السلطان علاء الدين السلجوقي

كتابة:
السلطان علاء الدين السلجوقي

من هو علاء الدين السلجوقي؟

علاء الدين أو كيقباد الأول "616هـ - 634هـ / 1219م - 1237م"، احتجز السّلطان كيكاوس أخاه كيقباد الأول في قلعة منشار، ولمّا توفّي السلطان كان لم يُوصِ بالحكم لأحدٍ من بعده، فاجتمع كبار الأمراء ليختاروا ملكًا يحكمهم، فوقع اختيارهم على كيقباد الأول علاء الدين، وذلك لما وجدوا فيه من التزام وقوّة وعزيمة وثبات، فأطلق سراحه، وتوّج ملكًا عليهم، وعرف باسم الحاكم علاء الدين كيقباد، ويعدّ من أشهر سلاطين سلاجقة الروم، وقد كان صبره على سنوات الأسر التي تعرّض لها من قبل أخيه قد صقل شخصيّته بالصّبر، كما برع في أمور الحروب وقيادة الحكم، فأصبحت الدولة السلجوقية الروميّة على عهده من أقوى الدّول خارجيًّا.[١]


كان عهده من أزهى العهود التي مرّت على سلاجقة الروم، وقد كان هذا الإصلاح الاقتصادي للبلاد الذي أتمّه بقوّته وإصراره قد بدأ منذ عهد كيخسرو الأول، الذي اهتمّ أيّما اهتمام في الجانب الاقتصادي للبلاد، ومن ثمّ جاء بعده ابنه كيكاوس فأكمل ما بدأه والده، وبذلك وصلت الدّولة إلى كيقباد تنعم باقتصاد قوي ومزدهر، فأتمّ ذلك الازدهار بعمله الدّائم الذي أوصلها إلى أوج قوّتها وتطوّرها، فكان حكمه قد استمرّ ثمانية عشر عامًا، حقّق بها توسعًا لم يتسنَّ لأحد ممن سبقه.[٢]


قد جعل من القلعة العلائيّة التي انتزعها من الأرمن قاعدة بحريّة قلّ نظيرها، وعُدّ أعظم سلاطين السلاجقة في الأناضول، فبالرغم من تعدّد الأخطار التي أحاطت بالدّولة في عهده إلّا أنّها قد بلغت أوج قوّتها، كما كان عهده غنيًّا بالعمران فبنى العديد من المدارس والمستشفيات وأقام الجسور وغير ذلك من المظاهر الحضارية.[٣]


علاقة علاء الدين السلجوقي بالمغول

بمَ أجاب السلطان علاء الدين الخليفة العباسي؟

لقد بدأ علاء الدّين السلجوقي بحملاته التّوسّعية والتي أراد من خلالها أن يمد نفوذ الدولة السلجوقية، فقد استغلّ اضطراب الأوضاع الأرمينية فغار على قلعة "كالورونس" ذات الموقع المهم، والتي تطلّ على الطريق البحري الذي يصل بين آسيا الصغرى ومصر، فقد كان الأرمن قد استغلّوا موقعها المتميّز ففرضوا الضرائب على السّفن المارة من هناك، وفي تلك الأثناء أراد المغول الإغارة على الدول الإسلاميّة، وقد كانت الدولة السلجوقية الروميّة أشد الدول الإسلاميّة قوةً آنذاك، فانطلقت الجيوش المغوليّة متتابعة نحو الدولة السلجوقية، وذلك بهدف الانتقام من القادة الإسلاميين بالإضافة إلى الحصول على المكاسب المادية.[٤]


أرسل الخليفة المنتصر بالله إلى كيقباد رسولًا، أخبره باستنجاد الخليفة بالقوّات السّلجوقية الرومانية ضد المغول، فاستقبل كيقباد الرسول استقبالًا حسنًا، كما قدّم ذلك الرسول لكيقباد خلعةً مُقدمةً من الخليفة العباسي، تلك الخلعة التي سعى إلى الحصول عليها جميع السلاطين للدويلات المتفرّقة، فقد كانت تكسب حكمهم صفةً شرعيّة، وقد سخّر كيقباد للرسول الأميرين جلال بروانة وظهير الدين منصور ليقوما بخدمته.[٥]


لمّا انتهت مراسم الاستقبال انفرد الرسول بالسّلطان السلجوقي، وأخبره بأمر المغول الذين كانوا قد غزوا الدولة الخوارزمية، وقضوا على السلطان الخوارزمي محمد خوارزم شاه، وأخبره بزحفهم نحو الأقاليم الإسلاميّة غربًا، ثمّ أخبره بطلب الخليفة العباسي بإرسال جيش للدفاع عن أراضي الخلافة العباسية، فسعد السلطان كيقباد لطلب الخليفة العباسي، ولكنّه علم ضمنيًّا أنّه من غير الممكن مواجهة الغزو المغولي، وأنّ اللجوء إلى السلم والاتّفاق أفضل من دخول هذه الحرب الخاسرة، لكنّه مع ذلك نفّذ ما طلبه منه الخليفة العباسي، فأرسل إليه خمسة آلاف فارس، وأرسل له كذلك خراج سنة كاملة لتجهيز الجيش الذي سيواجه المغول.[٥]


