الرثاء في الشعر الجاهلي

كتابة:
الرثاء في الشعر الجاهلي

الرثاء في العصر الجاهلي

ماذا يعني الرثاء؟

يعدّ الرثاء من الموضوعات البارزة في الشعر العربي عبر عصوره المختلفة، فالرثاء من أكثر الأشعار في الشعر العربي تعبيرًا عن صدق العواطف الإنسانيّة بما تحمله من حب ورأفةٍ وحزنٍ ووجد، فقد لجأ الشعراء العرب منذ القدم إلى شعر الرثاء إذا فقدوا عزيزًا على قلوبهم إلى الشّعر للبوح عما في قلوبهم من ألمٍ وحرقةٍ على فراق المرثي، ذاكرين مناقبه وخصاله الحسنة، وما كان له من فضلٍ في هذه الحياة، وقد كان لكل عصرٍ من العصور مراثيه الخاصّة به، والتي تتمتّع بخصائص معيّنة تميزها عن غيرها من الأشعار، والعصر الجاهلي أيضًا كان للرثاء به خصائص ومزايا متعددة من حيث الشكل والمضمون أيضًا، وقد شارك بهذا الفن النساء والرجال معًا.[١]


موضوعات الرثاء في العصر الجاهلي

بمَ تخصّص الرثاء في العصر الجاهلي؟

لما كان الرثاء تعبيرًا عن الحزن بسبب الفاجعة التي أصابت الشّاعر بسبب تفرقة الموت بينه وبين من يحب، تعدّدت موضوعات شعر الرثاء في العصر الجاهلي وتنوّعتْ وذلك بتنوّع الشّخص المرثي الذي فقده الشّاعر، فانقسمتْ إلى:

رثاء الأب

فقد كان الشّعراء يرثون آباءهم ويبكون فراقهم، ويتحسّرون على تكملة الحياة بعيدًا عنهم، معبّرين عن حزنهم الشّديد من فراقهم، فالأب هو المنجب والمربّي والمعلّم، وهو من يسعى جاهدًا ليحقّق لأبنائه السّعادة ومتطلبات الحياة، فهو الركن الأساسي الذي تقوم عليه دعائم البيت، فبه يعمر البيت ويسعد، فإذا ما اقترب منه الموت تفطّر القلب حزنًا على فراقه، وممّا جاء في المراثي الجاهليّة قول ابنة حكيم بن عمرو العبدية ترثي أباها من البحر الطويل:[٢]

أَيَرجو رَبيعٌ أَن يؤوبَ وَقَد ثَوى

حَكيمٌ وَأَمسى شلوه بمطبّقَِ

فَإِن كنتمُ قَومًا كِرامًا فَعَجّلوا

لَه جُرأةً مِن بأسِكم ذات مصدقِ

فَإِن لَم تَنالوا نيلكم بِسُيوفكم

فَكونوا نِساءً في الملاء المخلَّقِ

وَقولوا ربيعٌ ربّكم فَاِسجُدوا له

فَما أَنتمُ إلّا كَمِعْزَى الحبلَّقِ


رثاء الابن

هذا النوع من الرثاء كان شديد التّأثير والتّمكّن من نفس الإنسان، وذلك لما يحمله من عواطف صادقة قد صدرتْ عن فؤاد كلٍّ من الأمّ والأب، فالأم قد حملتْ طفلها داخل رحمها وهنًا على وهن، وتحمّلتْ التّعب والعناء لتمتّعَ عينيها برؤيته جالسًا بين يديها، وبعد أن تضع حملها تحنو عليه وتقدّم له العناية والرّعاية والحنان والحب، لتصلَ به إلى أفضل ما يمكن، وكذلك الأب يتعب ويتحمّل أعباء الحياة ليؤمّن حياةً كريمة لذلك الطّفل، ثمَّ تأتي صروف الدّهر ونوائبه وتسلب هذا الطّفل من والديه، فيجد المرء أنّ أبويه قد جزعا، ووصلا إلى مرحلةٍ من التّوجّع والألم يصعب تحمّلها.[٣]


لكن إذا ما قورن بين رثاء الأم ورثاء الأب، فإنّ رثاء الأب كان أشدّ تأثيرًا في النفوس؛ فبحسب البيئة البدوية للجاهليين وظروف عيشها فقد تأثّر قاطنوها بصعوبة العيش فقستْ نفوسهم، ولذلك قلّ أن يُرى الرجل جازعًا حزينًا قد تأثّر بآلامه إلى هذه الدرجة، بينما المرأة عاطفية بطبعها تتأثّر بكلّ ما يمكن أن يثير مشاعرها[٣]، ومما جاء في رثاء النساء لأولادهم قول تماضر بنت الشريد -من الوافر- زوجة زهير بن جذيمة ترثي ابنها قيس بن زهير العبسي الذي قتل في حرب داحس والغبراء:[٤]

