السمات الفنية والجمالية للشعر في العصر العباسي الأول

كتابة:
السمات الفنية والجمالية للشعر في العصر العباسي الأول


ما أهم السمات التي حملها الشعر في العصر العباسي الأول

حمل الشعر في العصر العباسي الأول سماتٍ مختلفة يمكن أن نصنفها في قسمين رئيسيين هما:[١]


السمات الفنية

حمل الشعر في هذا العصر سمات فنية متعلقة في بناء القصيدة، ومن هذه السمات ما يلي:[١]

  • الميل إلى استخدام الأوزان السهلة والخفيفة في نظم الشعر.
  • تطوير الأغراض الشعرية القديمة كالمدح والغزل والرثاء.
  • تغيير في بنية القصيدة، فقد تمرد شعراء هذا العصر على الشكل القديم للقصيدة الذي يبدأ بالوقوف على الأطلال، ووصف الرحلة وغير هذا، فجددوا في المطالع، وتحوّلوا إلى فكرة الدخول في موضوع القصيدة مباشرة دون مقدمات للأمر.
  • شيوع المعاني العقلية والفلسفية في القصائد، وتقديمها لأفكار لم يكن متعارفاً عليها من قبل.
  • ظهور أشكال جديدة من الشعر، مثل شعر الزهد والحكمة، والشعر التعليمي.


السمات الجمالية

تلخّصت السمات الجمالية للشعر في العصر العباسي الأول بما يلي:[١]

  • استخدام الألفاظ السهلة، والتي يسهل نطقها وحفظها.
  • الإفراط في استخدام البديع أحياناً، فظهر التكلف في استعمال المفردات والألفاظ.
  • استخدام الخيال والصور الفنية المعقدة وتحول الوصف إلى وصف جمال الطبيعة والبرك والقصور والنوافير وفخامة البناء وغيرها.
  • ابتكار المعاني الجديدة في الشعر، والصور الفنية وتنميق الألفاظ وتجميلها.


العوامل التي أدت إلى اختلاف الشعر في العصر العباسي الأول

ذكرنا أن الشعر في هذا العصر كان مختلفاً عن الشعر في العصور السابقة، وقد لعبت عدد من العوامل دوراً كبيراً وواضحاً في التغييرات التي طرأت على الأشعار في العصر العباسي الأول، ومن هذه العوامل ما يلي:[٢]


عوامل اجتماعية

من أهم العوامل الاجتماعية التي اتسم بها هذا العصر:[٢]

  • انتشرت الجواري والغلمان في هذا العصر، وظهر تأثير هذا الانتشار في تحوّلات شعرية في مواضيع الغزل والوصف، فبعد أن كان الشاعر يصف جمال المرأة العربية، تحول وصفه إلى وصف الجواري الشقر زرقاوات العيون، وبعد أن كان الوصف للشجاعة والفروسية، صار الوصف للغنج والدلال عند الغلمان، كما نلحظ في أشعار أبي نواس مثلاً.
  • اختلط العرب بغيرهم في هذا العصر، وصار للفرس مكانة كبير في الدولة، وكذلك للموالي الذي كانوا مرفوضين في عصر الدولة الأموية، وصاروا من أركان الدولة الإسلامية في العصر العباسي الأول، حيث قرَّبهم الكثير من الخلفاء مثل الخليفة المأمون، وكان لاختلاطهم بالعرب أثر كبير في كل النواحي الاجتماعية والحياتية، وأثر ممتدٌّ إلى اللغة والأدب والفكر، فشاعت الكثير من الأفكار التي كانت غريبة على المجتمع كالإلحاد والزندقة والمادية.


عوامل سياسية

من أهم العوامل السياسية التي اتسم بها هذا العصر:[٢]

  • اعتبر هذا العصر عصر قوة الخلافة وعصر السلطان الكامل لبغداد، وقد تميَّز فيه الخلفاء باهتمامهم بالأدب والعلوم المختلفة، فكانوا في كثير من الأحيان مصدراً لهذه العلوم والآداب، حيث كانوا نقاداً للأدب وشعراء، يعرفون باللغة ويهتمون بها، ويعلون من شؤونها ويكرمون من يتعاطاها ويجزلون العطايا للشعراء، بل ويثيرون بينهم التنافس في من يقدّم الأفضل.
  • انتشرت الشعوبية وظهرت كذلك في الموضوعات الشعرية على هيئة مقارنات تحمل في أكثرها انتقاصاً من العربي وبيئته وحياته الميالة للغلظة والشدَّة، وتعلي من حياة الفارسي اللينة المرفهة.


عوامل عقلية

من أهم العوامل العقلية التي اتسم بها هذا العصر هو شيوع الأفكار الفلسفية نتيجة حركة الترجمة من اليونانية، والتي أسهمت في اطّلاع الشعراء على العلوم العقلية مما كان له الأثر في تحوّل الموضوعات الشعرية عندهم إلى موضوعات أكثر ميلاً للفلسفة، كما نلحظ في أشعار أبي العلاء المعري مثلاً.[٢]


أهم شعراء العصر العباسي الأول

لمعت في العصر العباسي الأول أسماء شعرية عظيمة نذكر منها، بقي ذكرها حاضراً حتى هذه اللحظة وبقيت أشعارهم خالدة حتى وقتنا هذا ومنهم:

  • أبو نواس
  • بشار بن برد
  • أبو العتاهية
  • أبو تمام
  • مسلم بن الوليد


المراجع

  1. ^ أ ب ت حروف عربي، "خصائص الشعر في العصر العباسي"، حروف عربي، اطّلع عليه بتاريخ 2-2-2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي، صفحة 9-23. بتصرّف.
6637 مشاهدة
للأعلى للسفل
×