الصعوبات النفسية والسلوك الاستحواذي لدى الطفل التوحدي

كتابة:
الصعوبات النفسية والسلوك الاستحواذي لدى الطفل التوحدي

يمثل السلوك الاستحواذي المتكرر الجانب الثالث والأخير للصعوبات النمائية لدى الأطفال التوحديين. اليكم تفاصيل هذا الجانب:

بالإضافة إلى الصعوبات التي يعاني منها الأطفال التوحديون في مجال اللغة والعلاقات الاجتماعية يمثل السلوك الاستحواذي المتكرر الجانب الثالث والأخير للصعوبات النمائية لدى الأطفال التوحديين. ويقصد بهذا الجانب فقدان المرونة وعدم القدرة على التخيل والسلوك بطريقة استحواذية.

فحالة الطفلة التي عرضت في الفصل الأول تبرز بعض السلوكيات الاستحواذية المتكررة مثل تفقد قطع القطن الصغيرة التي كانت تربطها على الكراسي.

الأمر الذي يجعل سلوك الأطفال التوحديين خلال ممارسة اللعب يفتقد الإبداع والتجديد والتخيل.

ففي حين يبدأ الأطفال العاديون باستخدام خيالهم في اللعب ابتداء من سن (18 شهراً) كأن يلعب بكوب ورق ويستخدمه على انه قبعة مثلاً، فإنه من النادر أن يُلاحظ ذلك على لعب الأطفال التوحديين وغالباً ما يستدل بغياب القدرة على اللعب بهذه الطريقة على احتمالية إصابة الطفل بالتوحد.

من ناحية أخرى كشفت بعض الدراسات النفسية مؤخرا صعوبات كبيرة في قدرة الأطفال التوحديين على التخطيط وأن أسلوبهم في حل المشكلات يتصف بالجمود ويعتقد أن هذه الصعوبات تعود إلى وجود خلل في الفص الأمامي من المخ وأنها مسؤولة عن السلوك الاستحواذي لدى التوحديين.

إن التعامل مع السلوك الاستحواذي لدى الأطفال التوحديين يشكل تحد كبير في الحياة المنزلية، ومن المناسب أن نوضح أنه على الرغم من أن السلوك الاستحواذي يعد أحد المظاهر السلوكية الواضحة إلا أنه قد لا يظهر بنفس الشكل أو الدرجة عند سجل الأطفال التوحديين، فبعض الأطفال يظهر سلوكه الاستحواذي أثناء أدائه لواجباته المدرسية كأن يضع نقطة أو علامة بعد كل كلمة يكتبها، وبعضهم يصرون خلال تناول الطعام على نوع معين من الجبنة مثلاً تقدم يومياً على أطباقهم بنفس الطريقة، في حين يكون السلوك الاستحواذي اخف درجة وشكلاً لدى بعض التوحديين الآخرين.

وعلى الرغم من أن الصعوبات النمائية لدى الأطفال التوحديين في الجوانب اللغوية والعلاقات الاجتماعية والسلوك الاستحواذي هي في الأساس مشاكل ذات طبيعة نفسية إلا أن هناك اعتقاد بأن هذه الصعوبات تحدث بسبب التلف الذي يلحق بالمخ أو بعض أجزائه كما سبق أن أوضحنا في الفصل الأول.

ولهذا فإن محاولات فهم العلاقة بين المشاكل النفسية والخلل الذي يلحق بالمخ تعد من أهم الموضوعات التي تشغل بال الباحثين في الوقت الراهن.

3946 مشاهدة
للأعلى للسفل
×