الشهر الثاني من الحمل

كتابة:
الشهر الثاني من الحمل

الشهر الثاني من الحمل

يبدأ الشهر الثاني من الحمل من الأسبوع الخامس حتى الأسبوع الثامن، وفي هذا الشهر تشعر المرأة بحملها بوضوح، وتتماثل المشاعر والأعراض الأخرى مع ما كانت عليه في الشهر الأول، وما يميز هذه المرحلة أنّها ستتضمن الزيارة الأولى للطبيب لإجراء الفحوصات الطبية الروتينية، ويُشار إلى أنّه خلال هذا الشهر تحدث الكثير من التطورات، سواء على مستوى التغيرات الجسدية أو النفسية للأم أم تكوين الجنين.[١]


نمو الجنين في الشهر الثاني من الحمل

في هذا الشهر من الحمل يزداد نمو الجنين، إذ يصل طوله إلى ما يُقارب 1.6 سم في الأسبوع الثامن، ويأخذ وجهه شكل الإنسان أكثر، فتتطوّر عيناه وفكه وأذناه ويتحرك كل منها في مكانه، كما يتشكل أنفه مع تطوّر القدرة على الشم، وتنمو ذراعاه، وفي هذا الشهر يتحرّك الطفل فعلًا ويتمدد، إلا أنّ الأم لا تشعر به، ولاحقًا ستنمو ساقاه وقدماه وأصابعه، وفي الأسبوع العاشر تقريبًا ستزوّد المشيمة الطفل بالمواد الغذائية والأكسجين الذي يحتاجه.[٢]


التغيرات الجسدية للحامل في الشهر الثاني

في هذا الشهر تكون الأعراض مشابهةً للشهر السابق، ومنها: التعب، والغثيان، والدوار، والتبول المتكرر، وفقدان الشهية أو العكس، وتقلب المزاج، وفي هذا الشهر أيضًا قد تتوقف الحامل عن الاستمتاع برائحة الدخان إذا كانت كذلك في السابق، وسيستمر حجم الثديين بالازدياد مع بروز الحلمتين أكثر، كما يُمكن أن تظهر عقيدات صغيرة على المنطقة التي تحيط بالحلمات والمسمّاة بالهالة.[٣]

ومن الأعراض الأخرى الشائعة وجود إفرازات مهبلية بيضاء بكمية قليلة، وظهور حب الشباب مع تغير مستويات الهرمونات، وتجد بعض النساء أنّ البشرة تُصبح أكثر صفاءً وتوهجًا مع نهاية الشهر. كما أنّ هناك احتمالًا للمعاناة من عدم التنفس جيدًا من الأنف، وتُصبح اللثة أكثر ليونةً، وتجعل الهرمونات أثناء الحمل وظيفة الأمعاء أقل كفاءةً، الأمر الذي قد يُسبب الإمساك، ويُمكن الوقاية منه باتباع نظام غذائي بمحتوى مرتفع من الألياف، وشرب كميات كافية من الماء.[٣]

تستمر خلايا المبيض في هذا الشهر بإنتاج هرمون البروجسترون اللازم للحفاظ على الحمل، كما سيزداد حجم الدم في الجسم بهدف تلبية احتياجات الجنين، وهذه الزيادة تُشعر الحامل بالدفء، كما سيبدأ البطن بالانتفاخ قليلًا، ويُصبح الرحم بحجم البرتقالة، إلا أنّه لا يزال محفوظًا داخل الحوض ويتحرّك الطفل بلطف دون الشعور به.[٣]


الحالة النفسية للحامل في الشهر الثاني

عند البدء بالشعور بأعراض الحمل تُفكّر المرأة بأنّ الولادة أصبحت أمرًا حقيقيًا، وإنّ فهم التغيرات العاطفية والتعرّف عليها يُساعد على ضبط مستويات التوتر وتقلب الحالة المزاجية، والحقيقة أنّ مصدر التوتر يعود إلى فكرة استقبال عضو جديد في العائلة والتفكير في التجهيزات التي يجب عملها لاستقبال المولود، وستشعر المرأة بآثار التوتر الزائد، لذا يُنصح بمحاولة ضبطه، وممارسة المزيد من تقنيات الاسترخاء والتأمل، كالاسترخاء التدريجي للعضلات واليوغا بعد الحصول على موافقة الطبيب، كما يُنصح بإجراء التعديلات على جدول الأعمال لضمان الحد من الضغوطات.[٤]


فحوصات الشهر الثاني من الحمل

تكون الزيارة الأولى للطبيب خلال هذا الشهر، وسيقوم بإجراء العديد من الفحوصات الروتينة، وتتضمن ما يأتي:[٥]

  • مسحة عنق الرحم؛ للتأكد من عدم وجود تشوهات في عنق الرحم ومسحات، للتحقق من العدوى.
  • فحصات البول للتحقق من وجود ما يأتي:
    • البروتين، وقد يكون البروتين علامة محتملة على وجود مشكلات في الكلى أو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الحمل.
    • السكر، وهو علامة على داء السكري.
  • فحوصات الدم الروتينية لتقيم ما يأتي:
    • الهيموغلوبين ومستويات الحديد للكشف عن وجود فقر الدم.
    • الأمراض المعدية مثل؛ فيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد الوبائي B.
    • فصيلة الدم والعامل الريسوسي.
    • المناعة، وخاصةً تجاه مرض الحصبة الألمانية ومرض جدري الماء.
    • الأمراض الوراثية مثل؛ فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا.

