الشمس والقمر في القرآن والسنة

كتابة:
الشمس والقمر في القرآن والسنة

آيات الله الكونية

إنَّ الله أكرم العباد بفضله ومنّه بجمال وعظيم آياته الكونية، فجعل من آياته ما هو مكتوب بين السطور في كتابه الحكيم، ومنها ما هو ملموس ومرئي، فعندما يتفكر العبد المسلم في خلق الله وإبداعه؛ يقف حائرًا أمام عظمته وملكوته، فالقرآن الكريم فيه من الآيات ما تجعلُ العبد ينظر إلى مخلوقاته بكل حواسه ومشاعره، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[١] فها هي آيات الله تعرض في كل آية صورة من صور خلقه وإبداعه؛ فتارة يذكر الجبال شامخة وتارة راسية ومنها البحار والأنهار والسموات والأرض والشمس والقمر؛ قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنونَ}،[٢] فهذا الكون بصنيع إبداعه مقدرٌ بتقدير لو اختل قيد شعره سينهار، ولهذا لا يرى هذا الإبداع إلا العبد المؤمن الحيَّ بتأمله وتدبره بما في الكون من آيات كونية باهرة، وسيخصص هذا المقال للحديث عن آيتين هما الشمس والقمر.[٣]

الشمس والقمر في القرآن والسنة

إنَّ آيات الله -عزّ وجلّ- في خلق السموات والأرض لا تكادُ تُحصى، فالأرض ببحارها وأنهارها والسموات بشمسها وقمرها قد لا تساوي ذرة مع باقي مخلوقات الله -عزّ وجلّ- في أفلاكه الأخرى، وقد جعل لعباده آيتين من آياته فيهما من المنافع ما لا يعلمه إلا الله -عزّ وجلّ- فالشمس والقمر من أعظم وأجمل مخلوقاته؛ قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}؛[٤]حيث إنَّ الشمس بشروقها وغروبها كل يوم ما هي إلا جزء من إبداع الله لها؛ فهي التي ينفعنا دفؤها في الشتاء ويؤذينا حرّها في الصيف، وما ذلك إلا لحكمة وسبب، ولضخامتها إعجاز آخر فهي كانت سببًا في عبادة أقوام لها؛ قال تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ}،[٥]ومن إبداع صنعه في ضوءها أنّ الوقت ضُبط على ضوء حركتها وسكونها وحددت أوقات الصلاة على ذلك؛ قال رسول الله: "جاءَ جبريلُ إلى النَّبيِّ حينَ زالتِ الشَّمسُ فقالَ : قُم يا محمَّدُ فصلِّ الظُّهرَ حينَ مالتِ الشَّمسُ ، ثمَّ مَكَثَ حتَّى إذا كانَ فَيءُ الرَّجلِ مثلَهُ جاءَهُ للعَصرِ فقالَ : قُم يا محمَّدُ فصلِّ العصرَ ، ثمَّ مَكَثَ حتَّى إذا غابتِ الشَّمسُ جاءَهُ فقالَ : قُم فصلِّ المغربَ ، فقامَ فصلَّاها حينَ غابتِ الشَّمسُ سواءً ، ثمَّ مَكَثَ حتَّى إذا ذَهَبَ الشَّفقُ جاءَهُ فقالَ : قُم فصلِّ العشاءَ فقامَ فصلَّاها ، ثمَّ جاءَهُ حينَ سطعَ الفَجرُ في الصُّبحِ فقالَ : قُم يا محمَّدُ فصلِّ ، فَقامَ فصلَّى الصُّبحَ"،[٦][٧] وأمّا عن آيات الله في القمر فهي متعددة، فالقمر نزلت به سورة كاملة في كتاب الله تحدثت عن انشقاق القمر؛ قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}،[٨] وما هذا إلا لعظمة خلق الله في القمر فهو كوكب مضيء عظيم في حجمه وشكله ودورته، يضيء السماء كل ليلة مبتدأ بالهلال إلا أنْ يصير بدرًا متكاملًا، فورد ذكر القمر في القرآن والسنة في أكثر من موضع حيث قال تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا}[٩] وقال سبحانه: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}،[١٠] ومن آياته في الشمس والقمر حصول الكسوف والخسوف التي وجبت فيهما الصلاة، فهي ظاهرة تُعنى بذهاب ضوئهما وجمالهما وهذا بيانٌ على قدرة الله وتسخيرهم له؛ قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ}[١١] وقال رسول الله: "إنَّ الشَّمْسَ والْقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللَّهُ بهِما عِبادَهُ، وإنَّهُما لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فإذا رَأَيْتُمْ مِنْها شيئًا فَصَلُّوا".[١٢][١٣]

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:190
  2. سورة يونس، آية:101
  3. "التفكر في آيات الله في الكون"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-25. بتصرّف.
  4. سورة الفرقان، آية:61
  5. سورة النمل، آية:24
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:525، صحيح.
  7. "الشمس آية من آيات الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
  8. سورة القمر، آية:1
  9. سورة الشمس، آية:2
  10. سورة الإنشقاق، آية:18
  11. سورة إبراهيم، آية:33
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:911، صحيح.
  13. "القمر آية من آيات الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×