الرواية العربية النشأة والتحول

كتابة:
الرواية العربية النشأة والتحول

الرواية

تعدُّ الرواية إحدى أهم أشكال الفنون الأدبيّة التي يستخدمُها البشر في التعبير، وهي نوعٌ من السرد القصصيّ المطوَّل، حيثُ يكون فيها الكثير من الشخصيّات، ولكلٍّ من تلك الشخصيات انفعالات ومشاعر واختلاجات وصفات خاصّة بها بالإضافة إلى الكثير من الأحداث، وتمثِّلُ أحدث أنواع القصة التي مرَّت بمراحل وأطوار كثيرة على مرِّ العصور، وأحدثت الكثير من التغييرات على مستوى المضمون والشكل، وهي من أجمل أنواع النثر في الأدب، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول الرواية العربية النشأة والتحول وحول بعض أهم الروايات العربيّة. [١]

الرواية العربية النشأة والتحول

قبل الحديث عن الرواية العربيّة النشأة والتحول سيُشار إلى جذور الرواية العربيّة، حيث تعود جذور الرواية العربيّة إلى قبل قرون عديدة، خاصَّة في نهاية العصر العباسي وبداية حكم العثمانيّين وسبب ذلك ما كانت عليه الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والثقافية في ذلك العصر، والتي تمثَّلت في محاولات طمسِ الثقافة العربية واللغة العربية، فظهرَت في ذلك الوقت المقامات وغيرها من القصص القصيرة التي لم تأخذ شكل الرواية العربيّة الحديثة إلا أنّها كانت بدايات وإرهاصات مهَّدت السبيل لظهور أنواع النثر الأدبية الحديثة وعلى رأسها الرواية.

وفي الحديث عن الرواية العربية النشأة والتحول لا بدَّ من ذكر نشأة الرواية الحديثة التي تأثرَت كثيرًا بالأدب الروائي الغربيّ، بشكل خاصّ بعد الاتصال المباشر الذي حدث في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والاحتكاك بالأدب الغربي من عدَّة طرق مثل البعثات الدراسية إلى أوروبّا والترجمة التي نقلت ثقافة وآداب الغرب إلى الفكر العربيّ، فتأثر الكثير من الأدباء العرب بالأدب الغربي عمومًا ومن أشهرهم رفاعة الطهطاوي وغيره، وقد وجدَت في القرن التاسع عشر الكثير من المحاولات البسيطة لكتابة الرواية التي اتَّجهت إلى معالجة بعض المواضيع الاجتماعيّة والعاطفيّة والتاريخيّة، وفي بداية القرن العشرين بدأ ظهور الرواية العربية فارضًا وجوده بقوة، وقد عدَّ كثير من النقاد أنَّ رواية "زينب" للكاتب محمد حسين هيكل التي صدرت عام 1914م هي أول رواية في مصر تأخذ الشكل الرواية الحديثة، إلا أنَّ بعضَ النقاد رأى أنَّه قد سبقتها رواية "عذراء دنشواي" للكاتب محمود ظاهر حقي ورواية "فتاة من مصر" للكاتب يعقوب صروف.

أمَّا في العراق فقد نضجت الرواية عند محمود أحمد السيد في روايته "جلال حامد" عام 1928م، وفي سوريا كانت رواية "نهم" للكاتب شكيب الجابري عام 1936م هي البداية الحقيقيّة للرواية الحديثة، وغيرها من الروايات العربيّة التي برزت على أنَّها أولى المحاولات الناضجة، وفيما يخصُّ الرواية العربية النشأة والتحول فقد استمرَّت الرواية العربية بالتطور حتى النصف الثاني من القرن العشرين حيث ظهرَ الكثير من الروائيين العرب الكبار والذين وضعت أعمالهم إلى جانب الأعمال الروائيّة العالمية وتُرجمت إلى كثير من لغات العالم ومن أشهرهم: نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، غادة السمان، محمد شكري، يوسف زيدان وغيرهم.[٢]

أشهر الروايات العربية

بعد الحديث عن الرواية العربية النشأة والتطور وعن البدايات التي شكَّلت مرحلة نضجِ الرواية وخروجها من رحم الأدب إلى فضاء القراء الذي ما تزال دائرته تتَّسع يومًا بعد اليوم، سيُشار إلى بعض أشهر الروايات العربية والتي كان لها صدى كبير على مستوى العالم العربيّ:

  • أولاد حارتنا: من الروايات الشهيرة والمثيرة للجدل للأديب المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1988م، تناول فيها الكاتب موضوعًا مثيرًا ضمنَ الأوساط الدينية، وهو الظلم الإلهي الذي حلَّ بالبشر منذ خلق آدم وطرده من الجنة، مصوِّرًا حياة الأنبياء وإرسال الرسل وامتناع الرب عن نصرة المظلوم وإحقاق الحق بطريقة رمزية.[٣]
  • كوابيس بيروت: رواية للكاتبة السورية غادة السمان، كتبت فيها مذكراتها واصفةً الأحداث التي عاشتها أثناء الحرب الأهلية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي، تُرجمت الرواية إلى عدة لغات وصدرت عام 1976م.[٤]
  • موسم الهجرة إلى الشمال: رواية شهيرة للكاتب السوداني الطيب الصالح والذي لُقب بعبقري الرواية العربية، صدرت عام 1966م وتحكي عن شاب سوداني يسافر إلى أوروبا من أجل الدراسة، وهي تمثّل العلاقة بين الشرق والغرب.[٥]
  • ثلاثية غرناطة: رواية للكاتبة المصرية رضوى عاشور تتحدث فيها عن الأحداث التي عاشها المسلمون في مملكة غرناطة في الأندلس بعد سقوط جميع المدن هناك بيد الإسبان، وهي عبارة عن ثلاث روايات: غرناطة، مريمة، الرحيل.[٦]
  • ثلاثية نجيب محفوظ: تعدّ من أشهر الأعمال الروائية للأديب نجيب محفوظ، وعدَّها اتحاد الكتاب العرب أفضل الروايات العربية على الإطلاق، يتناول فيها الكاتب قصة حياة السيد أحمد عبد الجواد مع تاريخ ولده كمال من مرحلة الطفولة فالمراهقة فالشباب، وهي ثلاث روايات: بين القصرين، قصر الشوق، السكرية. [٧]

المراجع

  1. "رواية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  2. "الرواية العربية .. بدايات وإرهاصات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  3. "أولاد حارتنا"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  4. "كوابيس بيروت"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  5. "موسم الهجرة إلى الشمال"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  6. "ثلاثية غرناطة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
  7. "الثلاثية (نجيب محفوظ)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرّف.
7248 مشاهدة
للأعلى للسفل
×