السمنة نفسياً وعلمياً

كتابة:
السمنة نفسياً وعلمياً

السمنة

السمنة مرضٌ معقدٌ يتضمن وجود كميات إضافية من الدهون في الجسم، وهي ليست فقط مشكلةٌ جماليةٌ بل إنَّها مشكلةٌ طبيَّةٌ تزيد من خطر الإصابة بأمراضٍ ومشاكلٍ صحيةٍ أخرى، [١]، ويُعد مؤشر كتلة الجسم المحدِّد الأفضل حاليًا للسمنة ويتمُّ قياسه عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالأمتار، ونظرًا لأنَّ مؤشر كتلة الجسم يعبِّر عن وزن الجسم بالنسبة إلى طوله، فإنَّهُ تتواجد صلةٌ وثيقةٌ بين محتوى الدهون الكلي في الجسم وقيمة المؤشر، حيث إنَّ الشخص البالغ الذي مؤشر كتلة جسمه أكثر من 30 يُعد أنَّه يعاني من السمنة، والشخص الذي يشير مؤشر كتلة جسمة إلى 40 يُعد مصابًا بالسمنة المفرطة، ويتناول هذا المقال السمنة نفسيًا وعلميًا.[٢]

السمنة نفسيًا وعلميًا

قد تؤدي السمنة إلى العديد من الأضرار والمشاكل النفسية والجسدية على المصاب بها كأمراض القلب، السكري، ارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطانات،[١] وفيما يأتي تفصيل وتوضيح السمنة نفسيًا وعلميًا:

السمنة نفسيًا

كثيرًا ما يصاحب السمنة الاكتئاب ويمكن لكلٍ من المرضين أن يؤثر في الآخر، وهذا ما يظهر عند دراسة علاقة السمنة بالاكتئاب عند النساء حيث ارتبطت السمنة عند النساء بزيادة في معدلات الاكتئاب بنسبة 37%، وكذلك هناك علاقةٌ قويةٌ بين النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع والأفكار الانتحاريِّة، وكذلك قد يؤدي الاكتئاب إلى التغير في عادات النشاط وتناول الطعام، على سبيل المثال يبدأُ العديد من الأشخاص الذين يتعرضون لأحداثٍ شديدةٍ عاطفيًا بتناول الكثير من الأطعمة بصورة خاطئة وقد تطولُ هذه العاداتُ بحيث يصعب تغيرها، ومن جانب آخر ترتبط السمنة بأمراض نفسيِّة مثل الشراهة المرضيِّة وفقدان الشهية العصبي وخصوصًا عند النساء البدينات اللاتي يتعرضن لمضايقات حول مظهرهن من الآخرين.[٣]

السمنة علميًا

على الرغم من وجود التأثيرات الوراثيِّة والهرمونيِّة والسلوكيِّة، إلا أنَّ السمنة تحدث بشكلٍ رئيس عند استهلاك سعراتٍ حراريةٍ أكثر ممِّا يتمُّ حرقه أثناء التمارين والأنشطة اليوميِّة المختلفة، وعندها يخزن الجسم هذه السعرات الزائدة على شكل دهون، حيث تعد أهمُّ أسباب السمنة ما يأتي:[١]

  • العوامل الوراثيِّة: قد تؤثر الجينات على كمية الدهون التي يتمُّ تخزينها في الجسم، وقد تلعب هذه الجينات أيضًا دورًا في كفاءة تحويل الطعام إلى طاقة وكذلك لها دور تنظيم الشهية، ويلاحظ أنَّ السمنة قد تتواجد في العديد من الأُسرِ ليس بسبَّب الجينات فقط بل بسبَّب عادات الأكل المتماثلة.
  • النظام الغذائي غير الصحي: حيث إنَّ إتباع نظامٍ غذائيٍ غني بالسعرات الحرارية وفقير بالخضراوات الفواكه معتمدٌ على الوجبات السريعة والمشروبات الغنيِّة بالسعرات الحراريِّة يساهم بشكلٍ كبير في زيادة الوزن.
  • الخمول: حيث يتميز الخمول باستهلاك عالي للسعرات الحراريِّة والقيام بالقليل من التمارين والأنشطة اليوميِّة، حيث إنَّ زيادة الوزن ترتبط بشكل مباشر بعدد الساعات التي تُصرف أمام شاشات الكمبيوتر والهاتف المحمول.
  • بعض الأمراض والأدوية: يمكن أن تعزى السمنة إلى حالة مرضيِّة مثل متلازمة برادر ويلي أو متلازمة كوشنغ أو حالات التهاب المفاصل التي تسبِّب انخفاض النشاط وبالتالي السمنة، وكذلك قد تؤدي الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، مضادات الصرع، أدوية السكري، وحاصرات بيتا لزيادة الوزن كتأثير جانبي.
  • الإقلاع عن التدخين: عادة ما يرتبط الإقلاع عن التدخين بزيادة الوزن حيث يحدث هذا عندما يستخدم الناس الطعام للتغلب على الإدمان على التدخين، ومع ذلك فإنَّ الإقلاع عن التدخين مفيدٌ للصحةِ أكثر من الاستمرار بالتدخين، ويمكن للطبيب أن يساعد على منع كسبِ الوزن بعد الإقلاع عن التدخين.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Obesity", www.mayoclinic.org، 26-02-2020. Edited.
  2. "Obesity", www.medicinenet.com، 26-02-2020. Edited.
  3. "Mind/body health: Obesity", www.apa.org، 26-02-2020. Edited.
4965 مشاهدة
للأعلى للسفل
×