كأنّ العينَ خالطَهَا قذاها

لحزنٍ واقعٍ أفنى كراها

على ولدٍ وزين الناس طرًّا

إذا ما النار لم ترَ من صلاها

لئن حزنت بنو عبس عليه

فقد فقدت به عبس فتاها

فدمعي بعده أبدًا هطول

وعيني دائمٌ أبدًا بُكاها


رثاء الأخ

لمّا كان الأخ جزءًا من الإنسان يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، ويكون سندًا له في جميع أموره، يُرى الشّاعر الجاهلي قد توجّع أيّما توجّع لفراق أخيه، فلجأ إلى الشّعر معبّرًا عن حزنه الشّديد الّذي تعجز الكلمات عن وصفه، ففراق الأخ لا يساويه فراق، ومواجعه لا تزان ولا توصف، فيشعر الإنسان كأنّه قد فقدَ قطعةً من قلبه، فإذا به أصبح مفطور القلب مكسور الفؤاد، ومن أشهر المراثي في الأخ قول الشّاعرة الخنساء في رثاء أخيها صخر:[٥]

وَإِنّ صخرُا لمولانا وَسَيِّدنَا

وَإِنّ صخرًا إِذا نشتوا لنحار

وَإِنّ صخرًا لتأتم الهداة بِهِ

كَأَنَّهُ علم فِي رَأسه نَار


رثاء الصديق

عندما يكون الصّديق كالأخ يساند صديقه ويقدّم له المساعدة في كلّ شيء، ويشاركه المحبّة والمودّة، ويتمنّى له الخير في كلّ أموره، يكون موت الصديق كموت مَن له علاقة الدّم، ولذلك فقد عُنِي الجاهليون برثاء الأخ اعتناءً كبيرًا، وفاءً وإخلاصًا للعلاقة الصّادقة التي كانت تجمعهما معًا، فالشّاعر تأبّط شرًّا قد أخلص لصداقته مع صديقه الشّاعر الشنفرى، وهما من الصعاليك، فأعطاه حقّه وحقّ الصّحبة، فيذرف عليه دمعًا كثيرًا فيتذكّر أيامه معه، ويدعو أن يسقي الغمام قبره ويدعو له أيضًا بعدم البعد، فيقول:[٦]

عَلى الشَنفَرى ساري الغَمامِ فَرائِحٌ

غَزيرُ الكُلى وَصَيِّبُ الماءِ باكِرُ

عَلَيكَ جَزاءٌ مِثلُ يَومِكَ بِالجَبا

وَقَد رَعَفَت مِنكَ السُيوفُ البَواتِرُ

فَإِن تَكُ نَفسُ الشَنفَرى حُمَّ يَومُها

وَراحَ لَهُ ماكانَ مِنهُ يُحاذِرُ

فَما كانَ بِدعًا أَن يُصابَ فَمِثلُهُ

أُصيبَ وَحُمَّ المُلتَجونَ الفَوادِرُ


رثاء الشاعر لنفسه

إنّ الشّاعر إذا رأى حالةً من الوفاة تخيّل نفسه في مكان الشخصي المتوفّى، فراح يتخيّل نفسه قد مات، فيصوّر الشّاعر الجاهلي أدقَّ التّفاصيل في العزاء، فيصف حفر التّراب، ووضعه تحت التّراب، وبكاء البواكي عليه وقد شققنَ الجيوب وحلقْن الرؤوس، فيُرى وقد تخطّى الزمان والمكان ويحلّق بالقارئ في خياله ليصلَ إلى ذلك المشهد ويصنعه وكأنّه واقعٌ حاصلٌ.[٧]


من الأمثلة الشّعرية التي تعبّر عن رثاء الشّاعر لنفسه بصورة جليّة واضحة على لسان الشّاعر هو قول الشاعر عبد يغوث بن صلاة الذي أسرته قبيلة "تيم الله" وشدّتْ لسانه كي ينتهي عن هجائها، وقرّرتْ القضاء عليه، فطلب منهم أن يموت كما يريد هو، بأن يشرب الخمر ويقطعوا له عرق الأكحل، ويظلّ ينزف حتى يموت، فأجابوا طلبه ولكن رفضوا أن يطلقوا لسانه وقطعوه، فأخذ ينوح على نفسه ويبكيها قائلًا:[٨]

أقولُ وقدْ شدّوا لساني بنِسعةٍ

أمعشرَ تيمٍ أطلقوا عن لسانيا

أمعشرَ تيمٍ قد ملكتم فأسجِحوا

فإنْ أخاكم لم يكن من بَوائيا  

أحقًّا عبادَ اللهِ أنْ لستُ سامعًا

نشيدَ الرِّعاءِ المُعْزِبينَ المَتاليا


وقد جُهّز للقتل وهو ما يزال نائحًا على نفسه باكيًا فيقول:[٩]

ألا لا تلوماني كفى اللَّومَ ما بيا

وما لكما في اللَّوم خيرٌ ولا لِيا

ألم تعلما أنَّ الملامةَ نفعُها

قليلٌ، وما لومي أخي مِن شِماليا

فيا راكبًا إمَّا عرضتَ فبلِّغنْ

نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيا

ولو شئتُ نجَّتني مِن الخيل نَهْدَةٌ

ترى خلفَها الحُوَّ الجيادَ تَواليا

وقد كنتُ نحّار الجزور ومعمل الـ

ـمطيِّ وأمضي حيث لا حيَّ ماضيا


خصائص شعر الرثاء في العصر الجاهلي

لمّا كان الرثاء موضوعًا خاصًّا لحالةٍ خاصةٍ توجبَ أن يكونَ له مزايا خاصّة تميّزه عن غيره من الأغراض الشّعرية، والشّعر في طبعه يقوم على الصّورة والتّخييل، وهذا التّخييل في شعر الرثاء جاء خاصًّا به، وله خصائص معيّنة منها:[١٠]


