الشذوذ الجنسي التفسير من الناحية العلمية والنفسية وطرق العلاج

كتابة:
الشذوذ الجنسي التفسير من الناحية العلمية والنفسية وطرق العلاج

ما هو الشذوذ الجنسي؟

يطلق مصطلح الشذوذ الجنسي أو Paraphilia بشكل عام على أي شعور بالإثارة الجنسية أو الاهتمام الجنسي الذي يحدث بسبب محفزات تخالف الطبيعة البشرية، كما قد ترتبط المتعة الجنسية في عديد من حالات الشذوذ الجنسي بالانزعاج أو الضرر الذي قد يقع على الفرد المصاب أو الآخرين المحيطين به، بالإضافة إلى أنه قد يؤثر على قدرة المصاب على ممارسة نشاطاته اليومية، وفي هذه الحالات يطلق الخبراء مصطلح أمراض واضطرابات الشذوذ الجنسي، الأمر الذي يستدعي الحاجة إلى تدخل طبي، أما في حال لم يسبب الشذوذ الجنسي الضرر أو لم يؤثر على حياة المصاب ومن يحيطون به، فلا تحتاج هذه الحالة عادةً إلى علاج، وفي هذا المقال، سيتمّ ذِكر أبرز أنواع الشذوذ الجنسي، أعراضه، والطرق الحديثة المُعالجة له، سواءً أكانت نفسيّة أو دوائيّة.[١]


ما هو الشذوذ الجنسي من منظور نفسي؟

وفقًا ِلما ذُكر في التشخيص النفسي، يُعرّف الشذوذ الجنسي على أنّها الاهتمامات الجنسيّة، سواءً أكانت التخيّلات أو الحوافز أو حتى السلوكيّات الظاهرة على المريض، والذي يندرج بخانة كل ما هو غير النمطي أو غير الشائع والخارج عن الحد الفطريّ والطبيعي للرغبات الجنسيّة، كاستراق النظر، والاستعراض بالأعضاء التناسليّة، أو حتّى التحرّش الجسدي، وصولًا إلى مُمارسة العنف والساديّة على الضحيّة.[٢]


من المنظور النفسي، يصف خبراء الطب النفسي الشذوذ الجنسي على "أنّه اضطراب التفضيل الجنسي المبني على تركيز الجاني وتفضيله لرغباته الشخصيّة دون الاهتمام بعواقبها، إضافةً إلى السلوك غير المُنضبط المبني على توتّر وإلحاح الشاذّ، غير مُنزعج من جوهر تفضيلاته، في حين أنّ تطبيق السلوكيّات الجنسيّة النموذجيّة والتقليديّة تُسبب له الضيق والضجر" .[٢]


هل هناك أنواع مختلفة من الشذوذ الجنسي؟

تختلف أنواع الشذوذ الجنسي تِبعًا للسلوك الظاهر على المريض، إضافةً إلى ما تمّت مُلاحظته نتائج بحثية وفحوصاتٍ نفسيّة دارسة لميوله الجنسيّ والقائمة على البحث حول ما يجذب المريض، وربط تاريخه الطبيّ والسلوكي،[٣] بناءً على ذلك، تمّ تقسيم أنواع الشذوذ الجنسي إلى:


الاستعرائية

يشعر المصاب بالاستعرائية بالحاجة الملحة للقيام بالتعرّي وعرض أعضائه التناسلية لبعض الغرباء بشكل مفاجئ، ويثار المصاب عند مفاجأة ضحاياه وإصابتهم بالصدمة، [٤]ورغم كون التعري أو التعرض غير اللائق أمرًا غير قانوني، إلا أنه غالبًا ما يقتصر هذا النوع من الشذوذ الجنسي على التعري دون قيام المصاب بأي فعل أو تقدم ضار آخر؛ فالاتصال الجنسي الفعلي مع الضحية في هذه الحالة يعد أمرًا نادر الحدوث، ومع ذلك، يمكن أن يقدم المصاب على ممارسة العادة السرية أثناء تعريه أو حتى أثناء تخيله لفكرة تعريه، والذي يطلق عليه بعض الخبراء المتعرّي.[٥]


الفيتيشية

يعاني الأفراد المصابون بهذا النوع من الشذوذ من الانجذاب الجنسي نحو الجمادات غير الحية، ويشعر المصاب بالإثارة والمتعة الجنسية عند ارتدائه أو لمسه لما سبب له هذا الانجذاب؛ فعلى سبيل المثال يشعر بعض الأفراد بالإثارة الجنسية تجاه الملابس الداخلية، أو الملابس المطاطية أو الأحذية الجنسية، ورغم أن هذه الأغراض قد يتم دمجها أثناء الممارسة الحميمية مع شريك المصاب، إلا أنها في بعض الحالات قد تحل محل العلاقة الجنسية وتصبح الدافع الوحيد للمتعة الجنسية، مما يجعل المصاب يتجنب العلاقات الجنسية.[٦]


