الصحابية أم كلثوم بنت عقبة (أخت الصحابي عثمان بن عفان)

كتابة:
الصحابية أم كلثوم بنت عقبة (أخت الصحابي عثمان بن عفان)


نسب الصحابية أم كلثوم بنت عقبة

هي أمُّ كُلْثُوم بنت عُقْبَة بن أبى مُعَيْط بن أَبِي عَمْرو بْنِ أُمَيَّة بْنِ عَبْدِ شَمْس -رضي الله عنها-.[١]

وصلة القرابة التي تربط بين الصحابية أم كلثوم وسيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنها أخته من أمّه السيدة أروى بنت كريم بن ربيعة، وتعدّ الصحابية أم كلثوم من أوائل من صدّق برسالة الإسلام وتبع سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وقد بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكرفي سيرتها -رضي الله عنها- أنها قد هاجرت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في عام الحديبية سيراً على الأقدام  فلحق بها أخويها الوليد ابن عقبة وعمارة ابن عقبة حتى المدينة، وقد سألا النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يعيدها معهما إلى مكة المكرمة فرفض النبي -عليه الصلاة والسلام- ذلك.[٢][٣]


هجرة الصحابية أم كلثوم بنت عقبة

جاءتْ هجرة الصحابية الجليلة أم كلثوم بنت عقبة في ظل اتفاقيةصلح الحديبية التي كانت بين المسلمين ومشركي مكة، وقد نصّت إحدى بنودها على أنه إذا جاء أحد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة وجب عليه إعادته حتى وإن كان يدين بالإسلام، وفي المقابل إذا جاء أحد من المسلمين في المدينة المنورة إلى قريش في مكة المكرمة وجب عليهم إعادته إلى المدينة، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ملتزماً بهذا البند فقد ذكر أنه -عليه الصلاة والسلام- قد أعاد من جاءه مهاجراً من مكة المكرمة، حتى جاءت أم كلثوم بنت عقبة فلم يعدها النبي- صلى الله عليه وسلم- وذلك بسبب نزول الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّـهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾)[٤] فكانت هذه الآية بمثابة حماية من الله -عز وجل- لها -رضي الله عنها-.[٥]


وتعتبر -رضي الله عنها- أول امرأة مهاجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومن الجدير بالذكر أنّه لم تهاجر أي امرأة من قبيلة قريش من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهي مسلمة سواها -رضي الله عنها-، وقد كانت هجرتها وحدها -رضي الله عنها- دليلاً على شجاعتها وصدق إيمانها.[٦][٧]


زواج الصحابية أم كلثوم بنت عقبة

كانت الصحابية أم كلثوم -رضي الله عنها- من غير زوج في مكة المكرمة قبل الهجرة، وقد تزوجت -رضي الله عنها- بالصحابي الجليل زيد بن حارثة بعد هجرتها إلى المدينة المنورة وقد استشهد -رضي الله عنه- في قتاله مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في معركة مؤتة، فتزوجت من بعده الصحابي الزبير بن عوام وقد انتهى زواجهما بعد أن أنجبت له زينب وذلك بطلاقها منه -رضي الله عنه-، فتزوجها الصحابي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- فأنجبت منه إبراهيم وحميد، ومات عنها بعد ذلك، فتزوجت من بعده عمرو بن العاص -وقد كان رضي الله عنه- آخر زوج لها قبل وفاتها -رضي الله عنها-.[٨]


وقد ذُكِر عنها -رضي الله عنها- أنها كانت تطيع النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعةً تامةً، فقد ذكر في سيرتها -رضي الله عنها- أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد أتاها رسولاً من النبي- صلى الله عليه وسلم- يخبرها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب منها الزواج من عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، فقبلت طلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الفور.[٩]


وفاة الصحابية أم كلثوم بنت عقبة

تعدّ الصحابية الجليلة أم كلثوم بنت عقبة من أكثر الصحابيات ذوات الأثر البارز في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد حملت -رضي الله عنها- رسالة الإسلام في صدرها بكل صدق وإخلاص حتى توفيت وصعدت روحها الطاهرة إلى السماء، وقد كان ذلك بعد مضي شهرٍ واحدٍ فقط من زواجها -رضي الله عنها- من الصحابي الجليل عمرو بن العاص -رضي الله عنه-.[١٠]


صحابيات اسمهنّ أم كلثوم

ذكرت كتب السير العديد من الصحابيات اللاتي يحملن اسم أم كلثوم، وهُنّ:[١١]

  • أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمّها خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-.
  • أم كلثوم بنت أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- التيمية، وأمّها بنت خارجة.
  • أم كلثوم بنت أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومية، ربيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمّها أم سلمة -رضي الله عنها-.
  • أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، أسلمت أول الإسلام.
  • أم كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب وأمها أم سلمة بنت محمية بن جزء الزبيدي.
  • أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه- وأمها فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-.
  • أم كلثوم بنت زمعة القرشية ثم العامريّة أخت سودة أم المؤمنين، كانت زوج حويطب بن عبد العزّى فولدت له أبا الحكم بن حويطب.[١٢]
  • أم كلثوم بنت عتبة، خالة معاوية بن أبي سفيان، كانت زوج عبد الرحمن بن عوف-رضي الله عنه-.[١٣]
  • أم كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية، كانت زوج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[١٤]


المراجع

  1. بو بكر أحمد بن أبي خيثمة، التاريخ الكبير تاريخ ابن أبي خيثمة السفر الثاني، صفحة 779. بتصرّف.
  2. أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 376. بتصرّف.
  3. سليم الهلالي، الاستيعاب في بيان الأسباب، صفحة 393. بتصرّف.
  4. سورة الممتحنة ، آية:10
  5. سليم الهلالي، الاستيعاب في بيان الأسباب، صفحة 393-394. بتصرّف.
  6. موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 343. بتصرّف.
  7. موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 343. بتصرّف.
  8. ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 821. بتصرّف.
  9. نبيل جرار ، كتاب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء، صفحة 265. بتصرّف.
  10. أبو الحسن ابن الأثير ، أسد الغابة، صفحة 376. بتصرّف.
  11. أبو الحسن ابن الأثير ، أسد الغابة، صفحة 373-377. بتصرّف.
  12. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 461. بتصرّف.
  13. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 462. بتصرّف.
  14. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 464. بتصرّف.
5369 مشاهدة
للأعلى للسفل
×