  • وضوح المعاني وبعدها عن الإغراب: فالشّاعر الجاهلي عندما يعبّر عن المعنى يعبّر عنه تعبيرًا مباشرًا دون تكلّفٍ، ومرجع ذلك هو نقله الواقعي للمشاعر والأحاسيس والأحداث دون أن يجعل اللفظ والتّزيين يغلب عليها.
  • عدم تبديل الحقائق وإيرادها كما هي: وهذا ما جعل جميع أشعارهم متشابهة وتكاد تكون واحدة، فطبيعة العصر اقتضت على الشعراء أن يكونوا أبناء بيئة واحدة، ومن هنا فقد كانت أشعارهم واحدة تكاد تتفق في كل شيء.


  • النقل الدّقيق للواقع: وعدم استخدام الصّور إلّا إذا كانت تخدم توضيح المعنى، فمن هنا يدرك القارئ أنّ الرمز في أشعارهم كان قليلًا وإن كان له حضور في شعر بعض الشعراء، ولكن السمة الغالبة عليهم هي الوضوح ولكن ليس بصورة مباشرة.
  • عدم عرض معانيهم الحسّية بصورة جامدة: بل بثُّوا فيها الحركة والحياة، وقد استمدّوا ذلك من حياتهم القائمة على الحركة، فالخيل والطيور والحيوانات الأهلية والوحشية في أشعارهم أعطت القصائد إيقاعًا عاليًا وحركة مستمرة.


  • تمام التّراكيب: فالألفاظ دالّة على معانيها التي وضعتْ لها، فقد كانوا يتخيّرون ألفاظهم للمعاني التي يريدون التعبير عنها، فلا يختارون اللفظ الضعيف للمعنى الجزل، ولا يختارون معاني الفرح للرثاء مثلًا، وهكذا.
  • الاستعانة بالمحسّنات اللفظية والمعنوية للتّأثير بسامعيهم: فقد كان الشاعر الجاهلي يعتني بقصيدته كثيرًا من حيث المعنى البديع واللفظ اللافت الذي يجذب السامع ليقف ويسمع القصيدة بكل جوارحه، أو يقرأها في العصر الحاضر.


الصورة الفنية في شعر الرثاء الجاهلي

لقد اتّبع الشّاعر الجاهلي أساليبٌ متنوّعة في عرض صوره، ومن هذه الأساليب استعانته بالطّبيعة التي يعيش فيها، فلمّا كان الشّاعر الجاهلي يعيش في الصّحراء تحت سمائها وعلى رمالها في خيمته جعل من الطبيعة أمرًا مسخرًا له يفعل ما يشاء بوساطته، وممّا جاء في استعانة الشّاعر بالطّبيعة في صوره البيانية في الرثاء قول الشّاعر أبي ذؤيب الهذلي:[١١]

وإذا المنيّة أنشبتْ أظفارها

ألفيتُ كلّ تميمةٍ لا تنفع


من ذلك أيضًا قول الشاعرة السلكة أم السليك ترثي ابنها السليك من مجزوء الرمل:[١٢]

طافَ يَبغي نجوةً

من هلاكٍ فَهَلَك

لَيت شِعري ضلّةً

أيّ شيءٍ قَتَلك

وَالمَنايا رصدٌ

لِلفَتى حَيثُ سَلَك


ممّا استخدمه الشّعراء في التّشبيه أيضًا تشبيه المنايا بالناقة العشواء، كما في قول زهير بن أبي سلمى:[١٣]

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ


صور الرثاء في العصر الجاهلي

ما هي أشكال الرثاء في العصر الجاهلي؟

لقد تنوّعتْ صور الرثاء في العصر الجّاهلي وأشكاله تبعًا لطبيعة الرثاء وخصائصه والصّورة التي ظهر بها، فهو تبعًا لذلك على ثلاثة أنواع:


الندب

الندب -كما يعرّفه ابن منظور مؤلف كتاب لسان العرب- هو البكاء، فيقولون ندبَ فلانًا يندبُه ندبًا؛ إذا بكى عليه وعدّد محاسنه، وهو من الندب للجراح؛ لأنّه احتراق ولذعٌ من الحزن، وقيل: النّدبُ هو أن تدعو النادبةُ الميتَ بحسن الثناء، وذلك في قولها: وا فُلاناه، ولو نُظر إلى "وا" في أبواب النحو لوُجد معناها طلب النجدة في باب النداء، فهي للاستغاثة، وعليه فإنّ كلًّا من الندب والاستغاثة مرتبطان ببعضهما بعضًا، فكأنّ المندوب يستغيث بأهله وقومه أن يبكوه ويندبوا فقده ليشعرَ بالرّاحة في قبره، وسرعان ما تأتي النساء باكياتٍ ناحباتٍ يتفطّرن حزنًا.[١٤]