التحرش

في هذا النوع من الشذوذ الجنسي، ينصب تركيز المصاب وحوافزه الجنسية على أن يلمس أو يفرك أعضائه الجنسية بضحية لا يعرفها و لا توافق على هذا النشاط الجنسي، وفي معظم حالات التحرش، يقوم الذكر المصاب بفرك أعضائه التناسلية وملامسة أنثى أثناء تواجده في الأماكن العامة المزدحمة، الأمر الذي لا أخلاقيًا وغير قانوني.[٦]


التحرّش بالأطفال

يتعمّد المُتحرّش بالأطفال إلى تكوين التخيّلات الشاذّة التي ينطوي عليها النشاط الجنسي غير القانوني مع الأطفال دون سن 13، ويتضمّن السلوك خلع الملابس وتشجيع الطفل على مُمارسة العادة السريّة، ثمّ أداء الأفعال الجنسيّة عنوةً، ويبدأ المُتحرّشين مُمارسة الشذوذ مع القربى ثم الغرباء، وتهديد الضحيّة بعواقب الكشف عن الإساءة، وتُعد هذا النوع من الشذوذ اغتصابًا وجريمة يُعاقب عليها القانون.[٦]


الماسوشيّة الجنسيّة

يميل المُصاب بهذا الاضطراب الجنسي إلى الإذلال الفعلي وليس المُحاكى والضرب والتعذيب بشتّى الطرق، بُغية الوصول إلى النشوة الجنسيّة وذروتها، وتتباين الأفعال التي تُطبّق على الضحيّة بين الإذلال اللفظي أو التعنيف الجسدي، كما وقد يقوم الشاذّ بمُحاكاة أوهامهم وتخيّلاتهم على أنفسهم، كتقطيع الجلد أو حرقه، وتشمل الأنشطة مع الشريك العبوديّة الصفع والاغتصاب المُمثّل، كما وقد يترتّب عن الماسوشيّ الجنسيّة الاختناق الجزئي الذاتي الذي يودي بحياة الضحيّة.[٦]


الساديّة الجنسيّة

حيث تتشكّل عند المُصاب بالشذوذ السادي التخيّلات المُنحرفة بشكلٍ مُستمرّ، والتي يترتّب عليها الإثارة الجنسيّة عن طريق إلحاق الضرر بالضحيّة نفسيًّا وجسديًّا، بما في ذلك الإذلال والإرهاب، ويختلف هذا الاضطراب عن الأعمال العدوانيّة ذات الدرجة البسيطة، فعلى سبيل المثال، الجنس العنيف، وللوصول إلى أقصى درجات النشوة الجنسيّة، يبدأ مُمارس الساديّة بالأنشطة غير القانونيّة كالاغتصاب والتعذيب وحتّى القتل، ليس لإحداث المُعاناة؛ وإنّما لمزج الجنس مع إخضاع الضحيّة وفرض القوّة عليها، ويحتاج المُصاببالساديّة الجنسيّة إلى السجن التأهيلي مع علاج نفسي مُكثّف.[٦]


لِبسة الجنس الآخر

يُشير مُصطلح Transvestitism إلى ميل الذكور لارتداء ملابس الإناث والعكس صحيح، تعزيزًا للإثارة الجنسيّة، وعادةً ما تنطوي التخيّلات على تواجد شريكٍ وهميّ، إضافةً إلى تخيّله الشريك من الطرف الآخر، ويرتدي المُصاب بهذا النوع من الشذوذ الملابس الداخليّة فقط أو الزي كاملًا، بما في ذلك تصفيف والمكياج.[٦]


استراق النظر

يتضمّن هذا الشذوذ تحقيق الاستثارة الجنسيّة من خلال التلصص ومُراقبة الضحيّة دون علمها، أثناء خلع الملابس أو مُمارسة النشاط الجنسي، ليبدأ الشاذ بمُمارسة العادة السريّة أثناء المُراقبة دون السعي إلى مُمارسة الجنس مع الضحيّة، ومن الأسماء الأخرى لهذا السلوك هي مختلس النظر أو مختلس النظر توم.[٦]


هل هناك أعراض تظهر على الشذوذ الجنسي؟

يُعرّف الدليل التشخيصي والعلاجي البارافيليا أو الشذوذ الجنسي على أنّه الاهتمام الجنسي المُرتكز على الأنشطة غير الاعتياديّة والمُحفزات الخارجة عن الطبيعة، ليترتّب على ذلك ظهور بعض الأعراض الجسديّة أو السلوكيّة المُرتبطة بزيادة التوتّر وغيرها،[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض الظاهرة تقل حدّتها مع التقدّم في العمر، ومن أهم أعراض الشذوذ الجنسي الآتي ذِكره:

  • الشعور بالقلق، وما يترتّب عليه من أعراضٍ جسديّة، كالخفقان والتعرّق.[٨]
  • التهيّج والانفعال والعصبيّة إزاء العقبات أو المشاكل البسيطة، أو حتى بدونها.[٨]
  • التوتّر دون سبب.[٨]
  • الحديث بشكلٍ بذيء ليُستثار، إضافةً إلى التحدّث بفضاضة.[٩]
  • تعريض الشريك لشتّى أنواع العنف الجسدي، كالصفع أو العضّ، والاستمتاع بمُشاهدته وهو يؤدي أعمالًا غير أخلاقيّة.[٩]


ما هي أسباب الشذوذ الجنسي؟

قد يترتّب عن الإصابة ببعض المشاكل البيولوجيّة التي تؤدي إلى تغيير في البُنية الدماغيّة للمُصاب، إذ تؤثّر بعض الاختلافات في نشاط المراكز المُحفزة للإثارة الجنسيّة للمُصاب وشذوذها، وبالتالي انجذابه لكل ما هو شاذ عمومًا، وقد تمّ الكشف عن ذلك عن طريق قياس درجة ذكاء الأشخاص الذين يُمارسون الجنس مع الأطفال، والتي كشفت عن انخفاضه مع نظائرهم الذين لا يُمارسون الجنس مع الأطفال.[٨]


أمّا بالنسبة للنظريّة النفسيّة، فقد فسّرته على أنّه آليّةٌ من آليّات الدفاع النفسي المُضادّ للقلق، والتي تظهر على شاكلتها من سلوكيّاتٍ جنسيّة غير مُتطوّرة، أو عن طريق الانخراط بتجارب جنسيّة غير اعتياديّة في الحياة المُبكّرة، والتي عُززت من خلال النشوة الجنسيّة والميل إلى نمط التفكير المُشوّه، لتُلبّي الاحتياجات الجنسيّة بطرقٍ شاذّة لا يُمكن السيطرة عليها، وتشمل عوامل الخطر المُساعدة التي تؤدي إلى الإصابة بالتشوّة والشذوذ الجنسي على:[٨]

  • الحالة المزاجيّة: وذلك من خلال عدم السيطرة على تثبيط المشاعر والسلوكيّات غير الطبيعيّة.
  • مُمارسة العلاقة الجنسيّة مُبكّرًا: خاصّةً في الصِغر، والتي يفتقر المرء فيها إلىالوعي الذاتي المُستقرّ، وصعوبة السيطرة على المشاعر أو حتّى التعرّف عليها.
  • الصدمة: حيث يتعرّض المُصاب إلى الإساءة الجنسيّة بشكرٍ مُتكرّر، خاصّةً أثناء الطفولة، ليُكوّن بذلك طريقةً للتعامل مع المشاعر المكبوتة الناتجة، من خلال إيذاء الآخرين بطريقةٍ ما أو تطوّر العادات الجنسيّة لتُمارس بشكلٍ شاذّ.
  • التطوّر المُضطرب للجنس: ويميل هذا التطوّر في التشكّل أثناء سنّ المُراهقة، خاصّة في البيئات التي تميل إلى التساهل في المُمارسات الجنسيّة، أو النشئة بدون إشراف الوالدين، أو الصراع بين الوالدين وغيرها من العوامل.


كيف يتم تشخيص الشذوذ الجنسي؟

يتم تشخيص اضطرابات الشذوذ الجنسي من خلال الكشف عن الأعراض والسلوكيّات الجسديّة والنفسيّة الظاهرة على المريض، إضافةً إلى التقييم النفسي الذي يُمكن من خلاله التفريق بين التخيّلات الجنسيّة والسلوكيّات أو الأشياء المُحفّزة للإثارة الجنسيّة بشكلٍ غير مرضيّ، أمّا بالنسبة للتقييم الطبين فيُبنى على بعض التحاليل، ومن أبرز التحاليل المستخدمة الآتي ذِكره:[١٠]

  • تحليل الدم الشامل.
  • تحاليل مُستوى الهرمون المُحفّز للغدّة الدرقيّة واختبار وظائف الغدّة الدرقيّة.
  • الاختبارات الكاشفة لالتهابات الكبد فيروس نقص المناعة البشريّة.
  • التصوير المقطعي CT.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
  • مقياس الضغط في القضيب عند الرجال.
  • تقييم هابيل للاهتمام بالبارافيليا.
  • اختبار قياس ضغط الدم.
  • التخطيط الكاشف لكهربيّة الدماغ EEG.


