضيع نتوء في الجبهة أو الخد على الجانب المسطّح من رأسه، وهذه الحالة في الغالب مشكلة تجميلية، ليس لها أيّ مضاعفاتٍ صحية، وينبغي عدم القلق المبالغ بشأنها[٢][٣].


هل الرأس المسطح حالة خطيرة؟

تتعافى حالة الرأس المسطّح مع مرور الوقت واكتمال النمو الطبيعي للطفل، فندما يكبر الأطفال يبدؤون بتغيير وضعية جسدهم والاستدارة أثناء النوم، لذلك يقلّ الضغط المؤثر على منطقة الرأس من الخلف، كذلك عندما يبدأ الأطفال بالجلوس بمفردهم، فتتحسّن مناطق التسطّح في الرأس.

أمّا في الحالات الشديدة من الرأس المسطّح، فإن نمو الشعر يقلّل من وضوح تسطّح الرأس، ولا تؤثر حالة الرأس المسطّح على نمو دماغ الطفل، لكن قد يرافق ذلك تيبّس في الرقبة، الأمر الذي يمكن أن يبطّئ التطوّر المبكّر لعضلات الرقبة، لذلك يجب أن يتضمّن العلاج تمارين وعلاجاتٍ فيزيائية طبيعية للحدّ من أيّ بطء في النمو.[٤]


من هم الأطفال الأكثر عرضة لحالة الرأس المسطح؟

تعدّ رؤوس جميع الأطفال حديثي الولادة مرنةً جدًا، لذا فإن أي شيء يضغط باستمرار على الجمجمة لديهم، قد يتسبب بحالة الرأس المسطّح، ويزداد خطر هذه الحالة لدى الأطفال التوائم، أو الأطفال الذين يمتلكون حجمًا أكبر عند ولادتهم مقارنةً بالعمر الطبيعي لأقرانهم في الحمل، مما يُسفِر عن ضغطٍ زائد على الجمجمة أثناء عبورهم في قناة الولادة، ويجعلهم عرضةً لتسطّح الرأس، كما أن الأطفال ممن يتعرّضون للأمور التالية، هم أكثر الفئات التي عرضةً لامتلاك رأس مسطّح[٥]:

  • الطفل الذي ينام على ظهره باستمرار وأسفل رأسه مخدة صلبة، ودون تقليبه في الأشهر الأولى من عمره.
  • الأطفال الذين يولدون بعظام جمجمة مشوّهة، وقد يُشفَى من تلقاء نفسه في غضون أيامٍ قليلة بعد الولادة.
  • الأطفال الذين يولدون باستخدام الأجهزة المساعدة، مثل؛ ملاقط الولادة أو طرق الشفط، التي من شأنها أن تؤثر على تشكيل عظام الجمجمة.


كيف تُشخَّص حالة الرأس المسطح؟

يُشخّص العديد من الأطباء الرأس المسطّح بالنظر إلى رأس الطفل ووجود تسطّح في الجزء الخلفي منه، كما قد يراقب الطبيب كيفية تحريك الطفل لرأسه ورقبته، وفي العادة لا يوجد أي فحوصاتٍ أو تحاليل طبية تكشف عن ذلك[٤].


طرق الوقاية من حالة الرأس المسطح

لا يمكن الوقاية من جميع الأسباب المؤدية إلى حالة الرأس المسطّح، بالرغم من ذلك؛ فإنه يوجد عدد من الأمور التي من شأنها أن تقلل من فرص الإصابة بحالة الرأس المسطح، وتتضمن هذه الأمور والإجراءات الوقائية ما يأتي[٦]:

  • تغيير وضعية نوم الطفل باستمرار: إذ يمكن وضعه على جنبه الأيمن ثم تبديله للأيسر؛ إذ إن ذلك يساعد في تقليل الضغط على الرأس، ويساعد الطفل على الحركة، ما لم يوصِ الطبيب بضرورة استمرار وضع نوم الطفل على ظهره.
  • وضع الرضيع على بطنه عدة دقائق في اليوم: يمكن البدء بوضع الرضيع على بطنه بعد الولادة، وإحضاره إلى المنزل، من 3-5 دقائق لمرة واحدة في اليوم، ثم زيادة ذلك تدريجيًا، حتى مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، ويمكن زيادة ذلك حتى 40-60 دقيقة في اليوم.
  • حمل الطفل في وضعية الاستقامة لعدة مرات في اليوم:، بدلاً من استمرار وضع الطفل في مقعد السيارة أو في أرجوحة الأطفال أو في سريره الخاص، يُمكن تنويمه على صدر أحد الوالدين بدلاً من نومه في السرير.
  • تغيير أوضاع الرضاعة: إذ يمكن وضعه مرة في الذراع الأيمن ومرة في الذراع الأيسر عند القيام بتغذيته سواء من زجاجة الحليب الخاصّة، أو عن طريق الرضاعة الطبيعية.
  • استعمال أنواع مخصصة من الخوذات: التي قد تُساعد على التشكّل السليم لعظام الجمجمة، وتناسق المناطق البارزة في الرأس، ويمكن تعديل وضع الخوذة باستمرار لدعم نمو المناطق المسطّحة في الرأس.[٧]


متى يُشفَى الطفل من حالة الرأس المسطّح؟

تستغرق الحالات الخفيفة من الرأس المسطّح، فترة شفاء قد تستغرق شهرين قبل ملاحظة نتائج التحسّن، وقد لا يعود الشكل الطبيعي تمامًا للرأس، لكن بحلول عمر السنة أو السنتين، قد يختفي أي تسطّح في الرأس.

كما أن الحالات الشديدة من الرأس المسطّح، قد تصبح صعبة الملاحظة بسبب نمو شعر الطفل، وتطوّر قدرته على الحركة.[٧]


المراجع

  1. "Understanding Plagiocephaly, Brachycephaly and Scaphocephaly", cranialtech.Retrieved 2020-08-11. Edited.
  2. "Plagiocephaly", www.childrenshospital.org, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  3. "Babys head shape Whats normal", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  4. ^ أ ب "Flat Head Syndrome (Positional Plagiocephaly)", kidshealth.org, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  5. "Flat Head Syndrome (Plagiocephaly) in Babies", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  6. "Understanding Flat Head Syndrome (Plagiocephaly) in Babies", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  7. ^ أ ب "Plagiocephaly and brachycephaly (flat head syndrome)", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-11. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×