قد أراد من ذلك أمرين: أمّا الأوّل فهو إظهار الولاء للخليفة العباسي، وأمّا الثّاني فهو إظهار مقدرته المالية والعسكرية التي تمتّع بها، وهكذا بدأ كيقباد بإعداد الجيش بأسرع وقت ممكن، ثمّ نصّب عليه أحد أمرائه، ثمّ اتّجه الجيش نحو بغداد، وكان قد مرّ بحصن خرتبرت وآمد وماردين، فبقي الجيش ثلاثة أيام في ضيافة بدر الدين لؤلؤ، ولكن حدث أمر ما جعل المغول يعودون عن قرارهم بالغزو، فقرر الجيش السلجوقي أن يعود فلا حاجة بوجوده في بغداد، ثمّ وصل أمر الخليفة العباسي بعودة الجيش السلجوقي من حيث أتى؛ إذ كانت القوّات المغولية قد تراجعت عن قرار الغزو، فبُذلت لهم الأعطيات وعادوا إلى ديارهم.[٦]


أمّا القائد علاء الدين كيقباد فقد كان مدركًا لخطر المغول على دولته، فاتّبع الدبلوماسيّة في إبعاد خطرهم عن بلاده، وأرسل إلى أوكتاي قا آن رسولًا يعلن ولاءه، ولعلّ الأسباب الكامنة وراء ذلك الولاء هي سيطرة المغول على الدولة الخوارزمية من جهة، والصراع بين الدولة السلجوقيّة والأيوبيين من جهةٍ أخرى، فأراد كيقباد أن يؤمّن نفسه من جهتهم، وهكذا تحالف السلاجقة مع المغول، فكانت علاقتهم سلميّة إذ لم تقوَ الدولة السلجوقيّة على مواجهةٍ جديدة في ظل الصراعات مع الأطراف الأخرى.[٥]


قد بدأ الصراع الحقيقي بين السلاجقة والمغول عندما تسللّ المغول حتّى وصلوا إلى حدود السلطنة، فقاموا بإرسال رسالة إلى السلطان السلجوقي علاء الدين، وقد أخذها إليه شمس الدين القزويني، وقد طلبوا منه من خلال تلك الرسالة أن ينصاع لأمرهم ويسلّم لحكمهم دون مقاومة، وذلك لأنّه لا يأمن عواقب مخالفته لهم، وبعد مباحثات في الأمر وجد أنّه لا يمكنه إلّا الانصياع لأمرهم فعلًا، فأعاد إليهم الرسول شمس الدّين القزويني ومعه الموافقة على طلبهم، والانصياع لأمرهم وطاعتهم، ولكنّ السلطان علاء الدين قد توفّي قبل أن تصل الموافقة إلى المغول، فأتمّها من بعده ابنه.[٧]


مساندة القبائل التركية لعلاء الدين السلجوقي

بمَ كافأ السلطان علاء الدين قبائل الأتراك الأوغوز؟

لقد وجد السلطان كيقباد علاء الدين السلجوقي دعمًا من جهة الأتراك في وجه الصراعات التي خاضها مع القوى المتنوعة، ففي أثناء معاركه وحروبه مع الدولة الخوارزمية بعد أن تفرّغ لها كان قد تلقى دعمًا كبيرًا من قبل بعض القبائل التركية، ولا سيّما قبيلة أرطغرل التي تنحدر من القبائل الأولى من قبائل الأوغوز، وقد كان الدعم أمرًا متوقعًا، ولا سيّما أنّ السلاجقة في أصولهم ينحدرون من قبيلة قنق التركمانية ذات الأصول التركية.[٨]


ساعد أرطغرل -الذي اتصف بالقوّة والمتانة وبمساندة قومه أيضًا من ورائه- السلطان علاء الدين السلجوقي ضد الدولة الخوارزمية، فأحرز انتصارًا بفضلهم، كما تكررت الانتصارات بجهود قومه الذين عرفوا بقوتهم وبأسهم، فقويت العلاقات بين الطرفين، وكافأ السلطان علاء الدين السلجوقي هذه الفرقة على جهودها المبذولة وجعل لها مكانًا تقيم به، تلك القبيلة كانت هي التي سيؤول إليها الحكم أخيرًا بعد انهيار الدولة السلجوقية فتقوم على أنقاضها الدولة العثمانية التي استمرّ حكمها نحوًا من 6 قرون.[٨]