وبالإضافة إلى ذلك، قد يُعرض على الحامل خلال نهاية الشهر الثاني إجراء فحص اختياري يُسمى قياس الشفافية القفوي، وعادةً ما يُجرى هذا الفحص بين الفترة الممتدة من 10-14 أسبوع من الحمل، ويُجرى باستخدام الموجات فوق الصوتية لقياس مساحة السائل في الجزء الخلفي من عنق الطفل الذي لم يولد بعد، وتستخدم هذه النتيجة بالإضافة إلى عمر الأم ومستويات الهرمون في دمها، لتحديد خطر إصابة الطفل بخلل كروموسومي، ولأنّ هذا الفحص يعطي احتمالية الإصابة فقط ولا يُأكدها، فإنّ النتيجة الإيجابية مع وجود نتائج أخرى غير طبيعية، تدلّ على الحاجة لإجراء فحوصات تشخيصية مثل؛ أخذ عينة من السائل الأمينوسي أو أخذ عينات من الزغابات المشيمية، وهذه الفحوصات تُعطي نتيجة نهائية.


نصائح للحامل في الشهر الثاني

خلال الشهر الثاني من الحمل يُنصح باتباع الإجراءات الآتية:[١]

  • إعداد قائمة مهام بسيطة تتضمن الاحتياطات والتدابير التي يجب على الحامل مراعاتها.
  • الاسترخاء وأخذ قسط كافٍ من الراحة يوميًا، والمشاركة في دروس اليوغا والتأمل.
  • شرب المزيد من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم، وذلك بما نسبته لترين إلى ثلاثة لترات يوميًا.
  • تناول حمض الفوليك والفيتامينات وفقًا للطريقة التي حددها الطبيب، مع عدم إهمالها لضرورتها في عملية نمو الطفل، ومن المصادر الغذائية لحمض الفوليك الخضروات الورقية الخضراء، والفواكه، والبيض، والبقوليات.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي وفقًا لما يُشير إليه الطبيب أو أخصائي التغذية، وهذا من شأنه مساعدة الحامل على ضبط وزنها خلال الحمل وبعد الولادة.
  • تناول المزيد من الفواكه والخضروات، والتأكد من غسلها جيدًا قبل ذلك وتقشيرها عند اللزوم؛ تجنبًا للتعرض لأي مبيدات حشرية.
  • تناول كميات صغيرة من الطعام على فترات متباعدة خلال اليوم؛ وذلك لمساعدة الجسم على هضم الطعام سريعًا، إذ إنّ إبقاء المعدة فارغةً من شأنه التشجيع على تكوّن الغازات والشعور بالغثيان.
  • التقليل من الأطعمة الدهنية؛ نظرًا لتسببها بزيادة الوزن، وتجنّب اللحوم النيئة والبيض النيء أو غير المطهي تمامًا، وكذلك الأجبان الطرية، والأسماك التي تحتوي على الزئبق، والحد من الأطعمة المحتوية على التوابل والحمضيات بكثرة، وفي المقابل أخذ الحصص الكافية من الكربوهيدرات، والبروتينات، والفيتامينات والمعادن، وكذلك تناول الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من الألياف، كالحبوب الكاملة، والحبوب، والفواكه الجافة، والمكسرات؛ تجنبًا لمشاكل الجهاز الهضمي.
  • التقليل من الكافيين؛ للوقاية من حرقة المعدة واضطرابات النوم والقلق.
  • المشي لمدة 20 دقيقةً كحدٍ أدنى يوميًا للحفاظ على النشاط.
  • تجنّب التدخين، وكذلك تجنّب شرب الكحول.
  • عدم أخذ مسكنات الألم أو المضادات الحيوية إلّا بعد الحصول على استشارة الطبيب.
  • تجنّب ارتداء الملابس الضيقة منعًا للحد من مساحة تنفس الجسم.
  • عدم السفر لمسافات طويلة؛ منعًا للضغط على الجسم.
  • الحد من الانحناء أو رفع الأحمال الثقيلة؛ منعًا للضغط على الجنين.


المراجع

  1. ^ أ ب REBECCA MALACHI (11-9-2019), "2 Months Pregnant : Symptoms, Baby Development And Diet Tips"، www.momjunction.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  2. "Fetal ultrasound - 2 months", www.babycentre.co.uk,7-2018، Retrieved 25-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Pregnancy: The second month", www.aboutkidshealth.ca, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  4. "Month Two of Your Pregnancy", www.familyeducation.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  5. SickKids staff (11-9-2009), "Pregnancy: The second month"، aboutkidshealth, Retrieved 2-12-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×