الشخصيات في رواية الطنطورية

كتابة:
الشخصيات في رواية الطنطورية


الشخصيات في رواية الطنطورية

تروي الكاتبة رضوى عاشور أحداثا تاريخيةً للرواية قد عاشتها فلسطين، بدأت الرواية باستقرار الوضع في الفلسطين، وبدأت الأحداث تتدرج إلى قرار تقسيم فلسطين، وستدخل كل من الطنطورية وخط الساحل من جنوب عكا إلى جنوب يافا إلى مناطق اليهود، وانتفض العرب على اليهود انتقامًا منهم وردًا على الهجوم، واستعد الأهالي لمواجهة العدو فحملوا السلاح وتدربوا جيدًا عليه لهزيمة العدو، وجاءت الشخصيات في الرواية على النحو الآتي:[١]


شخصية الراوي

ما ميّز رواية الطنطورية هو راوي الرواية الذي جسّد شخصية حسن، وهو من أهم شخصيات الرواية، عرض حسن على والدته أن تبدأ سرد قصتها التي تحدثت عن الشجاعة والبسالة، وأن تتحدث عن القيم الوطنية المصرية، وتُعد شخصية حسن الراوي المباشر الذي يقوم بسرد أحداث القصة.


إنّ النظرة العالمية لكل من شخصية الراوي والمروي، كشخصية حسن وأمه، تعتبر شخصيات متشابهة وفي رواية الطنطورية يعتبر حسن هو الراوي المباشر، ويمكن في بعض المواقف السردية أن تتبادل شخصية الأم وحسن الأدوار باعتبار الإطار الرئيسي للراوي والمروي الداخلي.


بالنظر إلى شخصية حسن باعتبار أنّه الراوي الرئيسي للرواية يمكن أن ندعي أنّ رواية الطنطورية لم تكن من الممكن نسجها في عالم الأدب المصري، بل إنّها رواية من نسج الكاتبة رضوى عاشور.


شخصية رقية

هي بطلة الرواية، وهي شخصية خيالية من تأليف الكاتبة رضوى عاشور، تروي رقية قصتها تارةً بالتذكر وتارةً بالاستحضار والفحص، وتُعتبر شخصية رقية مزيجًا بين الشخصية الخيالية والتاريخية المعروفة، تتحدث رقية عن والدتها وأخواتها وزوجها وأطفاله وهم شخصيات خيالية ولا وجود لهم على أرض الواقع.


تبدأ أحداث قصة رقية باستعراض طفولتها في قرية طنطورة، ورقية هي امرأة قروية عاشت طفولتها وشبابها في قرية طنطورة التي لم تعرف أبدًا ما سيحل بها، وتنتهي بالمذبحة والطرد الوحشي وهروبها من لبنان، ومخيم لبنان، وعن احتلال لبنان والتي هي كلها حقائق من الواقع وموثقة، وتتداخل في هذه الأحداث الواقع الفلسطيني وخيال الكاتبة، وصفت الكاتبة رضوى عاشور نفسها من خلال شخصية رقية وأظهرت بصفة الغائب نفسها.


أمّا عن شخصية رقية التي تُمثل واقع كل فتاة فلسطينية وتصف ما عاشه الفلسطينون، من حروب ونكبات وكيف أنّ العائلة الفلسطينية تشتت في الحروب فقد بدأت حياة رقية بالنكبة الفلسطينية، وبعد اغتصاب أراضي الفلسطينين اضطرت رقية وعائلتها إلى الهروب إلى لبنان، وتصف ما عاشته هناك في المخيم واضطراراها إلى الخروج منه بعد الحروب الأهلية فيها.


شخصية أبو صادق

أبو صادق، وهو والد بطلة القصة رقية، تبدأ أحداث هذه الشخصية في القصة، بأول خلاف عائلي ينشأ بين "أبو صادق"وبين أخيه "أبو الأمين"، عندما قرر أبو الأمين الرحيل إلى صيدا عن طريق البحر لإنقاذ الأطفال الصغار والنساء على الأقل، وهذا عندما رأى أبو الأمين أن اليهود قد احتلت حيفا في وقت قصير لم يتجاوز اليومان، فكيف الحال باحتلالهم للطنطورة!


أمّا عن موقف أبي الصادق، فلم يستطع الذهاب والتخلي عن قريته الطنطورة، وقال: حيفا نصفها يهود، هم على الجبل ونحن في السهل، وضعنا يختلف، ظل أمل أبو الصادق بأن الشباب سيحمون بلدتهم، ووضعوا خطة للحراسة موزعة على الشمال والجنوب والشرق في كل أنحاء القرية، والقرى التي تقع في الجبل عرب لا يهود.


لم يستطع أبو الصادق فعل ما فعله أبو الأمين، فقد بقي هي وزوجته وأولاده وعائلته، وقال لابو الأمين: بأنه حر بأهل بيته، أما في القرى المجاورة للطنطورية والتي بعثت الأمل في نفس أبي الصادق، كقرية أهل عين غزال وجبع، والذي صدوا الهجوم وفأمن أبو الصادق أن شباب قريته ليسو أقل منهم، وأنهم يستطيعون الدفاع عن قريتهم مجتمعين.


الشخصية الخفية في الرواية

تمثلت هذه الشخصية بمفتاح الدار، إذ يُمثل مفتاح الدار الفلسطيني الأمل والمستقبل، فقد احتفظت كل امرأة في المخيم بمفتاح دار عائلتها حول رقبتها، أو في أي مكان آمن، ولم تستطع التفريط به، وبعد وفاة أم رقية أعطيت رقية مفتاح الدار، الذي تعجبت رقية من أمها قد وضعته طول الوقت في رقبتها، وهي فعلت مثلها.

المراجع

  1. "رواية الطنطورية "، اخبار الدنيا، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2022. بتصرف.
3446 مشاهدة
للأعلى للسفل
×