أمّا المندوب فهو الشّخص المرثيّ والمتوجَّع عليه، فالندب هو رثاء المندوب والبكاء عليه، وذكر محاسنه والنوح عليه بعبارات مفجعة حزينة تتضمّن مآثره، وقد يرافق هذا الندب والنواح شيءٌ من التّصرفات الغريبة التي لا تتّصل بالواقع مبالغةً في التّعبير عن الحزن، كشقِّ الجيوب، وخمش الوجوه، وحلق الرأس، والمشي دون حذاء، وقد بدَتْ جميع هذه الظّواهر لشعر الندب في تصوير الشّاعر الربيع بن زياد لمناحة أقيمتْ إثر مقتل مالك بن زهير، في أبياتٍ يذكر خلالها تلك الممارسات فيقول من البحر الكامل:[١٤]

مَنْ كانَ مسرورًا بمقتلِ مالكٍ

فليأتِ ساحتنا بوجْهِ نهارِ

يجد النّساءَ حواسرًا يندبْنهُ

يلطمْنَ أوجههنّ بالأسحارِ

قدْ كُنَّ يخبئنَ الوجوهَ تسترًا

فاليومَ قدْ أبرزْنَ للنظّار

يضربْنَ حرَّ وجوههنّ على فتًى

عن الشمائل طيّبِ الأخبارِ

أفبعدَ مقتلِ مالكِ بن زهيرٍ

ترجو النساءُ عواقب الأطهارِ


التأبين

التّأبينُ في اللغة العربية مأخوذ من أبّنَ الرجلُ تأبينًا إذا ما مُدِح بعد موته وبُكي، وقالوا هو ذكر الرجل بعد موته بخير، وقالوا هو الثّناء على الرجل في الحياة وبعد الموت، والتأبين أيضًا هو التّفجّع، فالتّفجّع تعني الحسرة والألم والمصيبة، فالتّأبين هو الثناء على الميّت والبكاء عليه في الشعر وذكر محاسنه، فالتأبين هو ثناءٌ للأموات، وذلك على خلاف المدح الذي يكون ثناءً للأحياء.[١٥]


من أشكال التّأبين في العصر الجاهلي الوقوف على القبور، وذكر المتوفَّى عندها، فيذكر مناقبه وفضائله ولكن بقالب رثائي، فالتّأبين يبيّن نقطة الاشتراك بين المراثي والقصائد المدحيّة، فتعداد المناقب والصّفات الحسنة للميّت هي من المديح، وكذلك يرسم الشّاعر للمرثي صورة تكاد تكون كاملة، فيصفه بالحلم والسيادة والشّرف والشجاعة والمهابة والوفاء والكرم والأنفة والسماحة واللغة والبيان، وغير ذلك من الصفات الحسنة، كما يطرق الشّاعر الجاهلي إلى ذكر الأحساب والأنساب، وممّا جاء من التّأبين في المرثيّات الجاهليّة شعر تأبطّ شرًّا في رثاء صاحبين له فيقول:[١٦]


أَبَعدَ قَتيلِ العَوصِ آسى عَلى فَتًى

وَصاحِبِهِ أَو يَأمَلُ الزادَ طارِقُ

أَأَطرُدُ نَهبًا آخِرَ اللَيلِ أَبتَغي

عُلالَةَ يَومٍ أَن تَعوقَ العَوائِقُ

لَعَمروُ فَتىً نِلتُم كَأَنَّ رِدائَهُ

عَلى سَرحَةٍ مِن سَرحِ دَومَةَ شانِقُ


العزاء

هو حسن صبر الإنسان على ما فقد، فيقال: إنّه لعزيٌّ صبور إذا كان حسن العزاء على المصائب، فيقولون عزّى فلانٌ فلانًا إذ واساه وأمره أن يصبر، والعزاء والعزوة هو اسمٌ لدعوى المستغيث، كأن يُقال: يالفُلان، ففكرةُ العزاء قائمة على التيقّن بأنّ الموت هو مصير الجميع، فالذي يرثي اليوم من مات سيكون بجواره غدًا وسيرثيه الناس، فيكون العزاء بالصّبر على البلوى وقَبول الحياة بقانونها وكما هي، وذلك كما في قول كعب بن زهير:[١٧]

كلُّ ابنِ أنثى وإن طالتْ سلامتُهُ

يومًا على آلةٍ حدباءَ محمولُ


يرى علقمة أنّ القوم مهما عزّوا فلا بدّ أن يأتي الموت عليهم فيقول:[١٨]

بَلْ كلّ قومٍ وإنْ عزّوا وإن كثُروا

عريقهم بأثافي الشّرّ مرحومُ


كذلك يرى الشّعراء الجّاهليون أنّ المال والناس كلّهم ودائع في هذه الدّنيا لا بدّ أن تعود إلى أصحابها، فيقول لبيد:[١٩]

وما المال والأهلون إلّا ودائعٌ

ولا بدّ يومًا أن تردّ الودائعُ


أثر البيئة على طبيعة شعر الرثاء الجاهلي

هل للطبيعة القاسية والحياة التي ابتعدتْ عن الاستقرار تأثيرٌ على أشعار الرثاء؟

لقد تأثّرتْ المعاني التي استخدمها الشّعراء الجاهليون بالبيئة التي تولّدتْ بها على اختلاف نواحيها، من طبيعيّة وإنسانيّة واجتماعيّة وثقافيّة.


