الرقية الشرعية الصحيحة

كتابة:
الرقية الشرعية الصحيحة

تعريف الرقية الشرعية

تُعرفُ الرقية الشرعية، بأنَّها ما يُقرأُ على المَريضِ مِن كَلامِ اللهِ تَعالى، وَهو القُرآن الكريمُ، وما يُقرأُ من الأدعيةِ التي جَاءت بها السُنَّةُ النبوية، أو الأدعيةُ المباحةُ والمشروعةُ، ويَخرجُ بهذا التعريفِ، الرقيةُ البِدعيّةُ، التي تتضمنُ غيرَ الذي ذُكر، ولا بُدَّ من التَحري مما يتمُ بهِ الرقيةُ، وأن تُعرض الرقيةُ على أصولِ الشريعةِ، وهي القرآن الكريم والسنةُ المُطهرةُ، فإن وافقتها كانت رقيةً صحيحةً، وإن خالفتها كانت خلافُ ذلك، وهذا ما أرشدَ إليهِ رسولُ الله حيثُ روى عوف بن مالك ما يدلُ على ذلك فقال: "كُنَّا نَرْقِي في الجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تَرَى في ذلكَ فَقالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ"،[١] وهناك شروط حتى تكون الرقية الشرعية الصحيحة، التي جعلها الشرعُ شفاءً للمسلمين.[٢]

مشروعية الرقية الشرعية

لا خلاف بينَ العُلماء في أنَّ الرقية الشرعية الصحيحة، التي تَكون بآياتِ الله تعالى وأذكارهِ، جائزةٌ وَهُوَ مَذهبُ جُمهورِ أهلِ العلمِ، وقد أجمعَ العُلماءُ على جوازِ الرقية الشرعية، التي تنطبقُ عليها عدةُ شروطٍ وهي ما يأتي:[٣]

  • أَنْ تكون الرقية الشرعية من آياتِ الله تعالى، وباسمائِهِ، وذكرهِ تعالى.
  • أَنْ تكون الرقية الشرعية بذكرِ اللهِ تعالى، باللُّغةِ العربيَّةِ، أو بِلُغةٍ يُعرف معناها، أمّا الرقية في آياتِ القرآن، فلا تصحُ إلا بالعربيةِ؛ وذلكَ لأنَّ ألفاظ القرآن الكريم، مُتعبدٌ بِتِلاوَتِها.
  • الإعتقاد التام واليقين بأنَّ الشفاء من الله، وأنَّ الرقية ليسَ لها تأثيٌر بحدِ ذاتِها، وإنما بإذن اللهِ تَعالى.
  • أَنْ تكون الرقية الشرعية خالية من الشِّرك، والأمور البدعيَّةِ والمُحرَّمةِ، وما شابهَ ذلك.

الرقية الشرعية الصحيحة

أنزلّ الله القرآن الكريم فيهِ شفاءٌ للمؤمنين، وهدًى ورحمةً لهم، حيثُ قالَ اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}،[٤] ففي آياتِ اللهِ تعالى شفاءٌ للنّاسِ، وهذا ما يعرفُ بالرقيةِ، وفي التداوي بكتابِ الله يقول ابن القيم: "فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء، وأزاله حتى كأن لم يكن، وهو أسهل دواء وأيسره، ولو أحسن العبد التداوى بالفاتحة لرأى لها تأثيراً عجيباً في الشفاء"، والرقيةُ الشرعية ما انطبقت عليها الشروط التي سبقَ ذكرها، ومما يجدرُ ذكرهُ والتنويهَ إليهِ أنَّ رُقيةَ الإنسانِ لنفسِهِ، أفضل من رقية غيرهِ لهُ، وهذا ما ثبتَ من استقراءِ النصوصِ الشرعيةِ، وليس كما يشتهرُ اليوم من أنَّ قراءةَ المُرقي، أفضل وأنفع، خاصةً وأنّهُ اشتهر بعضُ العوام من النّاس بالرقية، التي قد يشوبها بعضُ الشعوذةِ والتحريف، ولا تبتُ للرقية الشرعية الصحيحة بأي صلةٍ.[٥] ومما وردَ من الرقية الشرعيةِ الصحيحةِ ما يأتي:[٦]

  • الرقية بسورةِ الفاتحةِ، لما لهذهِ السورةِ من فضائل، وحكم تتضمنها، ولما وردَ من أحاديثٍ تُفيدُ ذلك.[٥]
  • الرقيةُ بالمعوذات، وسورة الإخلاص، ودليلُ ذلك ما روي عن رسولِ الله، حيثُ روت السيده عائشة أم المؤمنين: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا. وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ".[٧]
  • الرقيةُ بما ورد من الذكرِ النبويِّ، وذلك من حديث عثمان بن أبي العاص، لمّا شكا ألمًا لرسولِ الله فقال لهُ رسول الله: "ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ". [٨]
  • ما رقى بهِ جبريل رسول الله، حيث رويَ "أنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ"[٩]
  • ما كانَ رسول الله يرقي بهِ أهلهُ بقول: "أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا".[١٠]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 2200، حديث صحيح.
  2. "الرقية وأخواتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
  3. "شروط الرقية الشرعية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  4. سورة يونس، آية: 57.
  5. ^ أ ب "الرقية الشرعية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  6. "الرقية في ضوء القرآن والسنة "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2192، حدديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نافع بن جبير، الصفحة أو الرقم: 2202، حديث صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبوسعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2186، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2191 ، حديث صحيح.
3566 مشاهدة
للأعلى للسفل
×