محتويات
الإقلاع عن التدخين
يُعدّ التدخين من أشدّ وأكثر الآفات التي اخترعها الإنسان فتكًا، فهو أهمّ من أيّ مرض على الإطلاق فيما يخصّ عدد الوفيات التي يتسبّب بها سنويًا، لما تمّ ربطه بالتدخين من أمراض ومشاكل صحية خفيفة أو شديدة، ولما يمكن أن يعانيه الشخص أثناء التدخين وبعده، ولذلك فإنّ الإقلاع عن التدخين يُعدّ أفضل الخطوات التي يمكن أن يقوم بها المدخّن عن رغبته في تخفيف نسبة الإصابة بالأمراض المختلفة، مثل أمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي والمشاكل العصبية وغير ذلك، ولذلك فإنّ السيطرة على التغيرات المزاجية للإقلاع عن التدخين تُعدّ من الأمور الأساسية التي تُساعد المدخّن في الإبقاء على رغبته في التخلص من هذا السمّ القاتل.
التغيرات المزاجية المرافقة للإقلاع عن التدخين
إنّ ما يحدث للمدخّن من أعراض وتبدّلات للمزاج بعد تركه للتدخين بشكل كامل هو ما يُعرف طبيًا بانسحاب النيكوتين Nicotine Withdrawal، فالنيكوتين هو أبرز المواد المسبّبة للإدمان والموجودة في السجائر، وهو الذي يؤدّي لمحاولة الجسم بالعودة إلى التدخين بعد تركه بمختلف الوسائل والطرق، ويمكن القول أنّ التأثيرات العضوية للنيكوتين تزول بعد فترة ليست بالبعيدة من ترك التدخين، إلّا أنّ هناك بعض التأثيرات التي لها علاقة بعادة التدخين بحدّ ذاتها، أي عادة حمل السيجارة ووضعها في الفم وما يرافق هذه العادة من نشاطات وأحاسيس، ومن التغيرات التي يمكن ذكرها عند الحديث عن أعراض الإقلاع عن التدخين ما يأتي: [١]
- الرغبة الشديدة للنيكوتين المتمثّل بدخّان السجائر.
- الهياج النفسي والإحباط نتيجة لعدم الحصول على النيكوتين المطلوب.
- انخفاض المزاج بشكل عام والملل.
- صعوبة التركيز أو الحصول على الانتباه المطلوب للقيام بالمهام اليومية.
- القلق والتوتّر العام.
- تبدّلات المزاج.
كما من الممكن أن تترافق الأعراض النفسية السابقة مع بعض الأعراض الجسدية، والتي تمثّل رغبة الجسم العضوية في الحصول على ما كان يستهلكه من نيكوتين بشكل دوري، وتتضمّن هذه الأعراض ما يأتي:
- الصداع.
- التعرّق.
- عدم القدرة على الحصول على الراحة الكافية عند الاسترخاء.
- رجفان الأطراف.
- صعوبة النوم والأرق.
- زيادة الرغبة في تناول الطعام.
- الآلام البطنية أو التقلّصات العضلية المؤلمة في البطن.
- المشاكل الهضمية مثل الإمساك.
الفترة الزمنية التي تستمرّ فيها التغيرات المزاجية بعد الإقلاع عن التدخين
تختلف الفترة التي يشعر فيها الشخص برغبته في الحصول على النيكوتين بعد الإقلاع عن التدخين، فمن الممكن أن يشعر الشخص أنّ الرغبة الجسدية لديه للحصول على هذا الأمر أكبر من غيره، والبعض يملك أعراضًا خفيفة لعدّة أيام ثمّ تزول بشكل كامل، بينما من الممكن أن يعاني البعض الآخر من أعراض شديدة ورغبة عنيفة في الحصول على التدخين لمدّة عدّة أسابيع. وتبدأ الأعراض الأساسية للإقلاع عن التدخين بعد حوالي 4 إلى 24 ساعة من آخر سيجارة تمّ تدخينها، وتبلغ ذروة هذه الأعراض في اليوم الثالث تقريبًا لترك التدخين، ومن ثمّ تبدأ هذه الأعراض بالانخفاض بشكل بطيء وتستمرّ بالانخفاض لفترة 3 إلى 4 أسابيع، ومن الممكن أن تبقى الرغبة بالتدخين عند البعض أطول من باقي الأعراض، فبعض الأشخاص والأماكن والمواقف يمكن أن تُحرّض الرغبة في التدخين دون وجود الأعراض الأخرى.
وبعد ساعتين تقريبًا من الإقلاع عن التدخين يستطيع الجسم أن يتخلّص من حوالي نصف كمية النيكوتين التي يملكها، بينما يتخلّص من باقي الكمية في الأيام القليلة التالية لآخر سيجارة.