البيئة الطبيعية

لقد كانت الطّبيعة مصدر إلهام الشّعراء، فاستمدّوا منها معانيهم وجعلوها وسيلة يترجمون من خلالها أحاسيسهم ومشاعرهم، فعلى الرغم من صمتها فقد أنطقوها بمواجعهم وبما يدور بين حنايا صدورهم، فتجد الشّاعر الجاهلي قد تداخل مع الطّبيعة لشدّة تعلّقه بها فاتّحد معها بذات الألم والأمل، فالطّبيعة كانت تحمل مشاعر الشّاعر وتكون مرآةً له، فتجد الطبيعة تودّع الفرح عندما يرثي عبد الله بن عنمة بن حرثان الضّبي صديقه بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني الذي قتل يوم الشقيقة، وقيل يوم النقا، فيقول:[٢٠]

لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْ

بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ


كذلك الخنساء تشكو تبدّل معالم الأرض فتقول:[٢٠]

من الهضبةِ العليا التي ليسَ كالصّفا

صفاها، وما إنْ كالصخورِ صُخورُها


البيئة الإنسانية

لقد خُلق الإنسان بطبعه مُرهف القلب تؤثّر به الأمور الجليلة مهما كان قويًّا متماسكًا، فمع تأثّر الجاهليين بحياتهم الصّعبة، وقسوتهم بسبب ما عانوه في هذه الحياة إلّا أنّهم مع ذلك يملكون قلبًا حساسًا سرعان ما ينفطر إذا ما مسّه الحزن، فعندما يصيب الموت شخصًا قريبًا ويرى الشّاعر ما حوله من حرقةٍ وحزنٍ ينفطر قلبه ويكاد يتمزّق حزنًا، فإنّه يخرج بشعرٍ صادقٍ يعبّر عن شدّة المصاب والحزن الشّديد الذي حصل بسببه، وقد سئل أعرابي: ما بال المراثي أعظم أشعاركم، فقال: لأنّا نقولها وقلوبنا محترقة.[٢١]


من ذلك ما قاله النابغة الذبياني ينعى النعمان الغساني، وبذلك ينعى الحزن العميق في نفوس العرب لأنّهم يتطلّعون إليه على أنّه المنقذ لهم والموحّد لقبائلهم، فيقول:[٢١]

وإن يرجعِ النعمان نفرحْ ونبتهجْ

ويأتِ مُمدًّا ملكها وربيعها

ويرجع إلى غسان ملك وسؤددٍ

وتلك المنى لو أنّنا نستطيعها


البيئة الاجتماعية

لمّا كانتْ حياةُ الجاهليين تمتاز بالصّعوبة، وذلك بسبب التّرحال الدائم بحثًا عن الماء والكلأ، وكذلك بسبب خوضهم للحروب المستمرّة التي نتجت عن انقسامهم إلى قبائل، فتجدُ أنّ جميع هذه العوامل قد ساهمت في صقل شخصيّتهم وفي تخصيصهم ببعض العادات والتّقاليد الناتجة عن هذا المجتمع الذي يكاد يخلو من وجود الأمن والأمان، فذكروا الحروب في أشعارهم، فتجدهم قد عطفوا المنايا على الحروب، وذلك كما في قول عبيد بن الأبرص:[٢٢]

فأذهبهم ما أذهب الناسُ قبلهم

ضراسُ الحروبِ والمنايا العواقبُ


فلمّا رأى الشّاعر الجاهلي أنّ الحرب هي سبب الموت وصفها بأوصافٍ عديدة، ومنها النار كما في قول الخنساء:[٢٢]

كأنّ العينَ خالطها قذاها

لحزنٍ واقعٍ أفنى كراها

على ولدٍ وزين الناسِ طرًّا

إذا ما النار لم ترَ من صلاها


كذلك فقد ذكر الشّاعر الجاهلي الثّأر، فوجد به ما يريح نفسه، ولذلك قد لا يكتفون بقتل المثل، بل يمكن أن يتجاوزوه إلى غيره، فتقول دختنوس بنت الشاعر لقيط بن زرارة أحد شعراء العصر الجاهلي:[٢٢]

ليجزيهم بالقتلِ قتلًا مضعفًا

وما في دماء الحُمس يا مال من بَوَا


كذلك مما كانوا يقومون به النحر على القبور؛ وذلك لاعتقادهم بالحياة الأخرى للميّت، وقد ذكر أوس بن حجر هذه السجية حين رثى عمرًا بن مسعود فقال:[٢٢]

المطعمُ الحيَّ والأمواتِ إن نزلوا

شحمَ السّنام من الكوم المقاحيد


البيئة الثقافية

إنّ الثقافة الّتي استمدّها الجاهليون كانت ممّا خلّفه لهم الأسبقون من ديانات من حنيفيّة ونصرانيّة، فكان العرب يدينون بدين إبراهيم، فيذهبون للكعبة ويطوفون حولها، وإذا ما ارتحلوا بعيدًا عنها بحثًا عن الماء والكلأ، أخذوا معهم بضعًا من حجارتها لتذكّرهم بها، ولأنّهم كانوا يقدّسونها أيضًا، لكن سرعان ما نسيتْ هذه الفكرة وأصبحت العبادة للحجر ذاته، وهنا ظهرت الوثنيّة، وهكذا بقي العرب بين حنيفية ووثنية، وفي المرثيّات ظهرتْ بعض تلك المعتقدات الدّينيّة، ومنها عبادة الشّمس والآلهة مثلًا، وذلك كما في قول آمنة بنت عتبة:[٢٢]

