السبع الفواسق من الحيونات

كتابة:
السبع الفواسق من الحيونات

السبع الفواسق من الحيونات

خلق الله- عز وجل- المخلوقات كلها لحكمة وغاية، وسخر كل ما في الكون لخدمة الإنسان، ودفع الضرر عنه، لذلك جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة تبيح قتل بعض الحيوانات، ولو كانت لغير الطعام.[١]

لما فيها من أذى وضرر، فهي تهدد حياته، وتعكر صفو سكنه، وتجعله في خوف شديد، فهذه الحيونات إذا كانت بعيدة عن الناس، يكون لها أهمية في توازن البيئة، لكن إذا دخلت البيوت، فيستحيل العيش معها.[١]

وقد سمى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعض الحيوانات بالفواسق، دلالة على أذاها وخبثها، ولأن الفسق باللغة الخروج عن الأمر والاستقامة، ينطبق خروج هذه الحيوانات عن غيرها، وخروج حكم قتلها للمحرم عن تحريم الذبح والقتل والصيد، فتكون خارجة عن هذه القاعدة.[٢]

بيان الحديث النبوي عن الفواسق من الحيوانات

ورد في السنة النبوية أحاديث عن الفواسق من الحيوانات، منها قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحَرَمِ: الفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْكَلْبُ العَقُورُ).[٣]

في هذا الحديث نجد النبيُّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشار إلى أنواع مِن الحيوانات التي يجوز قتلها، حتى ولو كان الإنسان محرم، ولا إثم عليه، وهذا ليس على سبيل الحصر، بل يوجد حيوانات أخرى لها نفس الحكم، والحيوانات الفواسق المذكورة في الحديث هي:[٤]

الغُراب

وهو الغراب الأبقع، وهو طائرٌ أسودُ يسبب الضرر للإنسان، ولغيره من الحيوانات كإيذاء ظهورهم بالنقر عليه، أو نزع عيونهم، أما الغراب الأبيض، أو أبا قردان كما يسميه بعض الفلاحين، فلا ضرر منه، بل ينتفع منه المزارعون في تطهير التربة، وإبادة الحشرات.

الحدَأَةُ

وهي نوع من أنواع الطيور تخطف الطعام من يد الناس، وتسرق فراخ الدجاج والحمام، وفي ذلك ضرر على المال والرزق.

الفأرةُ

أو كما سماها النبي- صلى الله عليه وسلم- الفويسقة، وهي فأرة البيوت المسببة للكثير من الأمراض، وضررها معروف.

العقرب

ذكرا وأنثى، وهي حَشَرة مؤذية، فهي من الحشرات السامة، التي قد تصل سمومية لدغتها لقتل الإنسان، بعد كثير من الألم، وفي هذا ضرر للإنسان وجسده.

الكلب العقور

والمقصود به ما يعقر الإنسان أي يسبب له جروح، وهو مختلف عن الكلاب المسالمة، وكلاب الحراسة، فهذا نوع يضر الإنسان ولا يخدمه، ويسبب الخوف له، وقد يتعرض له ويواجهه بافتراس، وقال بعض العلماء أن هذا يشمل كل حيوان مفترس يشكل خطراً على حياة الإنسان، من الحيوانات ذات الأنياب، ليشمل الأسد والثعلب والذئب والسبع.

الحية

ولا يخفى خطرها وضررها، وقد أمر النبي بقتلها حتى ولو كنا بالصلاة، (أمرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بقتلِ الأسودَيْنِ في الصَّلاةِ: الحَيَّةُ، والعَقْرَبُ)،[٥] ونبه النبي-صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- على طلب الإذن منها ثلاث، فإن لم تذهب تقتل،[٦] وعلمنا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أن نقول: (إذا ظهرتِ الحيَّةُ في المسكنِ فقولوا لها إنا نسألك بعهدِ نوحٍ وبعهدِ سليمانَ بنِ داودَ أن لا تُؤذِيَنا فإن عادت فاقتُلوها).[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ناصر الدين البيضاوي، كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، صفحة 185. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية ،ج32، صفحة 218. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3314 ، صحيح.
  4. عطية سالم، كتاب شرح بلوغ المرام الجزء 169، صفحة 5-10. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:390 ، حسن صحيح .
  6. "حيّات البيوت لا تقتل إلا بعد إنذارها ثلاثا "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2022. بتصرّف.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن أبي ليلى الأنصاري والد عبدالرحمن ، الصفحة أو الرقم:1485 ، حسن غريب.
3954 مشاهدة
للأعلى للسفل
×