وبالإضافة للأعراض السلبية التي يمكن أن يعاني منها الشخص المدخّن، يمكن أن يشعر ببعض التحسّن في حاستي الشم والتذوق، بالإضافة إلى انخفاض معدّل السعال لديه، كما تتحسّن عملية التنفس، خصوصًا عند القيام بالتمارين الرياضية. [١]
السيطرة على التغيرات المزاجية للإقلاع عن التدخين
إنّ الرغبة في العودة للتدخين من الأعراض التي تستمر لفترات طويلة نسبيًا، وتبدأ خلال 30 دقيقة فقط من آخر سيجارة، وعلى الرغم من أنّ النيكوتين يزول من الجسم في غضون عدّة أيام فقط، إلّا أنّ التغيرات المزاجية يمكن أن تقود الشخص للعودة للتدخين بعد هذه الفترة، ولذلك فإن السيطرة على التغيرات المزاجية للإقلاع عن التدخين تُعدّ من الأمور الهامّة للغاية والتي لا يجب التهاون بها.
ويستطيع الشخص السيطرة على التغيرات المزاجية للإقلاع عن التدخين خطوة خطوة، أي بعدم التفكير بالوقت الذي سيمضي في الأسابيع القادمة بدون تدخين، فالرغبة الآنية للتدخين تستمرّ 15 إلى 20 دقيقة فقط، والتغيرات المزاجية المرافقة لها تزول بعد هذه الفترة أو تخفّ بشكل كبير، ولذلك يمكن للشخص القيام بهذه الأشياء للحفاظ على نفسه من العودة للتدخين مجدّدًا: [٢]
- شغل الفم دائمًا بمضغ العلكة والحلوى والمأكولات الصحية.
- استخدام العلاجات المعوّضة للنيكوتين في البداية -وهذا الأمر سيتم الحديث عنه لاحقًا-.
- القيام بالمشي أو التمارين الرياضية السريعة عند الشعور بالرغبة الآنية للتدخين.
- التوجّه نحو المناطق العامّة التي يمنع فيها التدخين.
- الاتصال بالأصدقاء أو مراسلتهم لشغل الذهن عن التدخين.
- القيام بالتنفس العميق الذي يساعد في السيطرة على الذات بشكل ملحوظ.
- البدء بروتين يومي جديد خصوصًا في الأوقات التي عادة ما يقوم بها الشخص بالتدخين.
- تجنّب المحرّضات التي يمكن أن تؤدّي للتدخين، مثل الكحول والقهوة والأصدقاء المدخّنين.
- وضع قائمة لتذكير الذات دائمًا بالأسباب التي أدّت للتخلّي عن التدخين في المرتبة الأولى، واللّجوء لقراءة هذه القائمة عند الرغبة بالتدخين.
معيضات النيكوتين
هناك العديد من الخيارات التي تتضمّن النيكوتين والتي يعتمدها المدخّن في السيطرة على التغيرات المزاجية للإقلاع عن التدخين، وتُساعد هذه المعيضات في التخلص من الرغبة المحلّة في التدخين، سواء على المدى القصير أو الطويل، وتتضمّن هذه الخيارات بشكل عام ما يأتي: [٣]
- البخاخات الأنفية أو الفموية الحاوية على النيكوتين.
- لصقات النيكوتين أو العلكة الحاوية على النيكوتين والتي تتوفّر للشراء بدون وصفات طبية.
- الوصفات الطبية للأدوية التي تُساعد في الإقلاع عن التدخين دون أن تحتوي على النيكوتين، مثل البوبروبيون والفارينيكلين.
ومن الممكن أن تُساعد العلكة أو البخاخات الأنفية في السيطرة على الرغبة الآنية الشديدة في التدخين، ومن الممكن مشاركتها مع الخيارات المستخدمة في تحسين الرغبة طويلة المدى للتدخين مثل اللصاقات أو الأدوية غير النيكوتينية. كما أنّ هناك السجائر الإلكترونية التي انتشرت مؤخرًا كعلاج بديل للخيارات السابقة، إلّا أنّها تحتاج إلى المزيد من الدراسة بخصوص دورها الفعّال في الإقلاع عن التدخين وضررها الذي يحدث عند استخدامها على المدى البعيد.
المراجع
- ^ أ ب "Nicotine withdrawal symptoms and how to cope", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-07-2019. Edited.
- ↑ "Tips for Making it Through Nicotine Withdrawal", www.webmd.com, Retrieved 19-07-2019. Edited.
- ↑ "Quitting smoking: 10 ways to resist tobacco cravings", www.mayoclinic.org, Retrieved 19-07-2019. Edited.