علاقة علاء الدين السلجوقي بأرطغرل

ما اللقب الذي خلعه السلطان علاء الدين على أرطغرل؟

لقد عمّت كثير من القبال التركية حركة نزوحٍ فرقّت شملها وجعلت كل قبيلة تقطن مكانًا معينًا، وكان أحد هذه القبائل قبيلة كندو ألب التي توفي مؤسسها في السنة الثانية لنزوح قبيلته إلى حوض دجلة، فترأس تلك القبيلة ابنه سليمان شاه، ثمّ وليه بعد ذلك ابنه أرطغرل، الذي رحل مع قبيلته إلى مدينة أرزنجان والتي كانت ساحة للصراعات التي كانت بين السلاجقة والخوارزميين، وقد قام أرطغرل في الوقوف في طرف علاء الدين كيقباد سلطان قونية، وسانده في حروبه ضد الدولة الخوارزمية.[٨]


فهنا قويت العلاقة بين السلطان علاء الدين السلجوقي وأرطغرل، فما كان من السلطان كيقباد إلّا أن جعل له بعض الأراضي الخصبة بالقرب من مدينة أنقرة ليقطنها مع قبيلته، وبقي أرطغرل مُعلنًا الولاء للسلاجقة حتّى منحه كيقباد أيضًا منطقة في أقصى الشّمال الغربي من الأناضول، فبدأت قبيلته هناك حياة جديدة إلى جانب قبائل تركمانية أخرى كانت تقطن هناك، ومع استمرار ولاء أرطغرل للدّولة السلجوقيّة وقوّة قومه في القتال وشدّة مراسهم له، حيث لم تكن هناك معركة بعد انضمامهم للسلاجقة إلّا وكانوا في مقدّمتها وكانوا سببًا في إحراز النصر بها.[٩]


قد علا شأن أرطغرل فأطلق عليه السّلطان لقب أوج بكي؛ أي: حامي الحدود وذلك اعترافًا بفضله، ولكنّ أرطغرل كان له أهداف سياسية يسعى لتحقيقها، فلم يكتفِ بالمنطقة التي خصّصها له السلطان السلجوقي، وكذلك لم يكتفِ بلقب حامي الحدود، بل سعى إلى التوسّع ومدّ النفوذ، وبدأ بالهجوم على مناطق عديدة، ولا سيّما ممتلكات البيزنطيين في الأناضول باسم الدولة السلجوقية، فاستطاع مد سيطرته على مناطق واسعة وإخضاعها له، وقد أُطلق عليه لقب غازي وذلك لكثرة فتوحاته، ثمّ توفّي سنة 1281م وخلفه ابنه عثمان من بعده الذي يعد مؤسس الدولة العثمانية.[١٠]


علاقة علاء الدين السلجوقي بالدولة البيزنطية

ما الأطوار التي مرّت بها علاقة سلاجقة الروم بالبيزنطيين؟

لقد تردّدت العلاقة بين السلجوقيين والبيزنطيين في أشكالٍ متعدّدة، فقد استمرّ الصراع بينهما إلى حين فتح القسطنطينية، وهنا كانت الدولة السلجوقية قد انقسمت، فكانت علاقة الدولة البيزنطية حسنة مع إمارة نيقية، وكانت عدائيّة مع إمارة طرابزون، ولم تكن لها أي علاقات مع إمارة أبيروس فكانت حياديّة، وأمّا المرحلة الثالثة فقد امتدّت من تأسيس الإمبراطوريّة البيزنطية وحتّى سقوط دولة سلاجقة الروم، وقد اتّسمت العلاقات في تلك الفترة بالتقارب.[١١]


منذ بداية تأسيس دولة سلاجقة الروم على يد سليمان بن قتلش وبسط السّيطرة السلجوقية على قونية ظهرت العلاقات الودية بين البيزنطيين والسلجوقيين، وقد تبدّى ذلك واضحًا من خلال منحهم للبيزنطيين حريّة العمل داخل المدن الكبرى، وبعدما عادت القوة إلى الدولة البيزنطية بدأ ألكسيوس بالعمل على استعادة دولة آسيا الصغرى التي كانت إحدى أقاليم الدولة البيزنطية سابقًا، والتي سيطر عليها سلاجقة الروم بدورهم، وحرموا الدولة البيزنطية من أهم مواردها الاقتصادية والعسكرية، وظنّ البيزنطيون أنّ توسّعات السلجوقيين ستتوقف هنا.[١١]