تروَّحنا من اللّعباء عصرًا

فأعجلنا الإلهة أن تؤوبا


كان الجاهليّون يعبدون الأصنام، فكانوا يأخذون رأيهم في شتّى أمورهم، ومن ذلك الثّأر أيضًا، ولذلك يقول امرؤ القيس:[٢٢]

لو كنتَ يا ذا الخلصَ المَوتورا
مثلي وكان شيخك المقبورا
لم تنهَ عن قتلِ العدا زورا


قد بقي لهم من الدّيانات السّابقة الحساب والجزاء، فآمنوا به وذكروه في أشعارهم، ودفعهم الإيمان بالحساب والجزاء إلى الإيمان بالبعث، ومن ذلك قول لبيد:[٢٢]

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ

وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ

وكلُّ امرئٍ يومًا سيعلم سعيه

إذا كُشِّفتْ عند الإله المحاصل


شعر الرثاء النسائي في العصر الجاهلي

بمَ امتاز شعر النساء في الرثاء؟

لقد برعَتْ النسوة في شعر الرثاء في العصر الجاهلي، ومن الطّبيعي أن يكون شعرهنَّ مميزًا؛ إذ خلق الله المرأة وفي قلبها عاطفةٌ يكاد لا يتّسعها جرم، وفي داخلها حبٌّ يضيق به أيُّ جسدٍ آخر، فإذا ما أصاب الموت أحد أحبابها تجدها وقد تفطّر قلبها وكأنّ أبوابَ الدّنيا قد أغلقتْ في وجهها، وانتهى الصّبر وخار العزم، فتراها باكيةً ناحبةً تبكي فراق قريبٍ لها، وذلك لأنّها ضعيفة وأجزع من الرجال، فتلطم وجهها، وتحلق شعرها، وتشقُّ ثوبها، وكلّما كان المرثيُّ أقرب كان الحزن أشدَّ وأوقع في النفس.[٢٣]


الخنساء

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، (575م - 645م)، وهي أشهرَ من رثى في الجاهليّة من النساء، فقد قُتِل أخوها صخر بن عمرو في بعض الغارات، فحزنتْ عليه حزنًا شديدًا،[٢٣] وقد فقدتْ الخنساء أولادها الأربعة أيضًا في معركة القادسيّة، وقد كانت حينها برفقتهم، وجمعتهم مساء ووعظتهم وفي الصباح انطلقوا إلى المعركة فاستشهدوا جميعًا، فلمّا بلغها النبأ قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته"،[٢٤] ولكنّها لم ترثي أبناءها كثيرًا، بينما أطالت في رثاء أخيها صخرٍ، ومما جاء في رثائها صخرًا قولها:[٢٣]

قذى بعينك أم بالعينِ عوّارُ

أمْ ذرفتْ أنْ خلتْ من أهلها الدّار

كأنّ عيني لذكراه إذا خطرتْ

فيضٌ يسيلُ على الخدّين مدرارُ

فالعين تبكي على صخرٍ وحُقّ لها

ودونه من جديد الأرض أستار

تبكي خناس وما تنفكّ ما عمرتْ

لها عليه رنينٌ وهي مقتارُ

بكاءَ والهةٍ ضلّتْ أليفتها

لها حنينان: إصغارٌ وإكبارُ

ترعى إذا نسيتْ حتّى إذا ذكرتْ

فإنّما هي إقبالٌ وإدبارُ

وإنّ صخرًا لتأتمُّ الهداةُ بهِ

كأنّه علمٌ في رأسه نارُ



لقراءة المزيد، انظر هنا: شعر الخنساء في الإسلام.


قتيلة بنت النضر

وهي قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدّار، لم يذكروا لها سنة وفاة أو ميلاد[٢٥]، وقد ذكرها ابن الأثير في "أُسد الغابة" وأثبتها مع الصحابيات، وروى أنّها لمّا أرسلت القصيدة التي تعاتب بها النبي -صلى الله عليه وسلّم- في مقتل أبيها فإنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قد بكى وقال إنّه لو كان سمع هذا الشعر قبل أن يقتل أباها فإنّه ما كان قتله،[٢٦] فتقول في قصيدتها التي أرسلت بها إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- معاتبة:[٢٥]

يا راكبًا إنّ الأثيل مظنّةٌ

من صبح خامسةٍ وأنت موفق

أبلغ بها ميتًا بأنّ تحية

ما إن تزال بها النجائب تخفق

منّي عليك وعبرةً مسفوحةً

جادت بواكفها وأخرى تخنق


هند بنت عتبة

وهي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف الهاشميّة القرشيّة (توفيت 636م)،[٢٧] وهذا في حال كانت قد توفيت في أوائل خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكن إن كانت قد ماتت بعده فالتاريخ يكون مجهولًا؛ إذ ذكر بعض المؤرّخين لحياة الصحابة أنّها قد ماتت في خلافة عثمان -رضي الله عنه-، ولم يذكروا زمان ولادتها[٢٨]، وكان من رثائها ما قالته في رثاء والدها الذي قتل يوم بدر، وقد كان مقتله قبيل إسلامها، فحاولتْ أن تخبِّئ حزنها خوف الشّماتة، ولكنّها لم تستطِع فعل ذلك فرثته بقولها:[٢٧]

