رضاعة الأطفال
تحرِص معظم الأمّهات على إرضاع أطفالها رضاعةً طبيعيةً؛ وذلك لأنّ الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الأولى التي تعبّر فيها الأم عن حبّها لطفلها، والتزامها بتقديم كل ما هو أفضل من الرعاية الصحية والتغذية له، ولعلمهن بفوائد الرضاعة الطبيعة، وما يحتويه حليب الأم على عناصر غذائية، وعوامل مناعية مهمّة لحماية الطفل ونموه نموًّا صحيًّا وسليمًا.
يبدأ الحليب بالتكوّن لدى الأم قبل وقت طويل من الولادة، وبعد الولادة يبدأ ثدي الأم بإنتاج الحليب، وفي بعض الأحيان قد تكون كمية الحليب قليلةً، مما يستدعي القلق لدى الأم المرضعة حول تغذية طفلها، ومن الجدير بالذكر أنّ مقدار حليب الأم وكميّته يعتمدان على الرضاعة الطبيعية في وقت مبكر من الولادة.
كما أنّ إرضاع الطفل منذ ولادته رضاعةً طبيعيةً يزيد من إنتاج الحليب لدى الأم، ويكون كافيًا للطفل، ولا توجد حاجة للاستعانة بالرضاعة الصناعية لإشباع الطفل، ولكن في كثير من الأحيان قد تلجأ الأم إلى الاستعانة بالرضاعة الصناعية لكثير من الأسباب، كمعاناة الأم من حالة صحية معينة قد تضر بالطفل من خلال حليب الثدي، أو الأم التي لا تنتج كميات كافية ومشبعة للطفل، أو حتى الأم العاملة التي تعود إلى عملها وتبتعد عن طفلها لساعات طويلة.[١][٢]
الرضاعة الصناعية للأطفال
الرضاعة الصناعية للطفل هي الخيار الأول في حالة عدم قدرة الأم على إرضاع طفلها رضاعةً طبيعيةً، أو في حال كان حليب الأم غير كافٍ لإشباع الطفل، ويوجد العديد من أنواع الحليب الصناعي المدعّم بالعناصر الغذائية التي قد تعوّض جزءًا من العناصر الغذائية في حليب الأم، وعادةً ما يُصنع حليب الأطفال الرضّع من حليب الأبقار، أو حليب الأغنام بعد معالجته بعدّة طرق، وتحت ظروف معقّمة حتى يصبح أكثر ملاءمةً للأطفال الرضّع.
كما يأتي الحليب الصناعي للأطفال الرضع في شكلين مختلفين؛ مسحوق جافّ على شكل بودرة تُذاب في الماء، ثمّ تحضير حليب سائل جاهز لتغذية الطفل، أو يكون سائلًا جاهزًا لتناوله، إلا أنّه أكثر تكلفةً من الحليب البودرة، ويجب استخدامه خلال فترة قصيرة بعد فتحه، ويوفر الحليب الصناعي للأطفال الرضع العناصر الغذائية التي يحتاجونها للنمو والتطور، ومع ذلك، فإنّه لا يتمتع بنفس الفوائد الصحية التي يتمتع بها حليب الأم، كتوفير حماية للطفل من العدوى[٣].
يُصنّع الحليب الصناعي ليشبه التركيب الغذائي لحليب الأم قدر الإمكان، وتختلف مكونات الحليب الصناعي للأطفال حسب الشركة المصنعة وبلد المنشأ، لكن الحليب النموذجي يُصنّع من حليب الأبقار منزوع الدسم، مع العديد من الإضافات، كالمستحلبات والمثبتات الإضافية، وقد يحتوي أيضًا على [٤]:
- سكر الحليب الطبيعي (اللاكتوز )، أو السكريات الأخرى، كالفركتوز، أو المالتودكسترين.
- الزيوت النباتية، مثل: زيت النخيل، وزيت جوز الهند، وزيت عباد الشمس، وزيت فول الصويا.
