السيميائية عند بيرس

كتابة:
السيميائية عند بيرس


السيميائية عند بيرس

تُعدُّ السيميائية من النظريات النقدية التي تُعنى بدراسة الفنون والأدب، وقد ظهرت في عصر ما بعد الحداثة بوصفها ردة فعل على النظريات الحداثية وخصوصًا المنهج البنيوي، الذي اعتمد منهج المحايثة والانغلاق؛ فأقصى كل ما هو خارج العلامة النصية من التحليل والدراسة، فجاءت السيميائية لترفض هذا المبدأ؛ وتهتم في مجالها بالعلامة وما ورائها.[١]


مفهوم السيميائية ونشأتها

السيميائية (Semiotics) أو السيميولوجيا، أو السيميوطيقا، أو علم الإشارة، أو علم العلامة، أو علم الدلالة، ويصعب تحديد مفهوم جامع مانع للسيميائية؛ فمجال البحث المنهجي والتحليلي فيها واسع النطاق، فثمة سيميولوجيا سوسير بخلفياتها اللسانية، وسيميوطيقا بيرس بمرجعياتها المنطقية والرياضية والظاهراتية.[١]


ثمة سيمياء التواصل لدى بريتو ومونان وبويسنس، وثمة سيمياء الدلالة لدى بارت ولا كان، وهناك سيمياء الثقافة التي بشر فيها الروسي يوري لوتمان، والإيطالي أمبرتو إيكو، وتتعدد السيميائيات بتعدد الموضوعات البحثية والأنساق الدلالية المتنوعة منها سيمياء الصورة، وسيمياء السرد، سيمياء الأهواء وسيمياء الانتماء.[١]


شاع المصطلح منذ بدايات القرن العشرين على يد عالم اللسان السويسري فردناند دو سوسير في محاضراته التي نشرت بعد وفاته تحت مصطلح علم السيميولوجيا (Semiology) ويعنى بدراسة حياة العلامة داخل الأنظمة الاجتماعية، وارتبط مصطلح السميوطيقا (Semiotics) عند الفيلسوف الأمريكي شارل سندرس بيرس ذو الصبغة المنطقية الفلسفية.[١]


سيميوطيقا بيرس

تقوم السيمياء عند الفيلسوف الأمريكي شارل سندرس بيرس على المنطق والظاهراتية والرياضيات الذي بدوره يقوم بدراسة العلامة وحمولاتها الدلالية المتولدة، وهو ما يعرف بالسيموزيس (Semiosis) أي: الصيرورة الدلالية والدلالة لا نهائية. ويعمل بموجبها الدليل، وتحوي هذه الصيرورة على عوامل ثلاثة، وهي الممثل، والموضوع، والمؤول، وهي أقسام العلامة كما صنفها بيرس.[٢]


العلامة في السيميائية عند بيرس

يُعرّف بيرس العلامة أو المصورة بأنّها شيء ينوب لشخص ما عن شيء ما بصفة ما، أي أنّها تخلق في عقل الشخص علامة معادلة أو ربما علامة أكثر تطورًا، بحيث تندرج العلامة وفق مسمّيات أطلقها بيرس لتمثل الشكل الدلالي المتولد عن سمة الشيء، وتنوب عنه، ضمن صيرورة دلالية لها أبعاد فكرية متعددة الأطراف.[٣]


مراحل العلامة عند بيرس

العلامة كما هي عند بيرس بطبيعتها الدلالية تندرج وفق المراحل الآتية:[٤]

  • المصورة

(بالإنجليزية: Represntamen) وتشكل الحامل المادي للعلامة، وتقابل الدال عند سوسير، والرمز عند أوجدين وريتشاردز.

  • المفسرة

(بالإنجليزية: Interpretant) هي التي تقابل المدلول عند سوسير، والفكرة عند أوجدين وريتشاردز، إذ يُعدها بيرس بأنها العلامة الجديدة التي تنجم عن الأثر الذي يتركه موضوع العلامة في ذهن المفسر أو متلقي العلامة.

  • الموضوع

(بالإنجليزية: Object) إذ يقابل المشار إليه في تعريف أوجدين وريتشاردز، فالموضوع عند بيرس جزء من العلامة وليس شيئًا من أشياء عالم الموجودات، حيث يتميز بنوعين: الأول يمثل الموضوع الديناميكي أي الشي الذي تحيل إليه العلامة وتحاول أن تمثله، والنوع الثاني، الموضوع المباشر: يكون جزء من العلامة وعنصر من عناصر تكونها.

  • الركيزة

(بالإنجليزية: Ground) وهي الفكرة التي تحيل إليها المصورة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث بسام قطوس، دليل النظرية النقدية، صفحة 161. بتصرّف.
  2. جميل حميداني، السيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، صفحة 15. بتصرّف.
  3. سيزا قاسم ، نصر حامد أبو زيد، أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة مدخل إلى السيميوطيقا، صفحة 26. بتصرّف.
  4. سيزا قاسم ، نصر حامد أبو زيد، أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة مدخل إلى السيميوطيقا، صفحة 26 27 28. بتصرّف.
4841 مشاهدة
للأعلى للسفل
×