هل هناك علاج للتخلص من الشذوذ الجنسي؟

تتضمّن الطرق العلاجيّة الحديثة التي تُسهم بشكلٍ كبير في التخلّص من الشذوذ الجنسي عند الرجال والنساء على حدٍ سواء، والذي يتم تطبيقه ليسهدف الجانب الجسدي والعوامل النفسيّة المُساعدة في تطوّر التخيّلات الجنسيّة والسلوكيّات الشاذّة، [١١]وتتمثّل الخطّة العلاجيّة الآتي ذِكره:


الأدوية

في الآونة الأخيرة، انتشر استخدام فئة الأدوية المُضادّة للأندروجين، والتي تعمل على تقليل مُستوى هرمون التستوستيرون الجنسي بشكلٍ مؤقت بالتزامن مع الخطّة العلاجيّة المبنيّة على إعادة التأهيل النفسي للمُصاب، حيث تهدف هذه الأدوية إلى تقليل تكرار الصور والتخيّلات الذهنيّة المُرتبطة بالشذوذ الجنسي، مما يسمح للمُصاب التركيز دون التشتّت في المُلهّيات من الحوافز الحادّة المُحيطة به، ومن جهةٍ أُخرى، آثرت بعض الخطط العلاجيّة المبنيّة إلى استخدام[١]مُضادّات الاكتئاب، كالفلوكستين، لتقليل الدافع الجنسي دون استهداف التخيّلات الجنسيّة بشكلٍ فعّال.[٩]


النماذج السلوكيّة المعرفيّة

حيث إنّها فعّالة في علاج المُصابين بالشذوذ الجنسي، والتي تتركّز حول زرع الأفكار والمُنبّهات السلبيّة وربطها بالتصوّرات الجنسيّة المُنحرفة، وذلك عن طريق العلاج النفسي السلوكي، فعلى سبيل المثال، إصابة العضو الذكري أثناء رفع سحّاب البنطال بعد مُمارسة الشذوذ، أو ضخّ الرائحة الكريهة عند حثّ الشاذّ على استدعاء الصور المُنحرفة والتفكير بها، ليبدأ الوعي الاإرادي بربط السلبيّات مع التفكير المُنحرف، ومُحاولة تجنّب المُنبّهات السلبيّة بعدم استدعاء الأفكار الشاذّة، وقد يتضمّن العلاج المعرفي السلوكي، مُشاهدة عواقب الأفعال الشاذّة، كعمليّات الإخصاء، ووصف الضحايا للانتقام المرغوب تطبيقه.[٩]


تدريب المهارات الاجتماعيّة

والذي يقوم على أساس استبدال المهارات والسلوكيّات السلبيّة بأخرى إيجابيّة، والتي تكون أكثر مُلائمة، إذ ترتكز هذه الطريقة العلاجيّة على إعادة التهيئة بُغية تقديم المُلاحظات الفوريّة للمريض وتنبيهه لتعديل سلوكه، فعلى سبيل المثال، يتّصل المريض بجهاز لقياس كهربيّة الدماغ الموصول بمصباحٍ ضوئيّ، ثم تعليم الشخص على أن يُحافظ على الضوء ضمن نطاقٍ مُعيّن من الألوان أثناء تعرّضه لموادٍ تُثيره جنسيًّا، أو فصل المُتعة الجنسيّة عن مُمارسة العادة السريّة والذروة الجنسيّة عن السلوك المُنحرف.[٩]


العلاج المعرفي

إذ تستند هذه الطريقة على إعادة هيكلة التشوّهات المعرفيّة الحاصلة نتيجةً للشذوذ الجنسي، أهمّها التعاطف، إذ تتضمّن إعادة بناءالأفكار الإيجابيّة حول الضحية، والربط بين السلوك الشاذ والمنطق الخاطئ حول استحقاق الضحيّة بأن تكون طرفًا في الفعل الشاذّ، إضافةً إلى مُساعدة الجاني على فهم الطرف الآخر والتعرّف عليه بشكلٍ أوضح؛ لفهم الضرر الحاصل والعواقب على المدى البعيد في حياة كلٍ من الجاني والضحيّة.[٩]

المراجع

  1. "Paraphilic Disorders", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  2. ^ أ ب "Paraphilia", link.springer.com, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  3. "Introduction to Sexual Disorders", www.helenfarabee.org, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  4. "Paraphilia", www.sciencedirect.com. Edited.
  5. "Paraphilias", WEBMD, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Paraphilias", www.webmd.com, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  7. "Paraphilia ", www.goodtherapy.org, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Paraphilias", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح "Paraphilias", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  10. "Paraphilic Disorders", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-09-23. Edited.
  11. "Paraphilias: definition, diagnosis and treatment", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-23. Edited.
6883 مشاهدة
للأعلى للسفل
×