- الأحماض الدهنية، كالأحماض المشتقة من زيت السمك.
- الفيتامينات والمعادن من المصادر النباتية والحيوانية.
- إنزيمات مختلفة، وأحماض أمينية.
كما قد تلجأ الأم إلى الرضاعة الصناعية لأطفالها؛ بسبب بعض الحالات الصحية التي تمنعها من إرضاع طفلها، التي قد تسبّب الضرر لها أو لرضيعها، وقد تلجأ أخريات إليها لأسباب غير صحية، مثل[٢]:
- السهولة أو الراحة، إذ يمكن لكلا الوالدين إطعام الطفل الرضيع بالقارورة في أي وقت وأي مكان، وهذا يسمح لهما بمشاركة واجبات التغذية، ومشاركة الأب في عملية التغذية التي من شأنها أن تزيد من الترابط بين الطفل ووالديه.
- المرونة، إذ بمجرد تحضير الحليب ووضعه في القارورة، يمكن للأم أن تترك طفلها مع والد الطفل، أو مع جليسة الأطفال، أو أي شخص يقدّم الرعاية للطفل، ولا تحتاج الرضاعة الصناعية إلى جدولة أعمال الأم والتزامها بجدول تغذية للطفل، وتسهّل الرضاعة الصناعية عملية تغذية الطفل في الأماكن العامة.
- التقليل من عدد مرات الرضاعة؛ وذلك لأنّ الحليب الصناعي أقل قابلية للهضم من حليب الأم الطبيعي، فإنّ الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي عادةً ما يحتاجون إلى تناول كميات أقل ممّن يتناولون حليب الرضاعة الطبيعية.
- الحمية، فالمرأة التي تختار الرضاعة الصناعية لا تقلق على نوعية الطعام الذي تتناوله، الذي قد يؤثر على أطفالها عن طريق الحليب.
سلبيات الرضاعة الصناعية للأطفال
بالرغم من أنّ الرضاعة الصناعية تحلّ مشكلة تغذية الأطفال الرضع في الحالات التي تعجز فيها الأم من إرضاع أطفالها بالرضاعة الطبيعية، إلا أنّه توجد العديد السلبيات التي يجب مراعاتها عند اتخاذ قرار بشأن اتباع الرضاعة الصناعية، ومنها[٢]:
- افتقار الحليب الصناعي للأجسام المضادة التي تتوفّر في حليب الأم، لذلك لا يمكن للرضاعة الصناعية أن توفّر للطفل حمايةً إضافيةً ضد العدوى والأمراض المختلفة،، كالتي توفرها الرضاعة الطبيعية.
- عدم تطابق الحليب الصناعي مع تكوين حليب الأم الطبيعي وتعقيده، إذ يتغير تكوين حليب الأم مع تغيّر احتياجات الطفل باستمرار.
- على عكس حليب الأم الذي يتوفر دائمًا، وبكميات كافية غير محدودة، وبدرجة الحرارة المناسبة للطفل، فإنّ الرضاعة الصناعية تحتاج إلى تخطيط وتحضير مسبق، من تجهيز قارورة حليب نظيفة وقريبة، بالإضافة إلى عبوة الحليب والماء الدافئ، وما إلى ذلك من تجهيزات.
- التكلفة، إذ تعدّ الرضاعة الصناعية مكلفةً مقارنةً مع الرضاعة الطبيعية المتوفّرة دائمًا دون تكلفة.
- احتمالية تكوّن الغازات، والتسبّب بالإمساك لدى الطفل الرضيع.
المراجع
- ↑ "Breastfeeding your baby", pregnancybirthbaby, Retrieved 2018-3-11. Edited.
- ^ أ ب ت "Breastfeeding vs. Formula Feeding", kidshealth, Retrieved 2019-2-18. Edited.
- ↑ "Your pregnancy and baby guide ", nhs, Retrieved 2019-2-18. Edited.
- ↑ "Breast milk vs formula: How similar are they? ", medela, Retrieved 2019-2-18. Edited.