السعي في طلب الرزق من منظور شرعي

كتابة:
السعي في طلب الرزق من منظور شرعي

الرزق في الإسلام

يمكن تعريف الرزق لغةً بأنه: العطاء سواءً كان في الدنيا أم في الآخرة، وقد عرّف الجرجاني -رحمه الله- الرزق اصطلاحًا بأنه: الرزق اسم لما يسوقه الله -عزّ وجلّ- إلى الخلق، فالله -سبحانه وتعالى- متكفل برزق جميع خلقه الإنسان والحيوان والمسلم والكفر والصغير والكبير، والآيات التي تتحدث عن الرزق وأنه شامل لجميع المخلوقات كثيرة ومنها قوله -تعالى-: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}،[١] ومسألة الرزق من المسائل التي تناولها العلماء بالكثير من الدراسة والاهتمام وذلك لارتباطها الوثيق بإيمان العبد، وفي هذا المقال سيكون الحديث عن أنواع الرزق والسعي في طلب الرزق من منظور شرعي.[٢]

أنواع الرزق

تنحصر نظرة غالبية الناس إلى الرزق ضمن الإطار المادي، فهم يربطون الرزق بالمال، ولكن الرزق أشمل من ذلك بكثير، فالإيمان رزق والحب رزق والخُلُق الحسن رزق والزوجة الصالحة رزق،[٣] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ"،[٤] والرزق نوعان نوع يطلب العبد ونوع يطلبه العبد، أما الأول فهو الذي يحصل له بدون اكتساب ولا سعي كالميراث مثلًا، والثاني وهو الرزق الذي يطلبه الإنسان ويكد ويتعب للحصول عليه فهو رزق مكتسب ويندرج تحت هذا النوع جميع الرزق الذي ينتج من عمل الإنسان، وكلا النوعان مقسوم للإنسان ولكن الأول لا يحتاج إلى السعي أما الثاني فهو الذي يتعلق بالسعي في طلب الرزق من منظور شرعي.[٥]

السعي في طلب الرزق من منظور شرعي

السعي في طلب الرزق هم جميع الخلق منذ بداية البشرية وإلى اليوم الحاضر، وبسبب التطور الذي حصل في هذا العصر وزيادة متطلبات الحياة زاد حرص الناس على الدنيا وشغفهم بطلب الرزق والحصول عليه، ولكن الإسلام وضع ضوابط وقواعد لهذا السعي يمكن تسميتها ضوابط السعي في طلب الرزق من منظور شرعي، ومن هذه الضوابط ما يأتي:[٦]

  • السعي في طلب الرزق بترفق وبلا كبير حرص، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أجمِلوا في طلبِ الدُّنيا ، فإنَّ كلًّا ميسَّرٌ لما خُلِق له"،[٧] أي اطلبوا الرزق طلبًا جميلًا بعيد عن الطمع.
  • القناعة بقسمة الله -عزّ وجلّ- مفتاح للغنى في الدنيا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ارْضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ".[٨]

أسباب الرزق

مما يندرج تحت مفهوم السعي في طلب الرزق من منظور شرعي الأخذ بالأسباب، فقد بيّن الإسلام الكثير من الأسباب والوسائل التي تفيد في حصول الرزق وجلبه إلى الإنسان، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • التوكل: قال بعض السلف: "توكل تُسق إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلف".[٩]
  • العمل: قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}،[١٠] فالعمل الصالح يجلب الرزق الطيب.[٣]
  • صلة الرحم: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"،[١١] لصلة الرحم أثر عجيب في زيادة الرزق وحصول البركة.[٢]

المراجع

  1. سورة هود، آية: 6.
  2. ^ أ ب "قضية الرزق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "قضية الرزق وكيف نظر الإسلام إليها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1467، صحيح.
  5. "أنواع الرزق وكيفية الحصول عليه"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  6. "ثلاثون باباً للرزق"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  7. رواه أبو نعيم، في حلية الأولياء، عن أبو حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 3/304، ثابت مشهور من حديث ربيعة.
  8. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 930، حسن لشواهده.
  9. "طلب الرزق"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  10. سورة الملك، آية: 15.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2067، صحيح.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×