أَعَيْنَيَّ جُودَا بِدَمْعٍ سَرِبْ

عَلَى خَيْرِ خِنْدِفَ لَمْ يَنْقَلِبْ

تَدَاعَى لَهُ رَهْطُهُ غُدْوَةً

بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبْ

يُذِيقُونَهُ حَدَّ أَسْيَافِهِمْ

يَعُلُّونَهُ بَعْدَ مَا قَدْ عَطِبْ

يَجُرُّونَهُ وَعَفِيرُ التُّرَا

بِ عَلَى وَجْهِهِ عَارِيًا قَدْ سُلِبْ

وَكَانَ لَنَا جَبَلًا رَاسِيًا

جَمِيلَ الْمَرَاةِ كثير العشب


شعراء الرثاء في العصر الجاهلي

مَن أشهر الشعراء الجاهليين الذين أغنوا أشعار الرثاء؟

صحيح أنّ من النساء الجاهليات نساء مشهورات بشعر الرثاء، ولكن كذلك كان هنالك شّعراء من الرجال قد برعوا في هذا الفن؛ فقد لمع كثير منهم في هذا الغرض من الشّعر، ومنهم:


المهلهل بن ربيعة

هو المهلهل بن ربيعة بن الحارث التغلبي، من بني جشم (443م -531م)، وقد كان شاعرًا وبطلًا من أبطالِ العرب، كان من الشعراء المكثرين من الغزل، ولكن بعد مقتل أخيه كليب صار يكثر من المراثي، اجتمعت عليه تغلب والقبائل التي حالفتها في حرب البكريين التي عرفت باسم حرب البسوس، وممّا جاء عن المهلهل بن ربيعة في الرثاء رثاؤه أخاه كليبًا الذي قتله جساس بن مرة، فممّا قاله المهلهل راثيًا:[٢٩]

لَمّا نَعى الناعي كُلَيبًا أَظلَمَت

شَمسُ النَهارِ فَما تُريدُ طُلوعا

قَتَلوا كُلَيبًا ثُمَّ قالوا أَرتِعوا

كَذَبوا لَقَد مَنَعوا الجِيادَ رُتوعا

كَلّا وَأَنصابٍ لَنا عادِيَّةٍ

مَعبودَةٍ قَد قُطِّعَت تَقطيعا

حَتّى أُبيدَ قَبيلَةً وَقَبيلَةً

وَقَبيلَةً وَقَبيلَتَينِ جَميعا

وَتَذوقَ حَتفاً آلُ بَكرٍ كُلُّها

وَنَهُدَّ مِنها سَمكَها المَرفوعا


دريد بن الصمة

وهو دريد بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن بكر بن علقة بن جُداعة من قبيلة هوازن (483م - 630م)[٣٠]، أدرك الإسلام ولكنّه لم يسلم، بل بقي كافرًا وقُتل يوم حُنين حين اجتمعت هوازن وثقيف على قتال المسلمين، فكان دريد في جيش المشركين وقتل يومها،[٣١] برع في شعر الرثاء، وممّا جاء في مرثياته رثاؤه لخالد الذي قيل إنّه قد قتله بنو الحارث بن كعب، وقيل خالد بن الحارث وقد قتله أحمس وهي بطن من شنوءة، فيقول يرثيه:[٣٠]

يا خالدًا خالدَ الأيسارِ والنّادي

وخالدَ الرّيح إذا هبّتْ بصرّادِ

وخالدَ القول والفعل المعيش به

وخالدَ الحرب إذا عضّتْ بأزراد

وخالدَ الرّكبِ إذ جدّ السّفارُ بهم

وخالدَ الحيِّ لما ضُنَّ بالزَّادِ


أوس بن حجر

هو أوس بن حجر بن مالك الأسيدي التميمي (530م - 620 م)[٣٢]، وهو زوج والدة الشاعر الجاهلي المشهور زهير بن أبي سُلمى، عُمِّرَ طويلًا ولكنّه لم يدرك الإسلام،[٣٣] ومما ورد من مراثي أوس بن حجر هو رثاؤه لعمرو بن مسعود بن عدي الأسدي الذي قتله النعمان بن المنذر اللخمي، وقيل إنّ من قتله هو كسرى ملك الفرس، فيقول راثيًا موته حزينًا على فقده ذاكرًا محاسنه وصفاته الحميدة شاكيًا تغيّر أحوال الدّنيا بسبب فقده مدعيًا أن ليس هناك من يشبهه، فيقول:[٣٢]

يا عَينُ جودي عَلى عَمروُ بنِ مَسعودِ

أَهلِ العَفافِ وَأَهلِ الحَزمِ وَالجودِ

أَودى رَبيعُ الصَعاليكِ الأُلى اِنتَجَعوا

وَكُلَّ ما فَوقَها مِن صالِحٍ مودي

المُطعِمُ الحيَّ وَالأَمواتَ إِن نَزَلوا

شَحمَ السَنامِ مِنَ الكومِ المَقاحيدِ

وَالواهِبُ المِئَةَ المِعكاءَ يَشفَعُه

يَومَ النِضالِ بِأُخرى غَيرَ مَجهودِ


نماذج من شعر الرثاء الجاهلي

  • يقول صخر بن عبد الله الخيثمي الهذلي المعروف باسم صخر الغي الهذلي يرثي أخاه أبا عمرو بن عبد الله الذي لدغته حيّة فمات:[٣٤]