لكنّها استمرّت حتّى كادت تطال القسطنطينية، فحدث تحوّل في العلاقات بين الطرفين، فأعدّ ألكسيوس بعض القوات البحرية وأرسلها إلى الشاطئ، ولكن فاجأته تهديدات النورمان الذين كانت أعينهم -أيضًا- ترنو إلى السيطرة على القسطنطينية، فاضطر إلى إعادة إجراء هدنة مع السلطان السلجوقي من جديد، والتي حملت في شروطها جَعْل نهر داركون حدًّا فاصلًا بين الدّولتين، كما ساعده السلطان السلجوقي في حروبه ضد النورمان ومدّه بالجيوش، وهكذا استمرّت العلاقات بين الدولتين بين مدٍّ وجزرٍ، وفي عهد السلطان كيقباد الأول -علاء الدين- كان التقارب والتوافق السّمة المميّزة التي ميّزت العلاقات بين البيزنطيين والسلجوقيين.[١١]


أمّا البيزنطيون فقد انشغلوا بفتوحاتهم وبمحاولاتهم في الحفاظ على مصالحهم، وأمّا السلجوقيون فقد أرادوا المحافظة على المكاسب التي حقّقها لهم السلطان السلجوقي قليج أرسلان السابق، كما عملوا على تنمية اقتصادهم وتطويره، ففتحوا العديد من الموانئ البحرية على سواحل البحرين الأسود والمتوسّط، كما قام كيقباد ببناء مدينة العلائية على الساحل الشمالي للبحر المتوسّط، وهكذا قد جمعت المصالح المشتركة ذات الأهداف المختلفة بين الدّولتين البيزنطية والسلجوقيّة في علاقة تتّصف بالوفاق.[١١]


كيف مات السلطان علاء الدين السلجوقي؟

بعد سلسلة من الفتوحات والانتصارات التي قام بها السلطان كيقباد علاء الدين السلجوقي أقام حفلًا بمناسبة أحد الأعياد، وكذلك ليعود إلى مظاهر الأنس والمتعة التي كانت آنذاك، فأفرط في الشرب فشرب كثيرًا، فأثّر ذلك الشرب عليه فأصبح يتمايل ويتباهى بنفسه وبملكه، ثمّ أحسّ بوجعٍ في معدته، وأصبح يتقيّأ دمًّا، وقد رافق كل ذلك إسهالًا شديدًا ممزوجًا بالدم، فتثاقل جسمه وتعب وتوفّي في اليوم التالي، وفي روايةٍ أخرى ذكرت في مقتل السلطان علاء الدين السلجوقي أن ابنه كيخسرو كان قد سمّمه وذلك لأنّه لم يوصِ له بالولاية من بعده، وفضّل عليه ابنه الأصغر من الأميرة الأيوبيّة وهو عز الدين كيكاوس، فدسّ له السمّ في الشّراب ليقضي عليه.[١٢]

المراجع

  1. محمد صالح الزيباري، سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، عمان - الأردن:دار دجلة، صفحة 130. بتصرّف.
  2. محمّد صالح الزيباري، سلاجِقة الرّوم في آسيا الصغرى، عمان - الأردن:دار دجلة، صفحة 130. بتصرّف.
  3. محمد صالح الزّيباري، سلاجقة الروم في آسيا الصّغرى، عمان - الأردن:دار دجلة، صفحة 130. بتصرّف.
  4. أحمد توني عَبد اللطيف، الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في دولة سلاجقة الرّوم، المنيا - مصر:دار حراء، صفحة 241. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت أحمد توني عبد اللطيف، الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في دولة سلاجقة الروم، المنيا - مصر:دار حراء، صفحة 241. بتصرّف.
  6. أحمد توني عبد اللّطيف، الحياة السّياسيّة ومظاهر الحضارة في دولة سلاجقة الروم، المنيا - مصر:دار حراء، صفحة 241. بتصرّف.
  7. محمد سهيل طقوش، تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، بيروت:دار النفائس، صفحة 273. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت يلماز أوزتونا، تاريخ الدولة العثمانية، تركيا:مؤسسة فيصل للتمويل، صفحة 72، جزء 1. بتصرّف.
  9. يَلماز أوزتونا، تاريخ الدّولة العثمانية، تركيا:مؤسسة فيصل للتمويل، صفحة 72، جزء 1. بتصرّف.
  10. يلماز أُوزتونا، تاريخ الدولة العثمانيّة، تركيا:مؤسسة فيصل للتمويل، صفحة 72، جزء 1. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت ث أحمد توني عبد اللطيف، الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في دولة سلاجقة الروم، المنيا - مصر:دار حراء، صفحة 158. بتصرّف.
  12. محمّد سهيل طقّوش، تاريخُ سلاجِقة الرّوم في آسيا الصغرى، بيروت:دار النفائس، صفحة 273. بتصرّف.
5110 مشاهدة
للأعلى للسفل
×