لعَمرُ أبي عَمرٍو لقد سافَه المَنا

إلى جَدَثٍ يُوزَى له بالأَهاضِبِ

لِحيّةِ جُحْرٍ في وِجارٍ مُقيمةً

تنمَّى بها سَوقُ المنا والجوالبِ

أخي لا أخا لي بعدَهُ سبقَتْ بهِ

مَنِيَّتُهُ جَمعَ الرُّقى والطّبائبِ


  • تقول سعدى بنت الشمردل الجهنية في رثاء أخيها:[٣٥]

فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتية بسباسب

أقوَوا وأصبح زادهم يتمزع

جادَ ابنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ

ولقدْ يرَى أَن الْمَكْر لأشنع

يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً

ورْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُبَّعُ

المراجع

  1. سراج الدين محمد، الرثاء في الشّعر العربي/ / دار الراتب الجامعيّة، بيروت:دار الراتب الجامعية، صفحة 5. بتصرّف.
  2. حسين جمعة، الرثاء في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 49. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عمر رضا كجالة، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 176، جزء 1. بتصرّف.
  4. بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، صفحة 44. بتصرّف.
  5. عبد القادر البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (الطبعة 4)، القاهرة:مكتبة الخانجي، صفحة 433، جزء 1. بتصرّف.
  6. عبد العزيز الميمني (1937)، الطرائف الأدبية، القاهرة:مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، صفحة 28. بتصرّف.
  7. أبو علي القالي، ذيل الأمالي والنوادر، القاهرة:الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 132. بتصرّف.
  8. أَبو علي القالي، ذيلُ الأمالي والنّوادر، القاهرة:الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 132. بتصرّف.
  9. أبُو عليّ القاليّ، ذَيلُ الأمالي والنوادِر، القاهرة:الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 132. بتصرّف.
  10. شوقي ضيف، العصر الجاهلي، القاهرة:دار المعارف، صفحة 219. بتصرّف.
  11. حسين جمعة، الرثاء في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 263. بتصرّف.
  12. حُسين جمعة، الرّثاءُ في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 263. بتصرّف.
  13. حسَين جُمعة، الرثاء في الشّعر الجاهليّ وصدر الإسلام، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 263. بتصرّف.
  14. ^ أ ب أبو علي المرزوقي، شرح ديوان الحماسة (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 702. بتصرّف.
  15. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 4. بتصرّف.
  16. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، بيروت:دار صادر، صفحة 138، جزء 21. بتصرّف.
  17. كعب بن زهير بن أبي سُلمى، ديوان كعب بن زهير، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 19. بتصرّف.
  18. الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، بيروت:دار الأرقم بن أبي الأرقم، صفحة 509، جزء 2. بتصرّف.
  19. الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، بيروت:دار الأرقم بن أبي الأرقم، صفحة 400، جزء 2. بتصرّف.
  20. ^ أ ب صلوح بنت مصلح بن سعيد السريحي، الصورة في شعر الرثاء الجاهلي /3 / المملكة العربيّة السعوديّة، جدة:منشورات كلية التربية للبنات، صفحة 230. بتصرّف.
  21. ^ أ ب حسين جمعة، الرثاء في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 18. بتصرّف.
  22. ^ أ ب ت ث ج ح خ صلوح بنت مصلح بن سعيد السريحي، الصورة في شعر الرثاء الجاهلي، جدة:منشورات كلية التربية للبنات، صفحة 53. بتصرّف.
  23. ^ أ ب ت شوقي ضيف، فنون الأدب العربي، القاهرة:دار المعارف، صفحة 13. بتصرّف.
  24. أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 89. بتصرّف.
  25. ^ أ ب بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية، بيروت:المكتبة الأهلية، صفحة 134، جزء 1. بتصرّف.
  26. أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 241-242. بتصرّف.
  27. ^ أ ب عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية (الطبعة 2)، القاهرة:مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، صفحة 38. بتصرّف.
  28. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 346-347. بتصرّف.
  29. المهلهل بن ربيعة، ديوان المهلهل بن ربيعة، القاهرة:الدار العالمية للنشر والتجليد، صفحة 48. بتصرّف.
  30. ^ أ ب دريد بن الصمة، ديوان دريد بن الصمة، القاهرة:دار المعارف، صفحة 82. بتصرّف.
  31. مجد الدين ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول (الطبعة 1)، بيروت:دار الفكر المعاصر، صفحة 367، جزء 12. بتصرّف.
  32. ^ أ ب أوس بن حجر، ديوان أوس بن حجر، بيروت:دار بيروت، صفحة 25. بتصرّف.
  33. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 31. بتصرّف.
  34. محمّد محمود الشنقيطي، ديوان الهذليين، القاهرة:الدار القومية للطباعة والنشر، صفحة 51، جزء 2. بتصرّف.
  35. عبد الملك بن قريب الأصمعي، الأصمعيات، القاهرة:دار المعارف، صفحة 102. بتصرّف.
9623 مشاهدة
للأعلى للسفل
×